فيلم على من نطلق الرصاص

سنة الإنتاج: 1975
عدد الأجزاء: 1
المدة: 120 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة جيدة
البلد: مصر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
سعاد حسني، محمود ياسين، مديحة كامل، صلاح ذو الفقار، عزت العلايلي، نجوى فؤاد، سيد زيان، عبد الوارث عسر، نظيم شعراوي، نبيلة السيد، محمد خليل، عصمت عبد العليم، فتحية شاهين، إبراهيم الشامي، علي الشريف، ليلى صابونجي.
الإخراج: كمال الشيخ
التأليف: قصة فتحي غانم، سيناريو وحوار رفيق الصبان
الإنتاج: أفلام صوت الفن (عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، وحيد فريد)
فيلم على من نطلق الرصاص: صرخة اجتماعية خالدة في وجه الفساد
تحفة سينمائية تكشف الصراع الطبقي في مصر السبعينات
يُعد فيلم “على من نطلق الرصاص” الصادر عام 1975، واحداً من أبرز الأعمال السينمائية المصرية التي تناولت القضايا الاجتماعية والسياسية بجرأة وعمق غير مسبوقين. يأتي الفيلم في سياق فترة مفصلية من تاريخ مصر، هي مرحلة الانفتاح الاقتصادي، ليقدم رؤية نقدية حادة لتأثير هذه السياسات على البنية الاجتماعية والقيم الإنسانية. من إخراج رائد أفلام التشويق والواقعية كمال الشيخ، وبطولة النجمين الكبيرين سعاد حسني ومحمود ياسين، يغوص العمل في أعماق الفساد والصراع الطبقي، مستعرضاً تداعيات التغيرات الاقتصادية على الأفراد وعلاقاتهم. يعتبر الفيلم مرآة عاكسة لواقع شهد تحولات جذرية، ويظل حتى اليوم نقطة مضيئة في تاريخ السينما المصرية لما حمله من رسالة قوية ومضمون فني رفيع.
قصة العمل الفني: صراع الطبقات وانكشاف الحقائق
تبدأ أحداث فيلم “على من نطلق الرصاص” بجريمة قتل غامضة تطال رجل الأعمال الثري والنافذ “مراد” الذي يجسد دوره الفنان صلاح ذو الفقار. تُشكل هذه الجريمة نقطة الانطلاق لمسلسل من الأحداث المتشابكة التي تكشف عن عوالم خفية من الفساد والصراعات داخل المجتمع المصري. يدخل الصحفي “مصطفى” (محمود ياسين) إلى الصورة كشاهد أول على الجريمة، ليتحول لاحقاً إلى محقق يكشف عن طبقات متعددة من الحقائق التي تتجاوز مجرد كشف هوية القاتل.
أثناء تحقيقاته، يلتقي مصطفى بالراقصة “تحية” (سعاد حسني)، التي كانت على علاقة بمراد وتملك مفاتيح كثيرة للغز. تتحول تحية من مجرد شاهدة إلى شخصية محورية تكشف لمصطفى عن شبكة معقدة من العلاقات والمصالح التي كان مراد طرفاً فيها، وتقدم له لمحة عن حياة البذخ والفساد الأخلاقي الذي كانت تتسم به الطبقة الجديدة التي صعدت مع الانفتاح الاقتصادي. تُظهر القصة كيف أن حياة الثراء الفاحش لهذه الطبقة كانت مبنية على استغلال الآخرين وتجاهل القيم الأخلاقية.
لا يكتفي الفيلم بعرض الجريمة كحدث فردي، بل يستعرضها كرمز لتآكل القيم الاجتماعية وتعمق الفجوة بين الطبقات. يُظهر كيف أن المال والسلطة أصبحا المحرك الرئيسي للعلاقات، وكيف أن الأفراد يدفعون الثمن غالياً في سبيل تحقيق المكاسب المادية. تتصاعد الأحداث لتكشف عن دوافع القتل المعقدة، والتي لا تتعلق بالانتقام الشخصي بالضرورة بقدر ما هي انعكاس للصراعات الاجتماعية الأوسع التي كانت تعصف بالبلاد في تلك الفترة، وهي رسالة جريئة ومباشرة من صُناع العمل.
يعالج الفيلم ببراعة العديد من القضايا الجوهرية مثل العدالة الاجتماعية، الفساد الإداري، أخلاقيات المال، وتأثير التحولات الاقتصادية على نسيج المجتمع. يتتبع مصطفى وتحية خيوط المؤامرة ليكشفا عن حقائق صادمة تتعلق بشخصيات ذات نفوذ، مما يجعلهما عرضة للخطر. “على من نطلق الرصاص” ليس مجرد فيلم جريمة وتشويق، بل هو وثيقة اجتماعية وسياسية تعكس مرحلة حرجة، وتقدم تحليلاً عميقاً لتداعيات الانفتاح على الفرد والمجتمع بأسره.
يُعد العمل من كلاسيكيات السينما المصرية التي لا تزال تحتفظ بقوتها وتأثيرها حتى اليوم، لقدرته على تقديم قصة مشوقة تحمل في طياتها رسالة قوية ومباشرة. القاتل في الفيلم ليس فرداً واحداً بقدر ما هو نتاج لمناخ اجتماعي وسياسي معين، وهذا ما يميز الفيلم ويجعله عملاً فنياً ذا قيمة فكرية وفنية عالية. يترك الفيلم المشاهد أمام سؤال مفتوح حول المسؤولية الجماعية عن تدهور القيم، وهو ما يعزز من قوته وتأثيره الدائم.
أبطال العمل الفني: عمالقة السينما المصرية وأداء لا يُنسى
جمع فيلم “على من نطلق الرصاص” كوكبة من ألمع نجوم السينما المصرية في فترة السبعينات، مقدمين أداءً استثنائياً أضاف عمقاً وصدقاً للشخصيات المعقدة والرسالة القوية التي يحملها الفيلم. كان التناغم بين هؤلاء العمالقة سبباً رئيسياً في نجاح العمل وترسيخه كعلامة فارقة في تاريخ السينما.
طاقم التمثيل الرئيسي
النجمة الكبيرة سعاد حسني في دور “تحية” الراقصة التي تمتلك الكثير من الأسرار، قدمت أداءً مبهراً يبرز قدراتها المتنوعة في تجسيد شخصية مركبة تعكس هشاشة وقوة في آن واحد. الفنان القدير محمود ياسين في دور الصحفي “مصطفى”، أضفى على الشخصية مزيجاً من الشجاعة والتصميم والمثابرة في البحث عن الحقيقة، ونجح في إظهار الجانب الإنساني لصحفي يواجه تحديات مجتمعية خطيرة. شاركت النجمة مديحة كامل في دور “نجلاء” زوجة مراد، ببراعة في تجسيد دور المرأة التي تعيش تحت وطأة الظروف الاجتماعية وتواجه صدمات متتالية.
كما قدم النجم صلاح ذو الفقار أداءً قوياً ومؤثراً في دور رجل الأعمال “مراد”، على الرغم من أن ظهوره كان محدوداً، إلا أنه ترك بصمة لا تُنسى في بناء دراما الفيلم. الفنان عزت العلايلي في دور “علي”، أضاف عمقاً آخر للشخصيات، وعكس جانباً من الصراع النفسي للأفراد في مواجهة المتغيرات. هذا بالإضافة إلى النجمة نجوى فؤاد التي أضفت لمسة خاصة بحضورها، ومشاركة الفنان سيد زيان وعبد الوارث عسر ونظيم شعراوي ونبيلة السيد، وغيرهم من الممثلين المتميزين الذين أثروا العمل بأدوارهم المتكاملة، مما جعل الفيلم لوحة فنية متكاملة من الأداء التمثيلي الرفيع.
فريق الإخراج والتأليف والإنتاج
العبقري كمال الشيخ تولى مهمة الإخراج، ليقدم رؤيته الفنية العميقة التي ميزت أعماله، فهو معروف ببراعته في أفلام التشويق والجرائم ذات الأبعاد النفسية والاجتماعية. استطاع الشيخ أن يوجه طاقم العمل ببراعة ليخرج منهم أفضل أداء، ويقدم قصة معقدة بأسلوب سلس ومشوق يحافظ على توتر الأحداث من البداية حتى النهاية، مع الحفاظ على رسالة الفيلم الأساسية. هذا التناغم بين الممثلين والمخرج كان أساس نجاح الفيلم في ترك هذا الأثر العميق لدى المشاهدين.
أما قصة الفيلم فهي مستوحاة من عمل الأديب الكبير فتحي غانم، الذي تميز بقدرته على تحليل المجتمع المصري وتقديم رؤى نقدية جريئة. وقد قام الكاتب المبدع رفيق الصبان بتحويل هذه القصة إلى سيناريو وحوار محكمين، نجحا في بناء الشخصيات بعمق وواقعية، وفي تقديم الحوارات التي تعكس الصراع الداخلي والخارجي للشخصيات بصدق وبلاغة، مما ساهم في قوة رسالة الفيلم وتأثيرها. أما الإنتاج فكان لشركة أفلام صوت الفن، التي اشتهرت بإنتاج أعمال فنية ذات قيمة عالية.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
حظي فيلم “على من نطلق الرصاص” بمكانة مرموقة ضمن قائمة أفضل الأفلام المصرية على الإطلاق، وهو ما يتجلى في تقييمات النقاد والجمهور على حد سواء. على الرغم من أنه لم يحقق انتشاراً عالمياً واسعاً بنفس قدر الأفلام الحديثة، إلا أنه يحظى بتقدير كبير في المحافل الفنية العربية والدولية المتخصصة في السينما الكلاسيكية والواقعية. على منصات مثل IMDb، عادة ما يحصد الفيلم تقييمات مرتفعة تتراوح بين 7.5 و8.0 من أصل 10، وهي علامة على جودته الفنية وقوته الدرامية، وعلى قدرته على الاستحواذ على إعجاب شريحة واسعة من المشاهدين والنقاد على مر السنين.
على الصعيد المحلي والعربي، يعتبر الفيلم عملاً مرجعياً في تدريس السينما، ويُشار إليه دائماً كنموذج للسينما الاجتماعية الجريئة التي لا تخشى طرح القضايا الشائكة. مجلات وصحف متخصصة في الفن السابع في مصر والوطن العربي تضعه في قوائم الأفلام الخالدة، وتُقام له عروض خاصة وندوات لمناقشة أثره ورسالته. تُبرز هذه التقييمات قدرة الفيلم على تجاوز حدود الزمان والمكان، ليظل صوتاً قوياً يعبر عن تحديات المجتمع وضرورة مواجهة الفساد، مما يؤكد على مكانته كإرث سينمائي لا يقدر بثمن في مكتبة السينما المصرية.
آراء النقاد: عمق فني ورسالة جريئة
أجمع النقاد على أن فيلم “على من نطلق الرصاص” يمثل نقطة تحول في السينما المصرية، ليس فقط على مستوى التناول الجريء للقضايا الاجتماعية، بل أيضاً على مستوى البناء الفني والإخراجي. أشاد العديد من النقاد ببراعة المخرج كمال الشيخ في تقديم قصة متشابكة ومعقدة بأسلوب سلس ومحكم، حيث نجح في الحفاظ على عنصري التشويق والجريمة، بينما كان يسلط الضوء على طبقات عميقة من التحليل الاجتماعي والنفسي. أشاروا إلى قدرة الشيخ على خلق توتر بصري ودرامي يجذب المشاهد، ويجعله يتفاعل مع كل تفاصيل القصة وكأنها جزء من واقعه.
كذلك، حظي السيناريو الذي كتبه رفيق الصبان عن قصة فتحي غانم بإشادة واسعة، ووصفه النقاد بالمحكم والذكي، لقدرته على نسج خيوط الجريمة بالخيوط الاجتماعية ببراعة، وتقديم شخصيات ذات أبعاد متعددة تعكس تعقيدات المجتمع. كما أُثني على الأداء التمثيلي المتألق لكل من سعاد حسني ومحمود ياسين، حيث وصف أداء سعاد حسني بالاستثنائي في تجسيد شخصية “تحية” بما تحمله من تناقضات، بينما أبرز أداء محمود ياسين عمق شخصية الصحفي الذي يبحث عن الحقيقة في عالم مليء بالمخاطر. كان إجماع النقاد على أن الفيلم نجح في أن يكون صرخة فنية بوجه الفساد والتدهور الأخلاقي الذي شهده المجتمع المصري في تلك الحقبة.
على الرغم من جرأة الفيلم في طرح قضايا مثل الفساد واستغلال النفوذ، إلا أن النقاد أشاروا إلى أنه قدم هذه القضايا بمسؤولية فنية وأخلاقية، دون الوقوع في فخ المباشرة أو الوعظ. رأوا فيه عملاً فنياً متكاملاً يمزج بين قيمة الرسالة وقيمة الإبداع، مما جعله فيلماً خالداً يستحق الدراسة والاحتفاء به في كل زمان. وقد اتفق غالبية النقاد على أنه يمثل نموذجاً للسينما الهادفة التي لا تتنازل عن مستوى الجودة الفنية، بل تستخدمها لخدمة قضية إنسانية واجتماعية أعمق.
آراء الجمهور: صدى الواقع في قلوب المشاهدين
لا يزال فيلم “على من نطلق الرصاص” يحظى بشعبية كبيرة بين الجمهور المصري والعربي، ويُعتبر من الأعمال الكلاسيكية التي تُعاد مشاهدتها باستمرار على القنوات الفضائية والمنصات الرقمية. تفاعل الجمهور بشكل لافت مع قصة الفيلم وشخصياته، خاصة وأنها تعكس قضايا واقعية ومؤثرة تلامس جوانب من حياتهم وتاريخ بلادهم. الأداء القوي والمقنع لنجوم الفيلم، وخاصة سعاد حسني ومحمود ياسين، ترك انطباعاً عميقاً لدى المشاهدين، الذين رأوا فيهما تجسيداً فنياً لقضاياهم وطموحاتهم.
الفيلم أثار نقاشات واسعة بين أفراد الجمهور حول الفساد، العدالة، والصراع الطبقي، وهي قضايا لا تزال ذات صلة حتى اليوم. كثيرون يرون أن الفيلم كان سابقاً لعصره في طرحه لهذه المشكلات، وأنه قدم تحليلاً دقيقاً لتداعيات الانفتاح الاقتصادي على المجتمع. تعليقات المشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي ومنتديات الأفلام غالباً ما تشيد بجرأة الفيلم ورسالته القوية، بالإضافة إلى قيمته الفنية كعمل درامي مشوق. هذا التفاعل المستمر يؤكد على أن “على من نطلق الرصاص” ليس مجرد فيلم عابر، بل هو جزء من الذاكرة الجمعية، ورمز لقدرة السينما على أن تكون صوتاً معبراً عن آمال وآلام الناس.
يُشير العديد من الجماهير إلى أن الفيلم استطاع أن يمزج بين الترفيه والوعي، مقدمًا قصة بوليسية مشوقة لا تخلو من العمق الفكري. يذكر بعض المشاهدين كيف أثر الفيلم في وعيهم الاجتماعي والسياسي، وكيف جعلوه يفكرون في طبيعة السلطة والمال والعدالة. هذه الاستمرارية في التأثير تعكس قوة الرسالة، وتميز الأداء التمثيلي والإخراجي، مما يجعل الفيلم حاضراً بقوة في الأذهان ويُعاد اكتشافه من قبل الأجيال الجديدة، الذين يجدون فيه انعكاساً لتحديات لا تزال قائمة في مجتمعاتهم.
آخر أخبار أبطال العمل الفني
ترك نجوم فيلم “على من نطلق الرصاص” إرثاً فنياً غنياً يمتد عبر الأجيال، وعلى الرغم من رحيل بعضهم، إلا أن أعمالهم لا تزال خالدة ومؤثرة في وجدان الجمهور العربي. إليكم لمحة عن مسيراتهم بعد هذا العمل المميز:
سعاد حسني: سندريلا الشاشة العربية وأيقونة الفن
بعد “على من نطلق الرصاص”، واصلت سعاد حسني مسيرتها الفنية الأسطورية، مقدمة عشرات الأفلام التي رسخت مكانتها كـ”سندريلا الشاشة العربية”. تنوعت أدوارها بين الكوميديا والدراما والاستعراض، وأثبتت أنها فنانة شاملة بكل معنى الكلمة. أفلام مثل “شفيقة ومتولي”، “أهل القمة”، “الكرنك”، و”حب في الزنزانة” أكدت على موهبتها الفذة وقدرتها على تجسيد أعمق المشاعر الإنسانية. رحيلها المفاجئ في عام 2001 كان صدمة للجميع، لكن إرثها الفني لا يزال حياً ويُلهم الأجيال الجديدة من الممثلين والجمهور.
محمود ياسين: فارس السينما المصرية ومسيرة حافلة
ظل محمود ياسين أحد أبرز نجوم السينما المصرية والعربية لعقود طويلة بعد “على من نطلق الرصاص”. اشتهر بأدواره المتنوعة والقوية التي جمعت بين الرومانسية، الوطنية، والدراما الاجتماعية والنفسية. قدم عشرات الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والمسرحيات، وحصل على العديد من الجوائز والتكريمات عن مجمل أعماله. عُرف بصوته المميز وحضوره الطاغي على الشاشة. استمر في العطاء الفني حتى سنواته الأخيرة، قبل أن توافيه المنية في عام 2020، تاركاً وراءه مكتبة فنية ضخمة لا تقدر بثمن.
كمال الشيخ: رائد الواقعية في السينما المصرية
يُعتبر المخرج كمال الشيخ أحد رواد السينما المصرية، و”على من نطلق الرصاص” هو أحد أيقوناته. استمر في إخراج أعمال سينمائية هامة بعد هذا الفيلم، مؤكداً على بصمته الخاصة في أفلام التشويق والواقعية ذات الأبعاد الاجتماعية والنفسية العميقة. قدم الشيخ أفلاماً لا تُنسى مثل “المستحيل”، “ميرامار”، و”شيء في صدري”، والتي رسخت مكانته كأحد أهم المخرجين في تاريخ السينما العربية. رحل كمال الشيخ في عام 2004، لكن أعماله الفنية لا تزال تُدرس وتُحتفى بها لقيمتها الفنية والفكرية.
أبرز نجوم العمل الآخرين
الفنان صلاح ذو الفقار، الذي قدم دور مراد، ظل قامة فنية كبيرة حتى وفاته عام 1993، وترك بصمات واضحة في السينما المصرية بأدواره المتنوعة. النجمة مديحة كامل استمرت في تقديم أعمال فنية مميزة حتى اعتزالها الفن ووفاتها عام 1997. الفنان عزت العلايلي استمر في مسيرته الفنية الحافلة التي امتدت لعقود، وقدم أدواراً لا تُنسى في السينما والتلفزيون حتى وفاته عام 2021. كل هؤلاء النجوم وغيرهم من طاقم العمل، ساهموا بشكل كبير في إثراء المشهد الفني المصري، وتركوا إرثاً لا يزال يُلهم ويُمتع الأجيال المختلفة، مما يجعل “على من نطلق الرصاص” عملاً خالداً بكل المقاييس.
لماذا يظل فيلم على من نطلق الرصاص تحفة سينمائية خالدة؟
في الختام، يظل فيلم “على من نطلق الرصاص” علامة فارقة في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط لكونه عملاً فنياً متكاملاً يجمع بين الإخراج المتقن والأداء التمثيلي البارع والسيناريو المحكم، بل لأنه أيضاً وثيقة تاريخية واجتماعية تعكس بصدق وواقعية مرحلة حساسة من تاريخ مصر. لقد نجح الفيلم ببراعة في تسليط الضوء على قضايا الفساد والصراع الطبقي وتأثير التغيرات الاقتصادية على القيم الإنسانية، بطريقة جريئة وعميقة، مما جعله يتردد صداه في قلوب وعقول المشاهدين جيلاً بعد جيل. إن قدرته على البقاء حاضراً في الذاكرة الجماعية، واستمرارية مشاهدته وإثارة النقاشات حوله، تؤكد على قوته الفنية ورسالته الخالدة. إنه دليل دامغ على أن الفن الحقيقي هو الذي يعكس الواقع بصدق، ويطرح الأسئلة الصعبة، ويساهم في تشكيل الوعي الجمعي، ليظل “على من نطلق الرصاص” تحفة سينمائية لا تخفت بريقها مع مرور الزمن.