فيلم الماء والخضرة والوجه الحسن

سنة الإنتاج: 2016
عدد الأجزاء: 1
المدة: 115 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: مصر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
ليلى علوي، منة شلبي، باسم سمرة، صابرين، محمد فراج، أحمد داود، إنعام سالوسة، علاء زينهم، لطفي لبيب، محمد أبو الوفا، محمود الليثي، إيمي إسلام، فرح يوسف، عارفة عبد الرسول، محمد علي رزق، حسن أبو الروس.
الإخراج: يسري نصر الله
الإنتاج: أحمد السبكي
التأليف: أحمد عبد الله، يسري نصر الله
فيلم الماء والخضرة والوجه الحسن: لمسة إنسانية في عالم الطهاة الريفي
رحلة فنية عبر التقاليد والمشاعر في قلب الدلتا المصرية
يُعد فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” (2016) تحفة سينمائية للمخرج يسري نصر الله، يغوص بنا في أعماق الحياة الريفية المصرية، مقدماً صورة صادقة عن عالم الطهاة الشعبيين وتقاليدهم المتوارثة. يمزج الفيلم ببراعة بين الدراما الاجتماعية والكوميديا الهادئة والرومانسية، ليقدم لنا حكايات إنسانية مؤثرة تدور في فلك المطبخ والأعراس والمشاعر المتضاربة. إنه ليس مجرد فيلم عن الطعام، بل هو مرآة تعكس قيم العائلة، الصداقة، والحب، في بيئة فريدة تتنفس عبق الأرض ودفء العلاقات، ويستكشف بعمق التفاعلات البشرية خلف كواليس حفلات الزفاف الريفية، مبرزاً الأصالة والبساطة التي قد تخفي تعقيدات الحياة.
قصة العمل الفني: صراعات وأحلام في عالم الطهاة
ينسج فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” خيوط قصته حول عائلة “بشتاوي”، وهي عائلة كبيرة توارثت مهنة الطبخ في الأفراح والمناسبات بقرية ريفية بمحافظة الدقهلية. يتصدر المشهد الأخوان “يحيى” (باسم سمرة) و”رفعت” (محمد فراج)، وابن عمهما “فؤاد” (أحمد داود)، الذين يشكلون العمود الفقري للعمل العائلي. يحيى، وهو الطباخ الرئيسي، يقع في حب “كريمة” (منة شلبي)، الفتاة التي تعمل معه في الطبخ وتكافح لإعالة أسرتها، في حين تتشابك مصائرهم مع “فتحية” (ليلى علوي) التي تسعى للحفاظ على مكانة العائلة وتقاليدها العريقة في عالم الطبخ.
تتشابك أحداث الفيلم لتكشف عن التحديات اليومية التي تواجه هذه العائلة، من منافسة الطهاة الآخرين، إلى الصراعات الداخلية على الإرث والزواج، وصولاً إلى المشاكل الشخصية والعاطفية التي تهدد استقرارهم ونسيجهم الاجتماعي. يستعرض العمل بعمق التقاليد الخاصة بمهنة الطبخ في الأفراح، والمنافسات بين الطهاة، وأثر هذه المهنة على حياة الشخصيات وعلاقاتهم، مع لمسة من السحر الريفي والبساطة التي تخفي وراءها صراعات إنسانية عميقة تعكس واقع المجتمع المصري. القصة تتميز بكونها مزيجاً فريداً من التفاصيل الواقعية واللمسات الدرامية المؤثرة.
يتعمق الفيلم في تفاصيل مهنة الطبخ في الريف المصري، عارضاً بمهارة طقوس إعداد الطعام، وأجواء الأفراح المبهجة، ودور الطهاة كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي للقرية. نرى كيف تؤثر ضغوط العمل والمواعيد النهائية على حياة الشخصيات، وكيف تتداخل الحياة المهنية مع العلاقات الأسرية والشخصية في بوتقة واحدة. الفيلم لا يكتفي بعرض الجانب السطحي للحياة، بل يغوص في أعماق المشاعر الإنسانية، مبرزاً الحب الذي يواجه العوائق، والخيانة التي تهدد الثقة، والطموح الذي يدفع الأفراد، واليأس الذي قد يختبئ خلف الابتسامات، في صورة تعكس تعقيدات الحياة الريفية التي تبدو بسيطة من الخارج. قصة حب يحيى وكريمة هي المحور العاطفي الذي تتفاعل حوله باقي القصص الفرعية، وتواجه هذه القصة العديد من العقبات التي تعكس قيم وتقاليد المجتمع الريفي الصارمة.
يستعرض العمل أيضاً قضايا مجتمعية هامة مثل مكانة المرأة في الريف، والصراعات الطبقية الخفية التي تؤثر على العلاقات، وأثر التغيرات الاقتصادية الحديثة على الحرف التقليدية التي توارثتها الأجيال. تتميز الشخصيات بعمقها وواقعيتها، فلكل منها دوافعها وصراعاتها الخاصة التي تشكل مسار حياتها، مما يجعل المشاهد يتعاطف معهم ويفهم أبعاد قراراتهم وتحدياتهم. الفيلم يقدم لوحة فنية غنية بالتفاصيل البصرية والصوتية، من أصوات الطهي وأصداء الفرح التي تكاد تُسمع بوضوح، إلى جمال المناظر الطبيعية الساحرة في الدلتا المصرية، مما يثري التجربة السينمائية ويجعلها أكثر جاذبية وعمقاً. “الماء والخضرة والوجه الحسن” ليس مجرد فيلم ترفيهي، بل هو عمل يحمل رسائل اجتماعية وثقافية عميقة ومتعددة الأبعاد.
تتصاعد الأحداث مع اقتراب موعد زفاف كبير في القرية، حيث تزداد التوترات بين العائلة نتيجة للضغوط الشديدة، وتظهر على السطح العديد من الخلافات القديمة التي كانت كامنة. يجد يحيى نفسه مضطراً لاتخاذ قرارات صعبة ومصيرية تتعلق بعمله وحياته العاطفية، مما يضع صداقاته وعلاقاته الأسرية على المحك الحقيقي للاختبار. الفيلم يتميز بأسلوبه الروائي الذي يجمع ببراعة بين الفكاهة السوداء التي تخفف من حدة المواقف واللحظات المؤثرة التي تكشف عن عمق المشاعر الإنسانية، مما يخلق توازناً فنياً فريداً يثري التجربة البصرية للمشاهد. كما يسلط الضوء على دور المرأة القوي والمؤثر في هذا المجتمع، من خلال شخصيات نسائية قوية ومستقلة مثل “كريمة” و”فتحية” و”صباح”، اللواتي يواجهن تحدياتهن بشجاعة وإصرار. العمل بأكمله يمثل استكشافاً فنياً للحياة، الحب، والموت في سياق ثقافي فريد، مؤكداً على أن الحياة تستمر بجمالها وقسوتها في كل مكان، وأن التقاليد قد تكون قيداً وحماية في آن واحد.
أبطال العمل الفني: كوكبة من النجوم وأداء أصيل
تميز فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” بوجود كوكبة من ألمع النجوم المصرية، الذين قدموا أداءً مميزاً، كل في دوره، مما أضاف للعمل عمقاً وصدقاً كبيرين. تكامل الأداءات كان سبباً رئيسياً في نجاح الفيلم ووصول رسالته إلى الجمهور بوضوح وفاعلية. إليك نظرة على أبرز المساهمين في هذا العمل الفني الذين تركوا بصمتهم في كل مشهد:
طاقم التمثيل الرئيسي
تألقت الفنانة ليلى علوي في دور “فتحية”، زوجة الطباخ الكبير وأم “يحيى”، ببراعتها المعهودة في تجسيد الشخصيات النسائية المعقدة والقوية، مقدمة أداءً مليئاً بالحنان والقوة في آن واحد. أما منة شلبي، فقد أبدعت في دور “كريمة” الفتاة الطموحة التي تعمل في الطبخ وتواجه صراعات الحب والحياة، مقدمة أداءً مليئاً بالمشاعر الصادقة والتحدي، مما جعلها محوراً عاطفياً مهماً في الفيلم. باسم سمرة قدم أداءً قوياً ومقنعاً في دور “يحيى”، الطباخ الموهوب الذي يقع في غرام كريمة، وتجسدت فيه تفاصيل الشخصية الريفية الأصيلة بكل تقلباتها وشجونها. صابرين عادت للشاشة الكبيرة بدور “صباح” الذي أضاف ثقلاً درامياً للفيلم وشكل نقطة تحول في مسار بعض الشخصيات.
محمد فراج أظهر قدراته التمثيلية المتنوعة في دور “رفعت”، الأخ الذي يعيش في صراع مع التقاليد والأوضاع الاقتصادية، وقدم شخصية مركبة تثير التعاطف. أحمد داود جسد شخصية “فؤاد” ابن العم ببراعة، مضيفاً لمسة من الكوميديا الخفيفة والدراما في آن واحد، وقدم أداءً طبيعياً ومقنعاً. بجانب هؤلاء، شاركت الفنانة القديرة إنعام سالوسة، علاء زينهم، لطفي لبيب، محمد أبو الوفا، محمود الليثي، إيمي إسلام، فرح يوسف، عارفة عبد الرسول، محمد علي رزق، وحسن أبو الروس. كل منهم أضاف لمسة خاصة لدوره، مما جعل العمل متكاملاً وثرياً بالشخصيات المتنوعة والواقعية التي تعكس نسيج المجتمع الريفي بصدق كبير وتفاصيل دقيقة، ليقدموا بانوراما متكاملة للحياة في القرية.
فريق الإخراج والإنتاج والتأليف
يقف المخرج الكبير يسري نصر الله خلف هذا العمل الفني البارز، حيث استطاع ببراعته المعهودة أن يقدم رؤية سينمائية فريدة وعميقة للحياة الريفية. تميز إخراجه بالدقة في التفاصيل البصرية، والقدرة على استخراج أفضل أداء من ممثليه، وتحويل القصة التي تبدو بسيطة إلى ملحمة إنسانية معقدة الأبعاد. أما التأليف، فقد جاء بالتعاون بين أحمد عبد الله ويسري نصر الله نفسه، مما أضفى على السيناريو عمقاً وتنوعاً في الحوارات والأحداث. النص كان محكماً وواقعياً، ولامس قضايا جوهرية في المجتمع المصري بكل جرأة وعفوية. المنتج أحمد السبكي، بدوره، قدم دعماً إنتاجياً كبيراً أتاح للفيلم الظهور بجودة عالية، مما يؤكد على مكانته كأحد أهم المنتجين في الساحة السينمائية المصرية، وحرصه الدائم على تقديم أعمال ذات قيمة فنية ومحتوى جذاب، تساهم في إثراء المشهد السينمائي.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
على الرغم من كون فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” عملاً فنياً مصرياً بصبغة محلية قوية تستمد تفاصيلها من عمق المجتمع المصري، إلا أنه استطاع أن يحصد اهتماماً وتقييمات جيدة على الصعيدين المحلي والعالمي، وإن كان بدرجة متفاوتة تعكس طبيعة انتشار السينما الفنية. على منصات التقييم العالمية مثل IMDb، حصل الفيلم على متوسط تقييم يتراوح بين 6.8 و 7.2 من أصل 10، وهو معدل يعتبر جيداً جداً للأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، ويعكس قدرة العمل على تجاوز الحواجز الثقافية بفضل قصته الإنسانية العميقة وأدائه التمثيلي المتميز، مما يؤكد على عالمية المواضيع المطروحة.
هذا التقييم يشير إلى أن الفيلم لاقى استحساناً من جمهور دولي استمتع بالتعرف على ثقافة مختلفة وقصة ذات طابع عالمي يمكن لأي إنسان في أي مكان أن يتعاطف معها. أما على الصعيد المحلي والعربي، فقد حظي الفيلم بتقدير واسع النطاق، سواء من النقاد المتخصصين أو الجمهور العادي. على منصات التقييم العربية والمنتديات المتخصصة في السينما، غالباً ما يُشار إلى الفيلم كأحد أبرز الأعمال المصرية في منتصف العقد الماضي، وقد نال إشادات كبيرة لواقعيته في تصوير الحياة الريفية بكل تفاصيلها الدقيقة وعمق شخصياته المركبة.
المواقع الإخبارية الفنية والمدونات المتخصصة في السينما المصرية والعربية خصصت مساحات واسعة لمناقشة الفيلم، مركزة على جودة الإخراج المتقنة والتمثيل الأصيل، وأصالة القصة التي لامست قلوب المشاهدين المصريين والعرب، الذين وجدوا فيه انعكاساً لواقعهم الثقافي والاجتماعي. الفيلم أيضاً شارك في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية المرموقة، مثل مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، مما ساهم في رفع مكانته ووصوله إلى جمهور أوسع بكثير. هذه المشاركات، وإن لم تكن قد توجت بالعديد من الجوائز الكبرى، إلا أنها أكدت على جودته الفنية العالية وقدرته على تمثيل السينما المصرية بشكل مشرف في المحافل الدولية، مما يعزز مكانة السينما المصرية على الخريطة العالمية. الاهتمام النقدي العالمي بالفيلم، وإن كان محدوداً مقارنة بإنتاجات هوليوود الضخمة، إلا أنه كان إيجابياً بشكل عام، مشيداً بالجماليات البصرية والعمق السردي الذي قدمه يسري نصر الله، مما جعله عملاً يحظى باحترام وتقدير في الأوساط السينمائية المتخصصة.
آراء النقاد: بين الإشادة بالعمق والتحفظ على الإيقاع
تباينت آراء النقاد حول فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن”، لكن أغلبها أجمعت على أهميته وقيمته الفنية الكبيرة التي تمثل إضافة حقيقية للسينما المصرية. أشاد العديد من النقاد بالرؤية الإخراجية المتفردة ليسري نصر الله، وقدرته العبقرية على تحويل حكاية تبدو بسيطة عن عائلة طهاة إلى عمل سينمائي معقد وغني بالتفاصيل الإنسانية والثقافية، يعكس جوانب متعددة من الحياة. نوه النقاد بشكل خاص إلى الأداءات التمثيلية المتألقة والمتقنة، مشيرين إلى أن ليلى علوي، منة شلبي، وباسم سمرة قدموا أدواراً تعد من الأفضل في مسيرتهم الفنية الطويلة، حيث نجحوا ببراعة في تجسيد شخصياتهم بصدق وعمق كبيرين، مما جعلهم قريبين من قلوب المشاهدين ويتركون أثراً لا يُمحى.
ركزت الإشادات أيضاً على السيناريو المحكم والمتقن الذي شارك في كتابته يسري نصر الله وأحمد عبد الله، والذي نجح بامتياز في تقديم حوارات واقعية وتصوير دقيق ومفصل للحياة الريفية بكل تفاصيلها، من الطقوس والعادات المتوارثة إلى المشاعر الإنسانية المركبة والمعقدة. كما أثنى النقاد على التصوير السينمائي الساحر الذي أبرز جمال الطبيعة المصرية الخلابة ودفء الأجواء الريفية الأصيلة، وعلى الموسيقى التصويرية التي أضافت بعداً عاطفياً عميقاً للعمل وعززت من تأثير المشاهد. رأى الكثيرون أن الفيلم يمثل إضافة نوعية للسينما المصرية المعاصرة، ويؤكد على قدرتها على تقديم أعمال ذات جودة فنية عالية تتناول قضايا اجتماعية عميقة بأسلوب راقٍ وغير مبتذل، يحترم عقل المشاهد وذوقه.
على الجانب الآخر، أبدى بعض النقاد بعض التحفظات التي لم تقلل من القيمة الفنية للفيلم. أشار البعض إلى أن إيقاع الفيلم قد يكون بطيئاً في بعض الأحيان، مما قد يؤثر على استيعاب الجمهور غير المعتاد على هذا النوع من السينما الفنية التي تركز على التفاصيل أكثر من الأحداث المتسارعة. كما رأى البعض أن بعض الخطوط الدرامية الفرعية لم تُمنح المساحة الكافية للتطور بشكل كامل، مما ترك بعض التساؤلات لدى المشاهد حول مصير بعض الشخصيات الثانوية. ورغم هذه الملاحظات، اتفقت الغالبية على أن هذه التحفظات لا تقلل من القيمة الكبيرة للفيلم، وأن “الماء والخضرة والوجه الحسن” يظل عملاً فنياً جريئاً ومختلفاً، يستحق المشاهدة والتقدير لما يقدمه من رؤية صادقة وعميقة للحياة في مصر، ويفتح آفاقاً جديدة للنقاش حول العلاقات الإنسانية والتقاليد المتوارثة في بيئة ريفية غنية بالتفاصيل والأحاسيس الإنسانية المتضاربة، مما يجعله تجربة سينمائية فريدة.
آراء الجمهور: أصداء واقعية وقبول جماهيري
تلقى فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” ردود فعل إيجابية وواسعة من قبل الجمهور المصري والعربي، خاصةً من محبي السينما الواقعية والأعمال التي تتناول الحياة الاجتماعية بصدق وعمق. تفاعل المشاهدون بشكل كبير مع القصة والشخصيات، ووجد الكثيرون أن الفيلم يعكس جوانب من حياتهم أو من حياة أقاربهم في الريف المصري، مما أضفى عليه طابعاً شخصياً ومؤثراً. الأداء الطبيعي والمتقن للممثلين، وخاصة الثنائي ليلى علوي وباسم سمرة، كان محل إشادة كبيرة من الجمهور، الذي شعر بأن الشخصيات حقيقية ونابضة بالحياة، وكأنها جزء من نسيج المجتمع الذي يعيشونه.
الفيلم أثار نقاشات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الفنية حول قضايا الأسرة، التقاليد المتأصلة، الحب في المجتمع الريفي، وأهمية مهنة الطبخ كجزء لا يتجزأ من التراث الثقافي المصري. استمتع الجمهور باللمسات الكوميدية الخفيفة التي تخفف من حدة الدراما وتضيف عنصراً من البهجة، وباللحظات الرومانسية المؤثرة التي لامست قلوب الكثيرين وأثارت مشاعرهم. الكثير من التعليقات أشادت بقدرة الفيلم على نقل المشاهد إلى قلب الدلتا المصرية، ليشعر بأجواء الأفراح الريفية وتفاصيل المطبخ الشعبي، مما أضفى على التجربة بعداً حسياً فريداً وجعلها أكثر قرباً وواقعية.
القبول الجماهيري للفيلم لم يقتصر على فئة معينة، بل امتد ليشمل أجيالاً مختلفة، حيث استقطب الشباب الذين وجدوا فيه قصص حب وصراعات قريبة منهم، وكذلك الكبار الذين استعادوا ذكرياتهم عن الحياة الريفية الأصيلة وبساطتها وعمقها. هذا التفاعل الإيجابي يعكس نجاح الفيلم في تحقيق التوازن بين الترفيه والعمق، وتقديمه لعمل فني يحترم ذكاء المشاهد ويقدم له قيمة حقيقية وفنية. “الماء والخضرة والوجه الحسن” أصبح من الأفلام التي يوصى بها لمشاهدة جماعية، لما يتركه من أثر إيجابي وقدرة على فتح باب النقاش حول قضايا إنسانية واجتماعية مهمة في سياق شيق وجذاب، مما يؤكد على تأثيره الباقي في الوجدان الجمعي والثقافي للجمهور المصري والعربي على حد سواء.
آخر أخبار أبطال العمل الفني
يواصل نجوم فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” مسيرتهم الفنية المتألقة، ويقدمون أعمالاً جديدة ومتنوعة في السينما والتلفزيون، مؤكدين على مكانتهم الراسخة في الساحة الفنية المصرية والعربية وقدرتهم على التجديد والعطاء باستمرار:
ليلى علوي
تظل النجمة ليلى علوي أيقونة للسينما المصرية، وتواصل اختيار أدوار قوية ومؤثرة تبرز خبرتها وموهبتها الاستثنائية التي تتجدد مع كل عمل. بعد “الماء والخضرة والوجه الحسن”، شاركت في عدة أعمال درامية وتلفزيونية حصدت نجاحاً كبيراً، وقدمت أداءات نالت إشادة النقاد والجمهور، مثل مسلسل “دنيا تانية” وفيلم “مقسوم”. تهتم ليلى علوي بتقديم أعمال ذات قيمة فنية واجتماعية، مما يجعلها من الفنانات الأكثر احتراماً وتقديراً في الوسط الفني، وتترقب جماهيرها دائماً جديدها بشغف، حيث تشارك في مشاريع سينمائية وتلفزيونية قادمة تعد بمزيد من الإبداع والتألق، مؤكدة على مسيرتها الفنية الطويلة والناجحة.
منة شلبي
رسخت منة شلبي مكانتها كنجمة صف أول في السينما والتلفزيون المصري، وتواصل تقديم أدوار معقدة وجريئة تثبت موهبتها الفذة التي لا تعرف حدوداً. بعد دورها في “الماء والخضرة والوجه الحسن”، شاركت في العديد من الأعمال التي حققت جماهيرية واسعة ونالت جوائز مرموقة، سواء في الدراما الرمضانية مثل مسلسلات “بطلوع الروح” و”تغيير جو” أو الأفلام السينمائية مثل “الجريمة” و”من أجل زيكو”. تتميز بقدرتها على التلون وتجسيد شخصيات متنوعة بإتقان لافت، وتعد من أكثر الممثلات الشابات طلباً في الصناعة الفنية، وتستعد لمشاريع فنية ضخمة تعزز من رصيدها الفني وتؤكد على مكانتها الرائدة في عالم التمثيل.
باسم سمرة
يعد باسم سمرة من الفنانين أصحاب البصمة الخاصة والحضور الكاريزمي، ويستمر في تقديم أدوار مميزة تتنوع بين الدراما والكوميديا والأكشن ببراعة. بعد نجاحه في “الماء والخضرة والوجه الحسن”، واصل تألقه في العديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية التي أكدت على حضوره القوي وقدرته على تجسيد مختلف الطبقات الاجتماعية والشخصيات المعقدة، مثل مسلسلات “العتاولة” و”بابا المجال”. يشتهر باسم سمرة ببراعته في اختيار أدواره التي تترك أثراً عميقاً لدى الجمهور، وهو من الفنانين الذين يحظون باحترام كبير لموهبتهم والتزامهم الفني، ويقدم دائماً الجديد والمختلف في مسيرته الفنية المتصاعدة والمستمرة في إبهار الجمهور والنقاد.
صابرين ومحمد فراج وأحمد داود
تواصل الفنانة صابرين تقديم أدوارها القوية والمميزة في الدراما التلفزيونية والسينما، مؤكدة على موهبتها وتنوعها الفني بعد عودتها القوية، وشاركت في عدة أعمال ناجحة مثل مسلسل “إزي الصحة” و”أفراح القبة”. أما محمد فراج، فقد أصبح من أبرز نجوم جيله الشاب، ويشارك في أعمال فنية ضخمة ومؤثرة، سواء في المواسم الرمضانية أو الأفلام التي تحقق إيرادات عالية، ويُشاد بأدائه المتطور باستمرار في أعمال مثل “لعبة نيوتن” و”الغرفة 207″. أحمد داود أيضاً، استمر في ترسيخ مكانته كنجم شاب يتمتع بموهبة كبيرة، وشارك في العديد من الأعمال الناجحة التي أثبتت قدرته على تجسيد أدوار متنوعة بإتقان وحضور جذاب، مثل مسلسل “سوتس بالعربي” وفيلم “122”. ليصبحوا جميعاً جزءاً لا يتجزأ من المشهد الفني المصري المزدهر، ويقدمون أعمالاً فنية تترك بصمة قوية في قلوب المشاهدين.
لماذا يظل فيلم الماء والخضرة والوجه الحسن حاضراً في الذاكرة؟
في الختام، يمثل فيلم “الماء والخضرة والوجه الحسن” إضافة فريدة وقيمة للسينما المصرية الحديثة، ليس فقط لتقديمه صورة واقعية ومفصلة عن عالم الطهاة الريفي الأصيل، بل لقدرته الفائقة على نسج حكايات إنسانية مؤثرة تتجاوز حدود الزمان والمكان، وتلامس وجدان المشاهدين أينما كانوا. استطاع الفيلم ببراعة المخرج يسري نصر الله، وأداء كوكبة من النجوم الموهوبين، أن يمزج ببراعة فائقة بين الدراما الاجتماعية العميقة، والكوميديا الخفيفة التي تخفف من حدة المواقف، والرومانسية الرقيقة التي تلامس القلوب، وأن يقدم رسالة عميقة حول قيم العائلة المتأصلة، والتقاليد المتوارثة، والصراعات الداخلية للإنسان، وقوة الحب والصداقة في مواجهة التحديات اليومية والمجتمعية التي لا تنتهي. الإقبال المستمر عليه، سواء عبر التلفزيون أو المنصات الرقمية، يؤكد على أن قصة عائلة “بشتاوي”، وما حملته من مشاعر متضاربة وأحلام بسيطة، لا تزال تلامس الأجيال المختلفة وتجد صدى في قلوب كل من شاهدها، مما يجعله خالداً في الذاكرة.
يظل هذا العمل دليلاً ساطعاً على أن السينما المصرية لديها القدرة الكبيرة على إنتاج قصص أصيلة وعميقة، تنبع من صميم الواقع المصري، وتعكس غنى الثقافة المصرية وتنوعها الفريد، وتستطيع أن تجذب الجمهور محلياً وعالمياً على حد سواء بصدقها الفني. إن الحضور الطاغي للطعام كشخصية رئيسية في الفيلم، والتركيز على تفاصيل الحياة اليومية في الريف، جعلته تجربة حسية وبصرية لا تُنسى، تنقل المشاهد إلى قلب الأحداث وتجعله جزءاً منها. “الماء والخضرة والوجه الحسن” ليس مجرد فيلم يُشاهد، بل هو تجربة سينمائية تُعاش بكل حواسها، تترك بصمة قوية في الذاكرة الجمعية كوثيقة فنية رائعة عن جزء أصيل وحيوي من مصر، وتؤكد على أن الفن الذي ينبع من الواقع بصدق وإخلاص يظل خالداً ومؤثراً عبر الأجيال والزمان.