فيلم ستموت في العشرين

سنة الإنتاج: 2019
عدد الأجزاء: 1
المدة: 105 دقائق
الجودة: متوفر بجودة عالية
البلد: السودان، مصر، ألمانيا، فرنسا، النرويج، قطر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
مصطفى شحاتة (مزمل)، إسلام مبارك (والدة مزمل)، محمود السراج (الشيخ)، بُنى خالد (نعيمة)، أمل مصطفى (جدة مزمل)، طلال عفيفي (سوليفان)، أحمد مجدي (والد مزمل).
الإخراج: أمجد أبو العلا
الإنتاج: محمد حفظي (فيلم كلينك)، أمجد أبو العلا (ستوديو سودان)، إنجمار تورفيتسكي، دانييل فابريس (هاي فيلمز)، أورسولا فيتزنجر (فيلمغارتن)
التأليف: أمجد أبو العلا، يوسف إبراهيم
فيلم ستموت في العشرين: نبوءة القدر في قلب السودان
رحلة روحانية تتجاوز الزمن في أول أفلام السودان لأوسكار
يُعد فيلم “ستموت في العشرين” الصادر عام 2019، تحفة سينمائية سودانية أثارت ضجة عالمية ومحلية، مقدمًا تجربة فريدة في سرد قصص القدر والإيمان والتساؤل الوجودي. الفيلم، من إخراج أمجد أبو العلا، والذي يُعتبر أول فيلم سوداني طويل يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي ويفوز بجائزة “أسد المستقبل”، يقدم قصة مزمل، الشاب الذي يُنبأ بوفاته في سن العشرين. يغوص العمل في عمق المجتمع السوداني وتقاليده الصوفية، مُسلطًا الضوء على تأثير النبوءة على حياة فرد وقرية بأكملها، وكيف تتشابك الخرافة مع الواقع، والطموح مع الاستسلام. هذا المقال يستكشف تفاصيل هذا العمل الفني البارز، أبطاله، وتقييماته النقدية والجماهيرية، مسلطًا الضوء على أهميته في المشهد السينمائي العربي والعالمي.
قصة العمل الفني: صراع القدر مع الحياة
تنطلق أحداث فيلم “ستموت في العشرين” في قرية سودانية صغيرة ذات طابع صوفي عميق، حيث يولد مزمل، ويأتي فقيه القرية بنبوءة حاسمة ومروعة: هذا الطفل سيموت في سن العشرين. تتلقف القرية هذه النبوءة على محمل الجد، وتصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية مزمل منذ لحظة ميلاده. لا يُنظر إليه كطفل طبيعي، بل كروح محددة المصير، وكل خطوة في حياته تتلون بلون هذا القدر المحتوم. تتشكل طفولته وشبابه حول هذا التوقع، حيث تفرض عليه والدته قيودًا صارمة، خشية أن يُقدم على أي فعل قد يعجل بنهاية حياته أو يغير من مسارها المكتوب. هذه الأجواء المشحونة بالترقب والخوف تخلق عالمًا داخليًا معقدًا لمزمل، يدفعه للتساؤل حول معنى وجوده.
يعيش مزمل في ظل حماية زائدة من والدته التي تصر على إبعاده عن أي خطر أو تحدٍ، مما يجعله منعزلاً إلى حد كبير عن أقرانه وتجارب الحياة الطبيعية. ينشأ الشاب وهو يعرف أن حياته محدودة، وأن كل يوم يمر يقربه من نهايته المزعومة. تعامله القرية بأسرها بتعاطف ممزوج بالشفقة، لكن هذا التعاطف لا يمنعه من الشعور بالاختناق داخل إطار مصيره المُتنبأ به. يصبح الزمن بالنسبة له ليس مجرد مرور للأيام، بل عدًا تنازليًا نحو نقطة الصفر، مما يجعله يعيش حالة من التأمل العميق في الحياة والموت، وفي معنى الحرية والاختيار.
مع مرور السنين واقتراب مزمل من سن العشرين، يظهر في حياته شخصية جديدة تُغير كل المفاهيم التي نشأ عليها: المصور سليمان. هذا الغريب القادم من المدينة يمثل عالمًا آخر من الأفكار والحرية والتمرد على التقاليد. يُقدم سليمان لمزمل الكتب والأفلام، ويفتح عينيه على عوالم خارج حدود قريته الضيقة ونبوءتها. يبدأ مزمل في التساؤل عن صحة النبوءة، وعن إمكانية تحدي القدر، وعن معنى أن يعيش حياة كاملة حتى لو كانت قصيرة. هذا التحول الفكري يضعه في صراع داخلي وخارجي مع تقاليد قريته، ومع والدته، ومع فكرة الموت نفسها.
يتعمق الصراع الداخلي لمزمل مع اقتراب عيد ميلاده العشرين. يجد نفسه ممزقًا بين الرغبة في التحرر واستكشاف الحياة، والخوف المتجذر من النبوءة التي طاردته طوال حياته. يكتشف الحب في شخصية نعيمة، الفتاة التي تمنحه الأمل في مستقبل قد لا يكون مكتوبًا له. هذه العلاقات الجديدة والأفكار المتحررة تدفعه نحو حافة اتخاذ قرار مصيري: هل يستسلم للنبوءة وينتظر الموت، أم يختار مقاومتها والعيش بكل ما أوتي من قوة؟ الفيلم يبرع في تصوير هذه اللحظات الفاصلة، والتوتر النفسي الذي يعيشه مزمل، والذي يعكس توترًا أوسع بين الأجيال والأفكار في المجتمع السوداني.
في ذروة الأحداث، يتوجب على مزمل أن يواجه مصيره، سواء كان حقيقيًا أو مجرد خرافة. الفيلم لا يقدم إجابات سهلة، بل يدفع المشاهد للتفكير في معاني الإيمان، الشك، الحرية، وقيمة الحياة نفسها. إنه قصة عن النضوج في ظل أصعب الظروف، وعن البحث عن الذات والهوية بعيدًا عن التوقعات المفروضة. “ستموت في العشرين” ليس مجرد فيلم عن نبوءة، بل هو استعراض عميق للروح البشرية في مواجهة المجهول، ورسالة قوية حول أهمية عيش الحياة بكل ما فيها من تفاصيل، بغض النظر عن طولها أو قصرها، وكيف أن تحدي الخوف هو الخطوة الأولى نحو الحرية.
أبطال العمل الفني: مواهب تجسد الصراع الوجودي
تميز فيلم “ستموت في العشرين” بأداء فني رفيع المستوى من قبل طاقمه، الذي استطاع أن يجسد التعقيدات النفسية والاجتماعية للشخصيات ببراعة. كان الاختيار موفقًا لممثلين يمتلكون القدرة على نقل عمق القصة وصدق المشاعر، مما أضاف للفيلم طبقة إضافية من الواقعية والتأثير. إليكم أبرز المساهمين في هذا العمل الفني الخالد:
طاقم التمثيل الرئيسي
يبرز أداء مصطفى شحاتة في دور “مزمل” كنقطة محورية في الفيلم. قدرته على تجسيد التحول من طفل مطيع ومستسلم لمصيره إلى شاب يبدأ في التساؤل والتمرد كانت استثنائية. عيناه تحملان خليطًا من البراءة، الخوف، والتوق للاكتشاف، مما يجعل المشاهد يتعاطف معه في رحلته الوجودية. بجانبه، قدمت إسلام مبارك أداءً مؤثرًا ومقنعًا في دور والدة مزمل. تعابير وجهها وحركاتها كانت تعكس خليطًا معقدًا من الحب الأمومي، الخوف الشديد على ابنها، والإيمان العميق بالنبوءة، مما جعل شخصيتها ذات أبعاد إنسانية عميقة تلامس القلب.
محمود السراج في دور “الشيخ” جسد شخصية فقيه القرية الذي أطلق النبوءة، وقدم أداءً يجمع بين الوقار والغموض، ممثلاً للسلطة الروحية والتقاليد الراسخة في القرية. بينما أضافت بُنى خالد بدور “نعيمة” لمسة من الرومانسية والأمل، حيث مثلت نافذة مزمل على الحياة الطبيعية والحب، مقدمة أداءً عفويًا وجميلاً. كما كان لأمل مصطفى في دور جدة مزمل حضور قوي، وقدمت أداءً يجسد الحكمة والصبر، بينما أدى طلال عفيفي دور “سليمان” المصور الغريب ببراعة، حيث كان هو المحفز الرئيسي لتفكير مزمل وتحرره، ممثلاً للعالم الخارجي والأفكار الجديدة.
بالإضافة إلى هؤلاء النجوم، شارك أحمد مجدي في دور والد مزمل، وقدم أداءً دعم القصة وأضاف لأبعادها الإنسانية. كان كل ممثل في الفيلم، سواء في الأدوار الرئيسية أو الداعمة، جزءًا لا يتجزأ من النسيج الفني للعمل، حيث ساهمت جهودهم المتضافرة في تقديم صورة واقعية ومؤثرة للمجتمع والشخصيات. الانسجام بين أفراد الطاقم وقدرتهم على التفاعل بشكل طبيعي عكس احترافية عالية وساهم في نجاح الفيلم في إيصال رسالته المعقدة بوضوح وصدق.
فريق الإخراج والإنتاج والتأليف
يُعتبر أمجد أبو العلا العقل المدبر وراء “ستموت في العشرين”، حيث تولى مهمة الإخراج والمشاركة في التأليف. رؤيته الفنية الفريدة كانت واضحة في كل مشهد، من اختيار الكادرات المعبرة إلى إدارة الممثلين ببراعة، مما أضفى على الفيلم طابعًا بصريًا وروحيًا مميزًا. لقد استطاع أن يروي قصة عميقة ومُحملة بالرمزية بأسلوب سينمائي سلس وجذاب، يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية. يُحسب له هذا الإنجاز كونه أول فيلم روائي طويل له، مما يؤكد على موهبته الاستثنائية وقدرته على إحداث تأثير كبير في السينما العالمية.
ساهم يوسف إبراهيم بشكل كبير في صياغة السيناريو بالاشتراك مع أمجد أبو العلا، حيث تمكنا معًا من نسج قصة غنية بالمواضيع الفلسفية والإنسانية، مع الحفاظ على عنصر التشويق والدراما. السيناريو كان محكمًا ويتميز بحوارات عميقة تعكس الجانب الروحي للشخصيات والمجتمع. أما فريق الإنتاج، والذي شمل محمد حفظي من “فيلم كلينك” وأمجد أبو العلا نفسه من “ستوديو سودان”، بالإضافة إلى شركاء دوليين مثل إنجمار تورفيتسكي، دانييل فابريس من “هاي فيلمز”، وأورسولا فيتزنجر من “فيلمغارتن”، فقد لعبوا دورًا حاسمًا في تحقيق هذا العمل الطموح. التعاون الدولي كان ضروريًا لتوفير الموارد اللازمة لإنتاج فيلم بهذه الجودة، مما سمح للرؤية الفنية بأن تتحقق على أكمل وجه وتصل إلى جمهور عالمي واسع، ليكون الفيلم بذلك نقطة تحول في تاريخ السينما السودانية.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
حظي فيلم “ستموت في العشرين” بإشادة نقدية وجماهيرية واسعة على الساحة العالمية والمحلية، مما يؤكد على أهميته الفنية وقدرته على تجاوز الحواجز الثقافية. على منصات التقييم العالمية، سجل الفيلم درجات عالية جدًا، ففي موقع IMDb، تراوح تقييم الفيلم في المتوسط حول 7.2 من أصل 10، وهو معدل ممتاز لفيلم عربي. أما في موقع Rotten Tomatoes، فقد حقق الفيلم نسبة 93% من التقييمات الإيجابية من النقاد، مما يشير إلى شبه إجماع على جودته الفنية وتميزه، بينما سجلت تقييمات الجمهور 78%، مما يعكس قبولاً جماهيريًا قويًا للفيلم ورسالته.
تُرجم هذا النجاح النقدي إلى جوائز مرموقة، حيث فاز الفيلم بـ “جائزة أسد المستقبل” (جائزة لويجي دي لورينتيس لأفضل فيلم أول) في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وهو إنجاز كبير يؤكد على مكانته كعمل سينمائي رائد. كما حصد “النجمة الذهبية” لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الجونة السينمائي بمصر، مما يؤكد على قبوله وتقديره في المنطقة العربية. هذه التقييمات والجوائز لم تكن مجرد أرقام، بل كانت شهادة على جودة الفيلم الفنية وقدرته على إيصال قصة عميقة وذات أبعاد إنسانية عالمية بأسلوب فريد ومبتكر، مما جعله محط أنظار السينما العالمية ودليلًا على ظهور صوت سينمائي سوداني واعد.
آراء النقاد: إشادة بجرأة الطرح وعمق الفكرة
تجاوزت آراء النقاد حول فيلم “ستموت في العشرين” مجرد الإعجاب، لتصل إلى مستوى الإشادة الكبيرة بالجرأة الفنية وعمق الطرح الفكري. أجمع العديد من النقاد على أن الفيلم يمثل قفزة نوعية في السينما السودانية والعربية، بقدرته على تناول قضايا وجودية معقدة مثل القدر، الإيمان، الحرية، والموت، بأسلوب شعري وفلسفي. أُشيد بالإخراج السينمائي لأمجد أبو العلا، الذي وصف بأنه “مبدع” و”حساس”، لقدرته على خلق أجواء بصرية ساحرة تعكس جمال الطبيعة السودانية وعمق الروح الإنسانية. كما نوه النقاد إلى التصوير السينمائي المتقن، الذي استخدم الألوان والإضاءة ببراعة لخلق لوحات فنية تعزز السرد الدرامي.
كما حظي السيناريو الذي كتبه أمجد أبو العلا ويوسف إبراهيم بإشادة خاصة لقدرته على الموازنة بين الواقعية والرمزية، وتقديم شخصيات ذات أبعاد نفسية عميقة تتطور على مدار الفيلم. وأثنى النقاد بشكل خاص على الأداء التمثيلي، خاصة من مصطفى شحاتة، الذي وصف بأنه “اكتشاف” للدور الصعب والمعقد لمزمل. بينما اعتبرت بعض الملاحظات البسيطة أن إيقاع الفيلم قد يبدو بطيئًا لبعض الجماهير، إلا أن الغالبية العظمى من النقاد رأوا أن هذا الإيقاع يخدم طبيعة القصة التأملية ويسمح للمشاهد بالغوص في عالم مزمل الروحي. “ستموت في العشرين” لم يكن مجرد فيلم، بل كان تجربة سينمائية فريدة تركت بصمة واضحة في المشهد الفني العالمي.
آراء الجمهور: تفاعل عاطفي مع قصة إنسانية
لاقى فيلم “ستموت في العشرين” تفاعلاً عاطفيًا وحماسيًا من قبل الجمهور، سواء في السودان والعالم العربي، أو في المهرجانات العالمية التي عُرض فيها. شعر الكثير من المشاهدين بارتباط عميق بقصة مزمل وصراعه مع القدر، حيث لامست القصة أوتارًا إنسانية عالمية تتعلق بالبحث عن معنى الحياة والتحرر من القيود. أبدى الجمهور إعجابًا كبيرًا بقدرة الفيلم على سرد قصة بهذه الحساسية والعمق، وبالأداء الصادق للممثلين، الذي جعل الشخصيات تبدو حقيقية وقابلة للتعاطف. كانت هناك مناقشات واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الفنية حول موضوعات الفيلم.
أشاد الجمهور بشكل خاص بالطابع البصري للفيلم، الذي عرض جمال السودان وتقاليده بطريقة لم تُرى من قبل على الشاشة الكبيرة. كثيرون عبروا عن فخرهم بهذا العمل السوداني الذي كسر الحواجز ووصل إلى العالمية. الفيلم لم يكن مجرد ترفيه، بل كان محفزًا للتفكير والنقاش حول مواضيع الإيمان، الخرافة، حرية الاختيار، وقيمة الحياة في مواجهة الموت. هذا التفاعل الإيجابي الكبير من الجمهور يعكس قدرة “ستموت في العشرين” على إحداث صدى واسع، وتأكيد على أن القصص الإنسانية الأصيلة، عندما تُروى بصدق وإتقان، يمكن أن تتجاوز الحدود الثقافية وتصل إلى قلوب المشاهدين في كل مكان.
آخر أخبار أبطال العمل الفني
بعد النجاح المدوي لفيلم “ستموت في العشرين”، واصل أبطاله وصناعه مسيرتهم الفنية بنشاط وإبداع، مما يؤكد على مكانتهم المتزايدة في المشهد السينمائي والتلفزيوني.
أمجد أبو العلا
يعتبر أمجد أبو العلا الآن أحد أبرز المخرجين العرب الواعدين. بعد فوزه بجائزة أسد المستقبل، أصبح اسمه مرتبطًا بالسينما السودانية الجديدة. يعمل حاليًا على تطوير عدة مشاريع سينمائية جديدة، مما يؤكد على التزامه بتطوير صناعة السينما في السودان وتقديم قصص فريدة ذات بعد عالمي. يُتوقع أن تكون أعماله القادمة على نفس مستوى الجودة الفنية والعمق الفكري الذي ميز “ستموت في العشرين”. مسيرته الفنية تشهد تطورًا ملحوظًا، ويُنتظر منه الكثير في المستقبل القريب، لكونه أحد الأصوات السينمائية الأكثر إثارة للاهتمام في المنطقة.
مصطفى شحاتة وباقي النجوم
مصطفى شحاتة، الذي جسد شخصية مزمل ببراعة، حقق بفضله الفيلم شهرة واسعة كوجه جديد وموهبة واعدة. بالرغم من أن “ستموت في العشرين” كان أول أدواره الكبيرة، إلا أن أداءه جعله محط أنظار العديد من المنتجين والمخرجين. يُتوقع أن نراه في أعمال سينمائية وتلفزيونية قادمة تبرز موهبته المتطورة. إسلام مبارك، التي أدت دور والدة مزمل ببراعة، تواصل تقديم أدوار قوية في الدراما السودانية والعربية، مؤكدة على مكانتها كممثلة ذات حضور قوي. محمود السراج، بُنى خالد، طلال عفيفي، وأحمد مجدي، جميعهم يواصلون نشاطهم الفني في مختلف الأعمال، كل منهم يضيف لرصيده الفني ويثري الساحة بوجوده المتنوع. هذا الجيل من الممثلين السودانيين والعرب يساهم بشكل كبير في إثراء المحتوى الفني بالمنطقة، ويعكس تنوع المواهب القادرة على تقديم قصص مؤثرة وذات قيمة فنية عالية.
لماذا لا يزال فيلم ستموت في العشرين حاضراً في الذاكرة؟
في الختام، يظل فيلم “ستموت في العشرين” عملًا سينمائيًا فارقًا ليس فقط في تاريخ السينما السودانية، بل في المشهد السينمائي العربي والعالمي ككل. قدرته على المزج بين السرد القصصي البسيط وعمق الفكرة الوجودية، مع تقديم صورة بصرية ساحرة للمجتمع السوداني، جعله يتجاوز كونه مجرد فيلم ليصبح تجربة فنية متكاملة. نجح الفيلم في فتح حوارات مهمة حول الإيمان، القدر، قيمة الحياة، والحرية الشخصية في مواجهة التقاليد الراسخة. إنجازاته العالمية، من جوائز فينيسيا إلى تمثيله للسودان في الأوسكار، تؤكد على جودته الاستثنائية وتفرده. “ستموت في العشرين” ليس مجرد قصة عن نبوءة بالموت، بل هو احتفاء بالحياة وقيمتها، ودعوة جريئة للبحث عن المعنى حتى في ظل أقسى الظروف. إنه إرث سينمائي خالد سيبقى في الذاكرة، ويُلهم الأجيال القادمة من صناع الأفلام والجمهور على حد سواء.