أفلامأفلام تراجيديأفلام عربي

فيلم البريء

فيلم بنات ثانوي



النوع: دراما، سياسي، إثارة
سنة الإنتاج: 1986
عدد الأجزاء: 1
المدة: 115 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: مصر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
تدور أحداث فيلم “البريء” حول جندي بسيط يُدعى أحمد سبع الليل (أحمد زكي)، شاب قروي ساذج وفطري، يمتلئ بالوطنية وحب بلاده. بعد حرب 1967، يُلقى به في سجن للمتهمين بالخيانة والتخريب. يتعرض أحمد لعمليات غسيل مخ ممنهج على يد أحد الضباط (محمود عبد العزيز)، الذي يستغل براءته وولاءه ليجعله أداة لتنفيذ أوامر قمعية ضد المعتقلين.
الممثلون:
أحمد زكي، محمود عبد العزيز، صلاح قابيل، ممدوح وافي، إلهام شاهين، جمال إسماعيل، حسن حسني، عبد الله مشرف، أحمد راتب، محمد متولي، فايق عزب، ناهد سمير، منى السعيد.
الإخراج: عاطف الطيب
الإنتاج: ماجيك فيلم (مدحت الشريف، مدحت الزهيري)
التأليف: وحيد حامد

فيلم البريء: صرخة ضد الظلم وواقع أليم

رحلة جندي بسيط في مواجهة وحشية السلطة

يُعد فيلم “البريء” الصادر عام 1986، تحفة خالدة في تاريخ السينما المصرية، وإحدى علامات المخرج الكبير عاطف الطيب والمؤلف وحيد حامد. يتناول الفيلم قصة جندي بسيط يُدعى أحمد سبع الليل، يُلقى به في معسكر اعتقال غامض بعد هزيمة 1967، ليكتشف عالماً من الوحشية والظلم باسم الوطنية. يقدم العمل نقداً لاذعاً لاستغلال السلطة وبراءة الإنسان، ويظل شاهداً على فترة تاريخية حساسة في مصر، مثيراً جدلاً واسعاً منذ عرضه وحتى اليوم.

قصة العمل الفني: من البراءة إلى قسوة الواقع

تدور أحداث فيلم “البريء” حول شخصية أحمد سبع الليل، الشاب القروي البسيط، الذي يخدم في الجيش المصري. بعد نكسة 1967، يُرسل أحمد إلى معسكر خاص بمن يُطلق عليهم “المتهمون” أو “الخونة”. هناك، يقع تحت تأثير ضابط حاقد (محمود عبد العزيز)، يستغل سذاجة أحمد ووطنيته الفطرية لزرع أفكار متطرفة في ذهنه، ويدربه على أساليب التعذيب والقمع، موهماً إياه بأن هؤلاء المعتقلين هم أعداء الوطن الحقيقيون الذين تسببوا في الهزيمة.

يتأثر أحمد بشدة بهذا الضابط، ويتحول من جندي بريء ومحب لوطنه إلى آلة قمع لا ترحم، يرى في تعذيب “الخونة” عملاً بطولياً وواجباً وطنياً. تبلغ الدراما ذروتها عندما يُفاجأ أحمد بأن أحد المعتقلين هو زميله السابق في الجامعة، والذي كان نموذجاً للأخلاق والقيم، مما يثير تساؤلات خطيرة في ذهنه حول حقيقة هؤلاء “الخونة” وحقيقة ما يُطلب منه فعله. تبدأ شكوكه في التسلل إلى براءته التي لوثتها آلة القمع.

تتوالى الأحداث لتكشف لأحمد الحقائق المرة حول من هم “المتهمون” ولماذا سُجنوا، وأنهم في الحقيقة معارضون للنظام وليسوا خونة بالمعنى الذي صُور له. هذه الصدمة تدفعه نحو مواجهة داخلية عنيفة وصراع قاسٍ بين ما تربى عليه من قيم وما اكتشفه من واقع مرير. الفيلم يعكس ببراعة كيف يمكن للجهل والبراءة أن يُستغلا لخدمة أجندات قمعية، وكيف يمكن للسلطة أن تشوه المفاهيم النبيلة كالوطنية والشرف لتبرير أفعالها اللاإنسانية.

الفيلم في جوهره يمثل صرخة احتجاج ضد الظلم والاستبداد، ويسلط الضوء على تداعيات القمع على الفرد والمجتمع. يُظهر كيف أن تدمير الضمير الإنساني أبشع من تدمير الجسد. على الرغم من الجدل الكبير الذي أثير حول الفيلم بسبب نهايته التي تم تغييرها رقابياً، إلا أن رسالته الأساسية حول براءة الأفراد وتأثرهم بالبيئة المحيطة، وضرورة التفكير النقدي، ظلت واضحة ومؤثرة، مما جعله علامة فارقة في السينما السياسية المصرية.

أبطال العمل الفني: أيقونات الأداء الدرامي

قدم طاقم عمل فيلم “البريء” أداءً استثنائياً لا يزال يُدرس حتى اليوم، حيث اجتمعت قامات فنية ليخرجوا عملاً بهذه القوة والتأثير. تميز الفيلم بقدرته على استعراض عمق الشخصيات، وذلك بفضل الأداء العبقري للممثلين الرئيسيين والمشاركين. إليك قائمة بأبرز المساهمين في هذا العمل الفني الخالد:

طاقم التمثيل الرئيسي

يأتي في مقدمة النجوم الفنان الراحل أحمد زكي في دور “أحمد سبع الليل”، وهو الدور الذي يُعتبر من أبرز أدواره وأكثرها تعقيداً، حيث جسد ببراعة التحول من البراءة المطلقة إلى الوحشية الموجهة، ثم إلى حالة الصدمة والتمرد. هذا الأداء جعله أيقونة في تاريخ السينما العربية. يليه الفنان القدير محمود عبد العزيز في دور الضابط الذي يستغل أحمد، والذي قدم أداءً مبهراً يجسد الشر الكامن وراء مظهر الالتزام، مبرزاً قدرته الفائقة على أداء أدوار الشر بذكاء وعمق. كانت المواجهة التمثيلية بينهما من أقوى ما قدمته السينما.

مقالات ذات صلة

شارك أيضاً الفنان صلاح قابيل في دور قيادي ومؤثر، وكذلك ممدوح وافي وإلهام شاهين، التي أدت دور الفتاة التي تكشف بعض الحقائق لأحمد. كما ضم الفيلم نخبة من ألمع نجوم السينما المصرية مثل جمال إسماعيل، حسن حسني، عبد الله مشرف، أحمد راتب، ومحمد متولي، فايق عزب، ناهد سمير، ومنى السعيد، وغيرهم من الممثلين الذين أثروا العمل بأدوارهم المتنوعة والداعمة، مما أضاف عمقاً وواقعية للأحداث والشخصيات، وساهم في تعزيز الرسالة الفنية والسياسية للفيلم.

فريق الإخراج والتأليف والإنتاج

المخرج: عاطف الطيب، الذي يُعد واحداً من أهم مخرجي الواقعية في السينما المصرية، وقد أبدع في هذا الفيلم بتحويل السيناريو القوي إلى تحفة بصرية ودرامية، بلمساته الإخراجية التي جمعت بين القسوة والعمق الإنساني. المؤلف: وحيد حامد، قامة الكتابة السينمائية المصرية، الذي صاغ سيناريو جريئاً ومؤثراً للغاية، تناول فيه قضايا حساسة بذكاء وعمق، مما جعله أحد أبرز أعماله وأكثرها إثارة للجدل والنقاش. الإنتاج: ماجيك فيلم، وقد قدم هذا العمل بجودة إنتاجية عالية تعكس أهمية الرسالة التي يحملها الفيلم. هذا الثلاثي المبدع كان وراء الرؤية الفنية والفكرية التي جعلت من “البريء” فيلماً خالداً في ذاكرة السينما العربية.

تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية

حظي فيلم “البريء” بإشادة واسعة وتقييمات عالية جداً على الصعيدين المحلي والعربي، وعلى الرغم من أن الأفلام المصرية الكلاسيكية قد لا تحظى بنفس الانتشار العالمي الكبير مثل الإنتاجات الهوليوودية الحديثة، إلا أن “البريء” يعتبر استثناءً في تأثيره. على مواقع مثل IMDb، يحصل الفيلم عادةً على تقييمات تتراوح بين 8.0 إلى 8.5 من أصل 10، وهو ما يضعه ضمن قائمة الأفلام الأعلى تقييماً في تاريخ السينما المصرية، ويشير إلى الإجماع على جودته الفنية وثرائه الفكري والسياسي.

على الصعيد المحلي والعربي، يُنظر إلى “البريء” كفيلم أيقوني، ومادة دراسية في كليات السينما والنقد الفني. النقاد والجمهور على حد سواء يعتبرونه من الأعمال التي غيرت مسار السينما المصرية وقدمت قضايا غير مسبوقة بجرأة فائقة. المنتديات الفنية والمدونات المتخصصة ووسائل الإعلام العربية دائماً ما تشير إليه كأحد أبرز أفلام السبعينات والثمانينات التي تناولت قضايا التعذيب والقمع واستغلال السلطة بصدق وواقعية. هذا الاهتمام المستمر يعكس أهمية الفيلم الخالدة وقدرته على البقاء مؤثراً عبر الأجيال.

آراء النقاد: جدل فني وسياسي

تنوعت آراء النقاد حول فيلم “البريء” بشكل كبير، فبينما أشاد الغالبية العظمى بجرأته الفنية والسياسية، كان هناك جدل حول بعض جوانبه، خصوصاً فيما يتعلق بالنهاية التي فرضت الرقابة تغييرها. أجمع النقاد على عبقرية الأداء التمثيلي لأحمد زكي ومحمود عبد العزيز، واعتبروا الفيلم تحفة إخراجية لعاطف الطيب، وسيناريو متفرد لوحيد حامد يتناول قضايا حساسة للغاية ببراعة فائقة. أثنى النقاد على قدرة الفيلم على كشف زيف الشعارات الوطنية واستغلال السلطة لبراءة المواطن.

من جهة أخرى، أثار الفيلم جدلاً واسعاً منذ عرضه، خاصة بسبب مضمونه السياسي الذي ينتقد ممارسات أجهزة الدولة في فترة ما بعد حرب 1967. النقاشات لم تقتصر على الجانب الفني، بل امتدت لتشمل الرسالة السياسية للفيلم وتأثيره على الوعي العام. بعض النقاد تحفظوا على النهاية التي فرضتها الرقابة، معتبرين أنها تضعف من الرسالة الأصلية للفيلم، بينما رأى آخرون أن الفيلم، حتى مع التعديلات، يظل قوياً ومؤثراً. على الرغم من كل هذه النقاشات، يظل “البريء” علامة فارقة في السينما المصرية، أثرى المشهد الفني والنقدي بأسئلته الجريئة والعميقة.

آراء الجمهور: صدى مؤلم لواقع ملموس

لاقى فيلم “البريء” صدى كبيراً ومتبايناً في أوساط الجمهور فور عرضه وفي السنوات التي تلته. تفاعل الجمهور بشكل عنيف مع القصة والشخصيات، فقد لامس الفيلم جرحاً عميقاً في الوعي الجمعي المصري والعربي، خاصة فيما يتعلق بقضايا الظلم والقمع واستغلال السلطة. الأداء العبقري لأحمد زكي في تجسيد شخصية أحمد سبع الليل، من البراءة إلى القسوة، ثم إلى صدمة الوعي، كان محط إشادة غير مسبوقة من الجماهير، الذين شعروا وكأن الفيلم يتحدث عنهم أو عن واقع عايشوه.

الفيلم أثار نقاشات واسعة في الشارع المصري وحول العالم العربي، حول مفاهيم الوطنية الحقيقية والزائفة، والحدود الفاصلة بين الطاعة العمياء والتفكير النقدي. الكثير من المشاهدين وجدوا في الفيلم مرآة تعكس تجارب مؤلمة، مما جعلهم يتعاطفون بعمق مع أبطاله وينفعلون مع أحداثه. على الرغم من حساسية الموضوع، كان هناك إجماع جماهيري على أهمية الفيلم كعمل فني جريء ومؤثر، وقادر على إثارة الوعي وطرح أسئلة جوهرية حول السلطة والمواطن. هذا التفاعل الجماهيري القوي يؤكد على أن “البريء” لم يكن مجرد عمل فني عابر، بل تجربة سينمائية عميقة تركت بصمة لا تُمحى في وجدان الكثيرين.

آخر أخبار أبطال العمل الفني

على الرغم من مرور عقود على عرض فيلم “البريء”، إلا أن نجوم العمل الفني الذين ساهموا في إنجازه، وخاصة الراحلين منهم، لا يزالون حاضرين بقوة في الذاكرة الفنية والجمهور. عطاؤهم الفني يظل خالداً ومؤثراً عبر الأجيال.

أحمد زكي: الإرث الخالد

رحل الفنان الأسمر أحمد زكي عن عالمنا عام 2005، لكن إرثه الفني يظل حياً ومتوهجاً. بعد “البريء”، رسخ زكي مكانته كأحد أساطير التمثيل في مصر والوطن العربي، وقدم عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تُعد علامات في تاريخ الفن، مثل “البيه البواب”، “زوجة رجل مهم”، “ضد الحكومة”، “أيام السادات”، و”حليم”. لا يزال اسمه يُذكر كنموذج للممثل المتفاني والعبقري الذي جسد أدواراً شديدة التعقيد بصدق لا مثيل له، و”البريء” يبقى شاهداً على بدايات هذا التألق.

محمود عبد العزيز: الساحر المتجدد

غاب عن عالمنا الساحر محمود عبد العزيز في عام 2016، تاركاً خلفه مسيرة فنية حافلة بالنجاحات والتنوع. بعد دوره الأيقوني في “البريء”، واصل عبد العزيز تقديم أعمال فنية لا تُنسى في السينما والتلفزيون، من الكوميديا إلى الدراما المعقدة. من أبرز أعماله “الكيت كات”، “رأفت الهجان”، “سوق المتعة”، و”إبراهيم الأبيض”. قدرته على التجديد والتألق في أدوار مختلفة جعلته واحداً من أكثر الفنانين المحبوبين والمقدرين في العالم العربي، ودوره في “البريء” يظل علامة فارقة في مسيرته.

باقي النجوم: عطاء مستمر

الفنان صلاح قابيل، الذي رحل عام 1992، ترك بصمة لا تُمحى في السينما والدراما المصرية بأدواره القوية والمؤثرة، ودوره في “البريء” يُعد من أهمها. إلهام شاهين تواصل مسيرتها الفنية بنشاط، وتقدم أدواراً جريئة ومميزة في السينما والدراما التلفزيونية، محافظة على مكانتها كنجمة صاحبة قضايا. أما الفنانون الكبار مثل حسن حسني (الذي رحل عام 2020)، وأحمد راتب (الذي رحل عام 2017)، فقد أثروا المشهد الفني المصري بعشرات الأعمال التي لا تزال تُعرض حتى اليوم، ويظل عطاؤهم الفني مصدر إلهام لأجيال عديدة. جميع من شارك في “البريء”، سواء من رحلوا أو من يزالون بيننا، ساهموا في جعل هذا الفيلم عملاً خالداً يؤرخ لمرحلة هامة في تاريخ مصر والسينما المصرية.

لماذا لا يزال فيلم البريء حاضراً في الذاكرة؟

في الختام، يظل فيلم “البريء” عملاً سينمائياً استثنائياً يتجاوز كونه مجرد قصة درامية، ليصبح وثيقة تاريخية وصرخة فنية ضد الظلم والقمع. قدرته على إثارة الجدل والنقاش حول مفاهيم الوطنية، البراءة، واستغلال السلطة، جعلته خالداً في الذاكرة الجمعية. إن أداء أبطاله الأسطوري، وإخراج عاطف الطيب العبقري، وسيناريو وحيد حامد الجريء، كلها عوامل تضافرت لتنتج عملاً لا يزال يلامس الأوتار الحساسة في كل زمان ومكان. “البريء” ليس مجرد فيلم، بل هو تجربة إنسانية عميقة تدفع للتفكير والتساؤل، وتبقى رسالته قائمة ومؤثرة، تذكرنا دائماً بضرورة الحفاظ على براءتنا ووعينا في وجه كل أشكال الظلم والاستبداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى