
سنة الإنتاج: 2019
عدد الأجزاء: 1
المدة: 148 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: مصر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
أحمد عز، أحمد رزق، إياد نصار، أحمد فلوكس، محمد فراج، أحمد صلاح حسني، محمد الشرنوبي، محمد جمعة، محمود حافظ، أمير صلاح، أسماء أبو اليزيد، هند صبري، شريف منير، إنعام سالوسة، حجاج عبد العظيم.
الإخراج: شريف عرفة
الإنتاج: هشام عبد الخالق (شركة الماسة للإنتاج الفني)
التأليف: أمير طعيمة (حوار)، شريف عرفة (قصة وسيناريو)
فيلم الممر: ملحمة وطنية تعيد أمجاد السينما الحربية
رحلة بطولية في عمق سيناء خلال حرب الاستنزاف
يُعد فيلم “الممر”، الذي صدر عام 2019، علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية الحديثة، حيث أعاد إحياء أفلام الحرب والبطولات العسكرية بإنتاج ضخم ورؤية فنية متكاملة. الفيلم ليس مجرد سرد لعملية عسكرية، بل هو غوص عميق في الحالة النفسية للجنود المصريين في أعقاب هزيمة 1967، مسلطاً الضوء على رحلتهم من الانكسار إلى استعادة الثقة بالنفس والروح القتالية خلال حرب الاستنزاف. يقدم المخرج الكبير شريف عرفة عملاً يوازن ببراعة بين مشاهد الأكشن المتقنة والدراما الإنسانية المؤثرة، ليخلد قصة من قصص البطولة والفداء التي سطرتها القوات المسلحة المصرية.
قصة العمل الفني: من مرارة الهزيمة إلى فجر النصر
تبدأ أحداث فيلم “الممر” في الأيام العصيبة التي تلت نكسة يونيو 1967، حيث يخيم شعور ثقيل بالهزيمة والإحباط على الشعب والجيش المصري. في قلب هذه الأجواء، نلتقي بالقائد “نور” (أحمد عز)، قائد إحدى وحدات الصاعقة، الذي يعيش صراعاً داخلياً عنيفاً، مثله مثل باقي جنوده. يعكس الفيلم بصدق كيف أثرت الهزيمة على حياتهم الشخصية وعلاقاتهم الأسرية، وكيف كانوا يتعاملون مع نظرة المجتمع لهم. يُظهر العمل التناقض بين الواجب الوطني والشعور بالمسؤولية عن الهزيمة، مما يخلق أساساً درامياً قوياً للشخصيات ويدفعها نحو نقطة تحول حاسمة في مسار الأحداث.
تتصاعد وتيرة القصة مع تكليف “نور” وفرقته بمهمة استطلاعية خلف خطوط العدو في سيناء، لكن المهمة تتحول سريعاً إلى عملية فدائية خطيرة تهدف إلى تدمير أحد أكبر معسكرات العدو. هذه المهمة ليست مجرد أمر عسكري، بل هي فرصة لاستعادة الكرامة المفقودة وإثبات أن الجندي المصري لم يُهزم روحياً. يبرز الفيلم مرحلة الإعداد الشاقة لهذه العملية، حيث يتم تدريب الجنود على أحدث الأساليب القتالية وزرع روح الفريق والإيمان بالهدف في نفوسهم. كل فرد في الفريق له قصته الخاصة وخلفيته التي تجعله يقاتل من أجل دافع شخصي ووطني في آن واحد.
يقدم الفيلم مشاهد معارك مصممة بإتقان عالٍ، تعكس ضراوة القتال في حرب الاستنزاف. لا يقتصر الأمر على إطلاق النار والانفجارات، بل يركز المخرج على التكتيكات العسكرية، والتحديات التي تواجه الفريق في بيئة صحراوية قاسية، والمواجهات المباشرة التي تختبر حدود التحمل البشري. يصور “الممر” التضحيات التي قدمها الجنود، من خلال شخصيات متنوعة مثل “هلال” البدوي الذي يساعد القوات (محمد فراج)، والجندي الشجاع “عامر” (أحمد فلوكس)، وغيرهم من الأبطال الذين يمثل كل منهم نموذجاً للجندي المصري. تتخلل الأحداث لحظات إنسانية مؤثرة تبرز معنى الصداقة والزمالة في أصعب الظروف.
الذروة الدرامية للفيلم تصل إلى أقصاها مع تنفيذ العملية البطولية، حيث يخوض الأبطال معركة حياة أو موت لتحقيق هدفهم. لا يقدم الفيلم نصراً سهلاً، بل يوضح الثمن الباهظ الذي تم دفعه من دماء وتضحيات. “الممر” في جوهره هو رسالة عن الصمود والأمل، وعن كيف يمكن لمجموعة من الرجال تحويل الهزيمة إلى نقطة انطلاق نحو استعادة الأرض والكرامة. ينجح العمل في أن يكون أكثر من مجرد فيلم حربي، فهو ملحمة وطنية تحتفي بالبطولة وتلهم الأجيال الجديدة بقصص أجدادهم الذين دافعوا عن الوطن بشرف وشجاعة.
أبطال العمل الفني: كوكبة من النجوم في خدمة الوطن
يعود جزء كبير من نجاح فيلم “الممر” إلى الأداء المتميز لطاقم العمل الذي ضم نخبة من ألمع نجوم السينما المصرية، الذين قدموا أدوارهم بصدق واقتدار، مما أضفى على القصة واقعية وعمقاً إنسانياً.
طاقم التمثيل الرئيسي
قدم أحمد عز دور القائد “نور” بأداء قوي ومؤثر، حيث نجح في تجسيد التحولات النفسية للشخصية من الإحباط إلى العزيمة. وشاركه البطولة إياد نصار في دور ضابط إسرائيلي، مقدماً أداءً متقناً أضاف بعداً آخر للصراع. كما تألق كل من أحمد رزق، محمد فراج، وأحمد فلوكس في أدوار الجنود الذين يشكلون الفريق، حيث قدم كل منهم شخصيته ببراعة. ولم يقتصر التميز على الأدوار الرجالية، فقد كان الحضور النسائي مؤثراً من خلال أدوار هند صبري وأسماء أبو اليزيد، اللتين جسدتا معاناة زوجات وبنات الجنود ودورهن في دعمهم.
فريق الإخراج والإنتاج
يعد المخرج شريف عرفة هو القائد الحقيقي لهذه الملحمة السينمائية. برؤيته الإخراجية الثاقبة، استطاع أن يدير هذا العدد الكبير من النجوم ويقدم مشاهد أكشن على مستوى عالمي، مع الحفاظ على الجانب الإنساني للقصة. أما المؤلف أمير طعيمة، فقد نجح في كتابة حوار عميق وواقعي يعبر عن مشاعر الشخصيات. وعلى صعيد الإنتاج، لم تبخل شركة الماسة للإنتاج الفني بقيادة هشام عبد الخالق في توفير كل الإمكانيات اللازمة لخروج الفيلم بهذا الشكل المبهر، من معدات عسكرية وتصوير في مواقع حقيقية، مما جعله واحداً من أضخم الإنتاجات في تاريخ السينما المصرية.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
حقق فيلم “الممر” نجاحاً نقدياً وجماهيرياً كبيراً، وانعكس ذلك على تقييماته في المنصات المختلفة. على منصة IMDb العالمية، حصل الفيلم على تقييم مرتفع نسبياً للأفلام العربية، حيث استقر تقييمه حول 7.2 من 10، وهو ما يشير إلى تقدير الجمهور العالمي والمحلي للجهد المبذول في الفيلم وقصته المؤثرة. يعكس هذا التقييم الجودة الفنية العالية للعمل وقدرته على جذب اهتمام شريحة واسعة من المشاهدين المهتمين بأفلام الحرب والدراما التاريخية.
محلياً وعربياً، حقق الفيلم نجاحاً ساحقاً في شباك التذاكر، ليصبح من أعلى الأفلام المصرية تحقيقاً للإيرادات في تاريخها. على منصات التقييم العربية مثل “السينما.كوم”، حصل الفيلم على تقييمات إيجابية جداً من الجمهور والنقاد على حد سواء. أشاد المستخدمون بالإنتاج الضخم، والإخراج المتقن، والأداء التمثيلي القوي. أصبح الفيلم ظاهرة ثقافية وقت عرضه، حيث أعاد إلى الأذهان قيمة الأفلام الوطنية وأهمية توثيق بطولات الجيش المصري، مما يؤكد مكانته كعمل فني استثنائي ترك بصمة واضحة لدى الجمهور العربي.
آراء النقاد: إشادة بالعودة القوية للسينما الحربية
أجمع معظم النقاد على أن فيلم “الممر” هو عودة قوية ومستحقة للسينما الحربية المصرية التي غابت عن الساحة لسنوات طويلة. أشاد النقاد بالرؤية الإخراجية للمخرج شريف عرفة، الذي أثبت مرة أخرى أنه من كبار المخرجين في تاريخ السينما العربية، حيث تمكن من تقديم عمل متكامل يجمع بين الإبهار البصري والعمق الدرامي. كما نالت مشاهد المعارك استحساناً كبيراً، حيث وصفها الكثيرون بأنها نفذت باحترافية تضاهي الأفلام العالمية، مع اهتمام دقيق بالتفاصيل العسكرية والتاريخية.
ركزت المراجعات النقدية أيضاً على الأداء التمثيلي، حيث أثنى النقاد على قدرة أحمد عز على حمل فيلم بهذا الحجم، وعلى أداء باقي النجوم الذين شكلوا فريقاً متناغماً. لم تخل بعض الآراء من ملاحظات حول بعض الجوانب، مثل التركيز على الجانب الوطني بشكل قد يكون مباشراً في بعض المشاهد، إلا أن الإجماع العام كان إيجابياً للغاية. اعتبر النقاد أن “الممر” ليس مجرد فيلم تجاري ناجح، بل هو عمل فني ضروري يعزز الروح الوطنية ويقدم للأجيال الجديدة صفحة مضيئة من تاريخ بلادهم بأسلوب سينمائي جذاب ومؤثر.
آراء الجمهور: ملحمة وطنية وحدت المشاعر
كان لفيلم “الممر” صدى استثنائي لدى الجمهور المصري والعربي، حيث تحول عرضه إلى حدث وطني. تفاعل المشاهدون بشكل كبير مع قصة الفيلم ورسالته، وخرج الكثيرون من دور العرض بمشاعر متأججة من الفخر والانتماء. امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي تشيد بالفيلم وتعتبره عملاً فنياً مشرفاً للسينما المصرية. شعر الجمهور بأن الفيلم يعبر عنهم وعن تاريخهم، ونجح في تجسيد مشاعر الانكسار والأمل التي مرت بها مصر في تلك الفترة الحرجة.
تجاوز تأثير الفيلم كونه مجرد عمل ترفيهي، ليصبح أداة لتعزيز الوعي بتاريخ حرب الاستنزاف وأهميتها في الإعداد لنصر أكتوبر. أشاد الجمهور بشكل خاص بقدرة الفيلم على تعريف الشباب ببطولات الجيش المصري وتضحياته. أصبحت بعض مشاهد وحوارات الفيلم جزءاً من حديث الناس اليومي، مما يدل على مدى تغلغله في وجدان المجتمع. يمكن القول إن “الممر” لم ينجح فقط في شباك التذاكر، بل نجح في تحقيق الهدف الأسمى للفن، وهو لمس قلوب الناس وتوحيد مشاعرهم حول قضايا الوطن.
آخر أخبار أبطال العمل الفني
بعد النجاح المدوي لفيلم “الممر”، واصل نجومه مسيرتهم الفنية بنجاحات متتالية، مؤكدين على مكانتهم كأبرز فناني جيلهم.
أحمد عز
استمر النجم أحمد عز في تقديم أعمال سينمائية ضخمة ومتنوعة، حيث قدم أفلام أكشن وتشويق حققت إيرادات قياسية مثل سلسلة “ولاد رزق” وفيلم “كيرة والجن”. كما حافظ على حضوره في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلات ناجحة. أصبح عز واحداً من أهم نجوم شباك التذاكر في مصر والوطن العربي، ويتميز بقدرته على اختيار أدوار تجمع بين القيمة الفنية والنجاح الجماهيري.
إياد نصار
يواصل الفنان الأردني إياد نصار تألقه في مصر، حيث يقدم أدواراً مركبة ومعقدة تبرز موهبته الاستثنائية. شارك في العديد من المسلسلات التي حظيت بنسب مشاهدة عالية وإشادات نقدية، مثل “الاختيار” و”هذا المساء”. يتميز نصار بتنوع أدواره وقدرته على التلون بين الشخصيات المختلفة، مما جعله واحداً من أكثر الممثلين الموهوبين والمحترمين في الساحة الفنية.
محمد فراج وأحمد رزق وباقي النجوم
شهدت مسيرة محمد فراج انطلاقة كبيرة، حيث قدم أدواراً مميزة في أعمال مثل مسلسل “لعبة نيوتن” و”الغرفة 207″، وأصبح من النجوم الذين ينتظر الجمهور أعمالهم بشغف. كذلك، يواصل أحمد رزق تقديم أعمال كوميدية ودرامية ناجحة في السينما والتلفزيون. أما باقي نجوم العمل مثل أحمد فلوكس، محمد الشرنوبي، وأسماء أبو اليزيد، فيستمرون في تقديم أعمال متنوعة ومميزة، وكل منهم يخطو خطوات ثابتة في مسيرته الفنية، مؤكدين أن “الممر” كان محطة هامة في مشوارهم الفني.
لماذا يظل فيلم الممر عملاً خالداً؟
في الختام، يمكن القول إن فيلم “الممر” تخطى كونه مجرد فيلم ناجح، ليصبح وثيقة سينمائية ووطنية هامة. نجاحه لا يكمن فقط في إنتاجه الضخم أو أداء نجومه، بل في قدرته على إحياء قصة بطولة حقيقية وتقديمها بشكل يلامس مشاعر الأجيال الجديدة. استطاع الفيلم أن يثبت أن السينما المصرية قادرة على إنتاج أعمال حربية ضخمة تنافس على المستوى العالمي، وأنها لا تزال قادرة على أن تكون صوت الوطن وذاكرته. سيبقى “الممر” عملاً خالداً في تاريخ السينما، ليس فقط كفيلم حربي ممتع، بل كملحمة فنية أعادت للجمهور الثقة في تاريخه وفي قدرة الفن على إلهام الروح الوطنية.