أفلامأفلام عربيأفلام وثائقية

فيلم عيون الحرامية



فيلم بنات ثانوي



النوع: وثائقي، رسوم متحركة، دراما، تشويق
سنة الإنتاج: 2014
عدد الأجزاء: 1
المدة: 75 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: فلسطين
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية، الإنجليزية
فيلم “عيون الحرامية” أو “The Wanted 18” يروي قصة حقيقية فريدة من نوعها عن 18 بقرة اشتراها مجموعة من النشطاء الفلسطينيين في بلدة بيت ساحور خلال الانتفاضة الأولى عام 1987. كان الهدف من هذه الخطوة هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحليب وتجنب شراء المنتجات الإسرائيلية، في خطوة تمثل مقاومة اقتصادية سلمية. تتحول الأبقار إلى رمز للمقاومة، وتصنفها السلطات الإسرائيلية “خطراً على أمن الدولة”، مما يدفع جنود الاحتلال للبحث عنها وملاحقتها. الفيلم يستخدم مزيجاً مبتكراً من الرسوم المتحركة (التي تحكي القصة من منظور الأبقار)، ومقاطع الفيديو الأرشيفية، والمقابلات مع الأشخاص الحقيقيين الذين عاشوا الأحداث، لتقديم حكاية مؤثرة وكوميدية في آن واحد عن صمود الشعب الفلسطيني وذكائه في مواجهة الاحتلال.
المشاركون والراوون:
نضال الأشقر (الراوية)، د. سلمان أبو ستة، فاضل أبو عيد، محمود عواد، عائشة عواد، د. مصطفى البرغوثي، د. حيدر عبد الشافي (لقطات أرشيفية).
الإخراج: عامر شومالي، بول كوان
الإنتاج: إيزابيل جلاشنت، ناتالي بارتون، عامر شومالي، بول كوان
التأليف: عامر شومالي، بول كوان

فيلم عيون الحرامية: قصة الأبقار التي قاومت الاحتلال

وثائقي فريد يروي المقاومة السلمية الفلسطينية بأسلوب مبدع

يُعد فيلم “عيون الحرامية” (The Wanted 18) الصادر عام 2014، تحفة سينمائية وثائقية تجمع بين الدراما، الكوميديا، والرسوم المتحركة ببراعة فائقة. يقدم الفيلم قصة حقيقية غير مألوفة من قلب الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث تسلط الضوء على 18 بقرة أصبحت رمزاً للمقاومة السلمية والاكتفاء الذاتي في بلدة بيت ساحور الفلسطينية. يروي هذا العمل المشترك بين فلسطين وكندا وفرنسا والجزائر، كيف تحولت هذه الأبقار إلى “تهديد أمني” للاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى مطاردة فريدة من نوعها بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين الذين سعوا لحماية أبقارهم.

قصة العمل الفني: حكايات المقاومة من منظور الأبقار

تدور أحداث فيلم “عيون الحرامية” حول مبادرة جريئة وغير متوقعة قام بها سكان بلدة بيت ساحور الفلسطينية خلال الانتفاضة الأولى عام 1987. سعياً لتحقيق الاستقلال الاقتصادي وتقليل الاعتماد على المنتجات الإسرائيلية، قرر مجموعة من النشطاء شراء 18 بقرة من كيبوتس إسرائيلي بهدف إنشاء مزرعة حليب محلية تخدم مجتمعهم. كانت هذه المبادرة جزءاً من استراتيجية المقاومة السلمية التي اعتمدها الفلسطينيون في تلك الفترة، مؤكدين على حقهم في الاكتفاء الذاتي وحكم أنفسهم.

سرعان ما أثارت هذه المزرعة “السرية” اهتمام السلطات الإسرائيلية. فبالنسبة لهم، لم تكن الأبقار مجرد حيوانات، بل أصبحت رمزاً لمشروع استقلالي يسعى لكسر هيمنة الاحتلال. أُصدر أمر عسكري بحق الأبقار، معلناً إياها “خطراً أمنياً على دولة إسرائيل”، وهو ما أثار سخرية وذهول الأهالي في الوقت نفسه. يبدأ الفيلم في تصوير المطاردة الغريبة التي تبعت هذا القرار، حيث يحاول الفلسطينيون إخفاء الأبقار عن أعين الجيش الإسرائيلي، في لعبة قط وفأر تملأها اللحظات الكوميدية والدرامية المؤثرة.

يتميز الفيلم بأسلوبه الروائي المبتكر الذي يمزج بين أنواع فنية مختلفة. يستخدم المخرجان عامر شومالي وبول كوان الرسوم المتحركة لإضفاء صوت للأبقار وتصوير الأحداث من منظورها، مما يمنح القصة بعداً خيالياً وفكاهياً فريداً. تتخلل هذه المشاهد المتحركة مقابلات حقيقية مع شخصيات شاركت في الأحداث، بالإضافة إلى لقطات أرشيفية نادرة توثق لتلك الفترة. هذا المزيج السردي يمنح الفيلم عمقاً وواقعية، مع الحفاظ على روح الفكاهة الساخرة التي تميز قصة الأبقار المقاومة.

لا يكتفي الفيلم بسرد القصة الغريبة، بل يتعمق في دلالاتها. إنه يتحدث عن قوة المقاومة الشعبية غير المسلحة، عن أهمية الصمود في وجه الظلم، وعن الأساليب الإبداعية التي يمكن أن يلجأ إليها شعب يرزح تحت الاحتلال للتعبير عن هويته وحقه في الحياة الكريمة. “عيون الحرامية” ليس مجرد فيلم عن أبقار، بل هو قصة عن إرادة الحياة، والتضامن المجتمعي، والسعي نحو الحرية بأبسط وأكثر الطرق إنسانية، مقدماً رسالة قوية ومؤثرة للجمهور العالمي.

أبطال العمل الفني: أصوات المقاومة وشهود العصر

يتميز فيلم “عيون الحرامية” بكونه وثائقياً، وبالتالي فإن “أبطاله” هم بالأساس الشخصيات الحقيقية التي عاشت الأحداث، إضافة إلى المخرجين اللذين قادا الرؤية الإبداعية. الفيلم يعتمد بشكل كبير على شهادات ومقابلات مع هؤلاء الأفراد، إلى جانب استخدام ممثلين صوتيين للرسوم المتحركة. يجمع هذا العمل بين فريق من الشخصيات المؤثرة والتقنيين المبدعين لتقديم قصة مؤثرة وموثقة:

مقالات ذات صلة

المشاركون والراوون الرئيسيون

تبرز في الفيلم نخبة من الشخصيات الفلسطينية التي عاشت تجربة بيت ساحور أو كانت قريبة منها. الفنانة المسرحية القديرة نضال الأشقر تؤدي دور الراوية بأسلوب آسر يضفي عمقاً على السرد. كما تظهر في المقابلات شخصيات بارزة مثل الدكتور سلمان أبو ستة، والناشط فاضل أبو عيد، ومحمود وعائشة عواد اللذين كانا جزءاً من مبادرة الأبقار، والدكتور مصطفى البرغوثي، أحد أبرز الوجوه السياسية والاجتماعية في فلسطين. هذه الشخصيات قدمت شهادات حية وصادقة أضفت على الفيلم مصداقية وعمقاً إنسانياً، مجسدين روح الصمود والمقاومة السلمية التي تمحورت حولها قصة الأبقار.

فريق الإخراج والتأليف والإنتاج

المخرج الفلسطيني عامر شومالي، وهو فنان تشكيلي ومخرج بارع، والمخرج الكندي بول كوان، هما العقلان المدبران وراء هذا العمل الإبداعي. قاما معاً بكتابة سيناريو الفيلم وإخراجه، ليقدما رؤية فريدة تجمع بين الفن البصري الوثائقي والرسوم المتحركة بأسلوب لم يُرى من قبل في سياق القضية الفلسطينية. لقد نجحا في نسج قصة معقدة وحساسة بطريقة سلسة وممتعة، مع الحفاظ على رسالتها العميقة. أما على صعيد الإنتاج، فقد شاركت في تمويل الفيلم جهات إنتاجية من كندا (ناتالي بارتون)، وفرنسا (إيزابيل جلاشنت)، وفلسطين، بالإضافة إلى المنتج الفلسطيني عامر شومالي نفسه، مما يعكس التعاون الدولي لإيصال هذه القصة المهمة إلى العالم.

تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية

حظي فيلم “عيون الحرامية” بإشادة واسعة على الساحة العالمية، متجاوزاً بذلك حدود السينما المحلية والعربية ليحقق نجاحاً ملحوظاً على منصات التقييم الدولية. على موقع IMDb، حصل الفيلم على تقييم مرتفع بلغ حوالي 7.6 من أصل 10 نجوم، وهو ما يعكس رضا جمهور واسع من مختلف الثقافات عن جودته وقصته الفريدة. هذا التقييم يعد ممتازاً لفيلم وثائقي، خاصةً وأنه يتناول قضية سياسية معقدة بأسلوب مبتكر ومقبول عالمياً.

على صعيد آخر، نال الفيلم استحساناً نقدياً وجماهيرياً كبيراً على منصة Rotten Tomatoes، حيث حصد تقييم “طازج” بنسبة 90% من النقاد، وهو مؤشر قوي على جودته الفنية والروائية. هذه النسبة المرتفعة تدل على أن الفيلم قد تمكن من إقناع النقاد بقصته الأصلية، وأسلوبه المبتكر في السرد، وقدرته على معالجة قضايا سياسية معقدة بذكاء وحس فكاهي. كما شارك الفيلم في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية المرموقة حول العالم، وحصد جوائز وتقديرات متعددة، مما عزز مكانته كعمل فني وثائقي مؤثر وهام، يساهم في تعريف العالم بقصص المقاومة السلمية الفلسطينية من منظور مختلف.

آراء النقاد: إشادة بالإبداع والجرأة

اجتمع النقاد حول العالم على الإشادة بفيلم “عيون الحرامية” لجرأته الفنية وأسلوبه المبتكر في معالجة قضية سياسية حساسة. اعتبر العديد منهم أن الفيلم يقدم نموذجاً جديداً للفيلم الوثائقي، حيث يمزج ببراعة بين السرد التاريخي الدقيق والبعد الفني الخيالي، خاصة من خلال استخدام الرسوم المتحركة التي تمنح الأبقار صوتاً وشخصية. أشاد النقاد بقدرة المخرجين عامر شومالي وبول كوان على تحويل حدث غريب ومثير للسخرية إلى قصة عميقة عن الصمود الإنساني والمقاومة السلمية، دون الوقوع في فخ المباشرة أو الخطاب السياسي الجاف.

كما نوّه النقاد إلى الذكاء الفكاهي الذي يتخلل الفيلم، حيث ينجح في إدخال الضحك في سياق مأساوي، مما يساعد على تقريب القصة من الجمهور العالمي وجعلها أكثر قابلية للهضم. وصفه البعض بأنه “دراما تاريخية كوميدية فريدة من نوعها” وأنها “تذكرة بأن المقاومة قد تأتي بأشكال غير متوقعة”. أشار العديد من المراجعات إلى أن الفيلم لا يكتفي بالسرد، بل يدعو المشاهد للتفكير في مفاهيم الحرية، والاكتفاء الذاتي، والاحتلال من منظور جديد وغير تقليدي، مما يجعله عملاً فنياً لا يُنسى ويترك أثراً عميقاً في الوجدان.

آراء الجمهور: قصة تلهم وتؤثر

لاقى فيلم “عيون الحرامية” استقبالاً حاراً من قبل الجماهير في مختلف أنحاء العالم، خاصة أولئك المهتمين بالقضية الفلسطينية أو بالسينما الوثائقية المبتكرة. تفاعل الجمهور بشكل كبير مع الطابع الفكاهي للفيلم، معبرين عن دهشتهم من القصة الحقيقية الغريبة والمدهشة في آن واحد. وجد الكثيرون أن الفيلم نجح في إيصال رسالته عن المقاومة السلمية بأسلوب مؤثر وغير تقليدي، بعيداً عن الصور النمطية الشائعة عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

أبدى المشاهدون إعجابهم بالجمع بين الرسوم المتحركة والمقابلات الحقيقية، معتبرين أن هذا الأسلوب أضاف للفيلم سحراً خاصاً وجعله ممتعاً ومفيداً في آن واحد. أشار العديد من التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الأفلام إلى أن الفيلم غير نظرتهم لأساليب المقاومة، وألهمهم بفكرة أن الصمود يمكن أن يتجلى بأشكال بسيطة وغير متوقعة. لقد ترك “عيون الحرامية” بصمة إيجابية في قلوب المشاهدين، كقصة عن الأمل والصمود، وقدرة الإنسان على الإبداع حتى في أحلك الظروف.

آخر أخبار أبطال العمل الفني

بعد النجاح الكبير لفيلم “عيون الحرامية”، واصل صناع العمل والشخصيات الرئيسية مسيرتهم في مجالاتهم المتنوعة، مؤكدين على استمرارية تأثيرهم الفني والاجتماعي:

المخرج عامر شومالي

يعد المخرج الفلسطيني عامر شومالي، أحد العقول المبدعة وراء “عيون الحرامية”، من أبرز الفنانين المعاصرين الذين يدمجون الفن بالعمل السياسي والاجتماعي. بعد الفيلم، استمر شومالي في عمله كفنان تشكيلي ومخرج، حيث عرضت أعماله في معارض فنية دولية عديدة. يشتهر بأسلوبه الفني الذي يمزج بين الفكاهة والأسئلة العميقة حول الهوية الفلسطينية والاحتلال. يعتبر شومالي صوتاً فنياً مهماً يواصل إثراء المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي بأعماله الجريئة والمبتكرة، سواء في السينما أو الفنون البصرية، متناولاً قضايا المقاومة والذاكرة بأسلوب فريد.

المخرج بول كوان

المخرج الكندي بول كوان، الشريك في إخراج “عيون الحرامية”، هو مخرج وثائقي مخضرم ولديه سجل حافل بالأعمال التي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية. بعد هذا الفيلم، استمر كوان في مسيرته السينمائية، مواصلاً إخراج وإنتاج أفلام وثائقية عالية الجودة تستكشف قضايا إنسانية معقدة. يشتهر بقدرته على تقديم قصص مؤثرة وموثقة، مما جعله اسماً لامعاً في عالم الأفلام الوثائقية. يستمر تعاونه مع فنانين من مختلف أنحاء العالم لتقديم رؤى جديدة للعالم.

المشاركون من الشخصيات الحقيقية

العديد من الشخصيات الحقيقية التي شاركت في الفيلم، مثل الدكتور مصطفى البرغوثي والناشط فاضل أبو عيد، يواصلون عملهم ونشاطهم في الساحة السياسية والاجتماعية الفلسطينية. الدكتور البرغوثي، وهو طبيب وسياسي معروف، لا يزال يلعب دوراً محورياً في الحياة العامة الفلسطينية، مدافعاً عن حقوق شعبه. أما الأفراد الذين عاشوا تجربة الأبقار في بيت ساحور، فقد أصبحت قصتهم جزءاً من الذاكرة الجماعية لمدينتهم، ويستمرون في سردها كرمز للصمود والإبداع في مواجهة التحديات، مؤكدين على أن القصة التي رواها الفيلم لا تزال حية ومتجذرة في واقعهم.

لماذا يظل فيلم عيون الحرامية علامة فارقة؟

في الختام، يظل فيلم “عيون الحرامية” عملاً سينمائياً استثنائياً يتجاوز مجرد كونه فيلماً وثائقياً عن حدث تاريخي. إنه قصة ملهمة عن قوة الروح الإنسانية، وذكاء المقاومة السلمية، وقدرة الفن على إلقاء الضوء على جوانب غير متوقعة من الصراع الإنساني. بأسلوبه الفريد الذي يجمع بين الرسوم المتحركة والواقع، تمكن الفيلم من تحويل 18 بقرة إلى أيقونات للصمود، مقدماً رسالة عالمية عن الحرية والاكتفاء الذاتي في مواجهة الاحتلال.

إن استمرارية النقاش حوله، وتقديره من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، وتدريسه في بعض الجامعات والمعاهد، يؤكد على أن “عيون الحرامية” ليس مجرد فيلم عابر، بل هو وثيقة فنية وتاريخية تظل حاضرة في الذاكرة، تذكرنا بأن القصص الأكثر تأثيراً غالباً ما تأتي من أماكن غير متوقعة، وأن الفكاهة يمكن أن تكون أقوى أداة في مواجهة القهر. يظل هذا العمل علامة فارقة في السينما الفلسطينية والعالمية، شاهداً على قوة السرد في تغيير وجهات النظر وإلهام الأجيال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى