أفلامأفلام تراجيديأفلام عربي

فيلم ستموت في العشرين

بوستر فيلم ستموت في العشرين



النوع: دراما، فنتازيا
سنة الإنتاج: 2019
عدد الأجزاء: 1
المدة: 103 دقائق
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: السودان، مصر، فرنسا، ألمانيا، النرويج، قطر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
يتناول فيلم “ستموت في العشرين” قصة مزمل، الطفل الذي يولد في قرية سودانية بسيطة، ويتنبأ شيخ القرية بأنه سيموت في سن العشرين. تعيش العائلة، والقرية بأكملها، تحت وطأة هذا النبوءة التي تشكل حياة مزمل منذ يومه الأول. يُحرم مزمل من الانخراط في الحياة الطبيعية لأقرانه، ويُصبح محط شفقة وتعاطف، لكن أيضاً خوف وتجنب من قبل البعض. الفيلم يتبع رحلة مزمل وهو يكبر، وكيف يؤثر هذا القدر المحتوم على نظرته للحياة، أحلامه، وعلاقاته مع من حوله، لاسيما والدته التي تحاول حمايته بكل الطرق، وشيخ القرية الذي يمثل الصوت الروحي لها.
الممثلون:
مصطفى شحاتة (مزمل الشاب)، إسلام مبارك (سكنة)، محمود السراج (مزمل الأب)، بونة خالد (نايما)، طلحة عفيفي (المكاشفي)، آمال حسين، محجوب مرسال، سهير السراج، حيدر الزين.
الإخراج: أمجد أبو العلاء
الإنتاج: أمجد أبو العلاء، محمد حفظي، أيمن الأمير، دانييل زيسكيند، إيزرا فيلوز، جوسين أودرمان، توماس كيستلر
التأليف: أمجد أبو العلاء، يوسف بري (عن قصة “النوم عند قدمي الجبل” لحمور زيادة)

فيلم ستموت في العشرين: قصة القدر والبحث عن الحياة

تحفة سينمائية سودانية تتحدى الموت وتتأمل الوجود

يُعد فيلم “ستموت في العشرين” للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء، والصادر عام 2019، عملاً سينمائياً فارقاً لم يكتفِ بإعادة السينما السودانية إلى الواجهة العالمية بعد عقود من الغياب، بل قدم أيضاً قصة إنسانية عميقة تلامس أوتار الوجود. الفيلم، الذي يجمع بين الدراما والفنتازيا، يروي حكاية مزمل، الصبي الذي يتنبأ له شيخ القرية بالموت في سن العشرين، وكيف تؤثر هذه النبوءة على حياته وحياة من حوله. إنه استكشاف بصري وفلسفي لمفاهيم القدر، الإيمان، الحرية، والخوف من المجهول، مقدمة في قالب فني شديد الشاعرية والجمال، ليصبح أيقونة سينمائية تعبر عن تحديات البحث عن المعنى في ظل قيد محتوم.

قصة العمل الفني: تحدي القدر وصوت الحرية

تبدأ أحداث فيلم “ستموت في العشرين” في قرية سودانية تقليدية، حيث يولد الطفل مزمل، ليعلن شيخ القرية، بعد قراءة سريعة لكفه، أنه سيموت عند بلوغه سن العشرين. هذه النبوءة الغامضة تلقي بظلالها على حياة مزمل وأسرته والمجتمع بأكمله. تكبر والدته، سكنة، وهي تعيش في خوف دائم، تحاول حماية ابنها من أي أذى، وتملأ حياتها بالدعوات والعبادات لتجنب القدر المحتوم. أما مزمل نفسه، فيعيش طفولة وشبابًا محاطًا بالقيود، محبوسًا في قرية لا يستطيع مغادرتها خوفاً من أن يواجه قدره خارجها.

مع مرور السنوات، تتشكل حياة مزمل وفقاً لهذه النبوءة. يبتعد عن أقرانه، ويقضي وقته في حفظ القرآن، ويصبح محور شفقة القرية. لكن مع اقتراب موعد الذكرى العشرين لميلاده، تبدأ شخصيات جديدة في الظهور بحياته، أبرزها “سليمان” المصور السينمائي الذي عاد من القاهرة ليقضي وقته في القرية، محملاً بذكريات الماضي وبعض أفلام الفيديو التي تفتح عيني مزمل على عوالم أخرى لم يكن يعرفها. هذا اللقاء يمثل نقطة تحول في حياة مزمل، حيث يبدأ في التساؤل عن مفهوم القدر والحرية، وعما إذا كان مصيره محتوماً فعلاً أم أن لديه القدرة على تغيير مساره.

الفيلم ليس مجرد قصة عن الموت، بل هو تأمل عميق في الحياة، الوجود، والسعي نحو تحقيق الذات. يستعرض العمل تناقضات المجتمع السوداني بين التقاليد الراسخة والانفتاح على الحداثة. تظهر القرية كرمز للثبات والقيود، بينما تمثل شخصية سليمان الفكر المتحرر والتطلع إلى ما هو أبعد. تتصاعد الأحداث مع اقتراب عيد ميلاد مزمل العشرين، ليجد نفسه أمام خيار مصيري: أن يستسلم للقدر الذي كتب له، أو أن يختار أن يعيش حياته بكل ما فيها من مخاطر، وأن يبحث عن معنى لوجوده خارج النبوءة. الفيلم يقدم نهاية مفتوحة تحمل في طياتها الكثير من الأمل والتحدي لمفهوم المصير.

تتسم القصة ببعدها الفلسفي والروحي، فهي تتجاوز مجرد سرد الأحداث لتدخل في نقاش حول معنى الحياة والموت، والإيمان والشك، والقوة الداخلية للإنسان في مواجهة التحديات الكبرى. يستند الفيلم إلى قصة قصيرة للكاتب السوداني حمور زيادة، وقد استطاع المخرج أمجد أبو العلاء أن يحولها إلى تجربة بصرية ساحرة، تزاوج بين الواقعية السحرية والطبيعة الخلابة للمشهد السوداني. الرسالة الأساسية للفيلم هي أن الحياة تستحق أن تُعاش، وأن البحث عن الذات وتحدي القيود الداخلية والخارجية هو جوهر الوجود البشري، حتى في وجه قدر يبدو محتوماً.

أبطال العمل الفني: أيقونات لسينما سودانية جديدة

قدم طاقم عمل فيلم “ستموت في العشرين” أداءً استثنائياً، حيث جسد كل ممثل دوره بعمق وصدق، مما أضاف للفيلم طبقات إنسانية وفنية غنية. كان التناغم بين الممثلين الكبار والوجوه الشابة لافتاً، وساهم في بناء عالم الفيلم الفريد.

طاقم التمثيل الرئيسي

تصدر الفنان مصطفى شحاتة دور “مزمل الشاب”، وقدم أداءً مؤثراً لشخصية تعيش تحت وطأة نبوءة الموت، متقلبة بين اليأس والأمل، وبين الطاعة والتساؤل. الفنانة إسلام مبارك جسدت دور “سكنة” والدة مزمل، ببراعة شديدة، عاكسةً قلق الأمومة والخوف المستمر على مصير ابنها، مع إظهار عمق الإيمان الذي تتمسك به. محمود السراج أدى دور “مزمل الأب”، في حين قدم بونة خالد دور “نايما”، والفنان طلحة عفيفي دور “المكاشفي”، شيخ القرية، الذي كان محور النبوءة، حيث جسد شخصية معقدة تحمل في طياتها الحكمة والتحجر في آن واحد. وقد ساهمت مشاركة الفنانين آمال حسين، محجوب مرسال، سهير السراج، وحيدر الزين في إثراء العمل بأدوار داعمة تركت بصمة واضحة.

مقالات ذات صلة

فريق الإخراج والإنتاج والتأليف

المخرج أمجد أبو العلاء هو العقل المدبر وراء هذا العمل الفني الرائد، حيث استطاع أن يحول قصة حمور زيادة القصيرة إلى ملحمة سينمائية بصرية وفلسفية. كان إخراجه متقناً، يجمع بين الجمال البصري وعمق المضمون، وقدرته على استخلاص أفضل أداء من ممثليه كانت واضحة. يوسف بري شارك في التأليف إلى جانب أمجد أبو العلاء، وقد نجح الثنائي في تكييف القصة الأصلية بما يتناسب مع الرؤية السينمائية. على صعيد الإنتاج، شارك في العمل عدة جهات إنتاجية دولية إلى جانب أمجد أبو العلاء ومحمد حفظي وأيمن الأمير، مما عكس الجهد المشترك والدعم الكبير الذي حظي به الفيلم ليصل إلى هذه الجودة العالمية، ويؤكد على أهمية الشراكات في دعم الأفلام المستقلة من المنطقة العربية.

تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية

حظي فيلم “ستموت في العشرين” بترحيب نقدي واسع وتقييمات عالية على المنصات العالمية، مما يؤكد على مكانته كواحد من أبرز الأفلام العربية في السنوات الأخيرة. على موقع IMDb، حاز الفيلم على تقييم 7.3 من 10، وهو معدل مرتفع جداً يعكس مدى إعجاب الجمهور العالمي والنقاد بقصته الفريدة ومعالجته الفنية المتميزة. كما نال الفيلم استحسان النقاد على موقع Rotten Tomatoes، حيث حصل على نسبة موافقة عالية، مما يشير إلى توافق كبير بين آراء النقاد حول جودته الفنية وتميزه الإخراجي.

لم يتوقف نجاح الفيلم عند التقييمات الإيجابية فحسب، بل حصد أيضاً العديد من الجوائز المرموقة. أبرزها “جائزة أسد المستقبل” (Luigi De Laurentiis Award) لأفضل فيلم أول في مهرجان البندقية السينمائي الدولي عام 2019، ليصبح أول فيلم سوداني يحصل على جائزة في هذا المهرجان العريق. كما فاز بالجائزة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الجونة السينمائي بمصر، وغيرها من الجوائز في مهرجانات عربية ودولية متعددة، مما رسخ مكانته كفيلم استثنائي نجح في تجاوز الحدود الثقافية واللغوية ليلامس قلوب وعقول المشاهدين حول العالم، وفتح الباب أمام السينما السودانية لتأخذ مكانها المستحق على الخريطة السينمائية العالمية.

آراء النقاد: إشادة بالشاعرية والتحدي الفلسفي

تلقت آراء النقاد حول فيلم “ستموت في العشرين” إشادة واسعة، حيث وصفوه بأنه عمل سينمائي فريد ومهم يعيد السينما السودانية إلى الساحة العالمية بأسلوب مبدع. ركز العديد من النقاد على جماليات التصوير التي التقطت الطبيعة الساحرة والمتقشفة للقرية السودانية، مما أضفى على الفيلم طابعاً بصرياً خاصاً. أشادوا بقدرة المخرج أمجد أبو العلاء على تقديم قصة إنسانية عميقة تتناول مفاهيم القدر، الإيمان، والحرية بطريقة شاعرية وفلسفية، دون الوقوع في الوعظ المباشر. كما نوهوا بالأداء المقنع للممثلين، وخاصة مصطفى شحاتة وإسلام مبارك، اللذين حملا على عاتقهما ثقل القصة العاطفي.

أشار النقاد أيضاً إلى الطابع التأملي للفيلم وقدرته على إثارة التساؤلات الوجودية لدى المشاهد، حول معنى الحياة في ظل قيود القدر، والبحث عن الخلاص والتحرر. وصف البعض الفيلم بأنه “قصيدة بصرية” أو “ملحمة صوفية”، نظراً لأسلوبه الرمزي ولغته السينمائية الغنية. وعلى الرغم من أن بعضهم قد أشار إلى بطء الإيقاع في بعض الأحيان، إلا أنهم اتفقوا على أن هذا البطء يخدم طبيعة الفيلم التأملية ويسمح للمشاهد بالانغماس في عالمه. بشكل عام، اعتبر “ستموت في العشرين” علامة فارقة في السينما العربية، فيلم يجرؤ على التفكير ويقدم تجربة مشاهدة غنية ومحفزة.

آراء الجمهور: صدى الوجدان في قصة عالمية

لاقى فيلم “ستموت في العشرين” استحساناً كبيراً من قبل الجمهور، سواء في السودان والعالم العربي، أو في المحافل الدولية. تفاعل المشاهدون بشكل لافت مع القصة الإنسانية التي تتجاوز حدود الجغرافيا والثقافة، ووجدوا فيها انعكاساً لتساؤلاتهم الخاصة حول معنى الحياة والموت والقدر. أشاد الجمهور بالجانب البصري للفيلم، مؤكدين أن المناظر الطبيعية السودانية الساحرة، والتي تم تصويرها ببراعة، أضافت بعداً فنياً عميقاً للقصة. كما نالت شخصية مزمل تعاطفاً واسعاً، وقدر الجمهور بساطة القصة وعمق رسالتها في آن واحد.

أثارت ردود أفعال الجمهور نقاشات واسعة حول الإيمان، والقدر، والاختيار الحر. كثيرون رأوا في الفيلم دعوة للتفكير في الحياة والاستفادة من كل لحظة، بدلاً من الاستسلام للمخاوف أو النبوءات. انتشرت تعليقات إيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي تشيد بقوة السرد، وتميز الأداء التمثيلي، خاصة من الممثلين السودانيين الذين قدموا أداءً طبيعياً وصادقاً. هذا التفاعل الجماهيري القوي يدل على أن الفيلم لم يكن مجرد عمل فني يرضي النقاد، بل كان له صدى عميق في قلوب وعقول المشاهدين، مما جعله جزءاً لا يتجزأ من الحوار الثقافي حول الهوية السودانية والإنسانية الشاملة.

آخر أخبار أبطال العمل الفني

منذ عرض فيلم “ستموت في العشرين”، واصل نجومه ومخرجه مسيرتهم الفنية بنجاح، محققين حضوراً لافتاً في المشهد السينمائي والتلفزيوني.

أمجد أبو العلاء (المخرج)

بعد النجاح الباهر لفيلمه الأول، أصبح أمجد أبو العلاء اسماً معروفاً على الساحة السينمائية العالمية. يُعد “ستموت في العشرين” نقطة انطلاق قوية لمسيرته الإخراجية. يُنتظر منه أعمال سينمائية جديدة تحمل بصمته الفنية المميزة، ويُرجح أن يواصل مشاريعه التي تركز على القصص الإنسانية العميقة والموضوعات الفلسفية التي تتسم بالبعد الجمالي والبصري. يشارك أبو العلاء أيضاً في ورش عمل ومهرجانات دولية، ويسهم في دعم المواهب السينمائية الشابة في المنطقة.

مصطفى شحاتة وإسلام مبارك (الممثلون الرئيسيون)

شكلت مشاركة مصطفى شحاتة في “ستموت في العشرين” نقطة تحول في مسيرته، حيث أظهر موهبة تمثيلية كبيرة. يُنتظر منه المزيد من الأعمال التي تبرز قدراته. أما الفنانة إسلام مبارك، فقد رسخت مكانتها كواحدة من أبرز الوجوه النسائية في السينما السودانية والعربية. قدمت أدواراً مؤثرة بعدها، وتواصل العمل في مشاريع فنية متنوعة، مما يؤكد على مكانتها كممثلة قديرة تجمع بين التلقائية والعمق في الأداء.

الفنانون الداعمون

استمر بقية طاقم العمل، بمن فيهم محمود السراج، بونة خالد، وطلحة عفيفي، في عطائهم الفني، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح. بعضهم اتجه إلى مشاريع فنية مستقلة أو وثائقية تهدف إلى إبراز جوانب مختلفة من الثقافة السودانية. لقد ساهم نجاح “ستموت في العشرين” في تسليط الضوء على هذه المواهب، وفتح أمامهم آفاقاً أوسع للمشاركة في أعمال فنية ذات قيمة، مما يعكس الأثر الإيجابي للفيلم على الحراك السينمائي في السودان والمنطقة بأسرها.

لماذا لا يزال فيلم ستموت في العشرين حاضراً في الذاكرة؟

في الختام، يظل فيلم “ستموت في العشرين” ليس مجرد فيلم، بل ظاهرة سينمائية أعادت السينما السودانية إلى الخريطة العالمية وأثبتت قدرتها على تقديم قصص ذات طابع إنساني عالمي بلمسة فنية فريدة. بفضل قصته العميقة التي تتناول مفاهيم القدر، الحرية، والبحث عن المعنى في الحياة، وأدائه التمثيلي المقنع، وجماليته البصرية الساحرة، نجح الفيلم في ترك بصمة لا تمحى في وجدان المشاهدين والنقاد على حد سواء. إنه عمل فني يفتح أبواباً للحوار، ويدعو إلى التأمل في أسئلة الوجود الكبرى، ويؤكد على أن السينما، عندما تكون صادقة وعميقة، يمكن أن تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتظل مصدر إلهام وتفكير للأجيال القادمة. “ستموت في العشرين” هو شهادة على قوة السرد البصري وقدرته على تحدي المفاهيم المسبقة عن المصير، واحتفاء بالحياة رغم كل التحديات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى