فيلم يوم للستات
سنة الإنتاج: 2016
عدد الأجزاء: 1
المدة: 98 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: مصر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
إلهام شاهين، نيللي كريم، محمود حميدة، أحمد الفيشاوي، فاروق الفيشاوي، إياد نصار، هالة صدقي، ناهد السباعي، أحمد داود، سلوى خطاب.
الإخراج: كاملة أبو ذكري
الإنتاج: إلهام شاهين
التأليف: هناء عطية
فيلم يوم للستات: حكايات من قلب حمام شعبي
عندما تتجلى تفاصيل الحياة في مكان واحد
يُعد فيلم “يوم للستات”، الصادر عام 2016، تحفة سينمائية مصرية تكسر الحواجز وتغوص في أعماق النفس البشرية من خلال رصد دقيق لحياة مجموعة من النساء داخل حمام شعبي في حي شعبي بالقاهرة. الفيلم، من إخراج المبدعة كاملة أبو ذكري، وتأليف هناء عطية، ليس مجرد قصة عن النساء، بل هو مرآة تعكس هموم المجتمع وتحدياته، وتلقي الضوء على قضايا الطبقة الكادحة، العلاقات الأسرية، والأحلام المجهضة والمشروعة. إنه عمل فني يجمع بين الدراما الاجتماعية العميقة واللمسات الكوميدية التي تخفف من حدة الواقع، مقدماً تجربة مشاهدة غنية بالمشاعر والأفكار.
قصة العمل الفني: صراع الطبقات وكشف المسكوت عنه
تدور أحداث فيلم “يوم للستات” حول افتتاح حمام سباحة جديد مخصص للنساء فقط في أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة. يصبح هذا الحمام ملاذاً آمناً لهن، ومكاناً فريداً تتكشف فيه تفاصيل حياتهن اليومية وأسرارهن بعيداً عن أعين الرجال وقيود المجتمع. الفيلم يتبع قصصاً متقاطعة لعدد من النساء من خلفيات اجتماعية مختلفة، كل منهن تأتي إلى الحمام محمّلة بهمومها وأحلامها، وتتفاعل مع الأخريات في بيئة تسمح لهن بالحديث بحرية.
الشخصيات الرئيسية تمثل شرائح متنوعة من المجتمع المصري. نجد “فوزية” (إلهام شاهين) مديرة الحمام التي تسعى للحفاظ عليه رغم تحدياتها الشخصية والمهنية. “ليلى” (نيللي كريم) الراقصة التي تحاول التغلب على ماضيها. “عزة” (ناهد السباعي) الشابة التي تبحث عن فرصة عمل وتواجه تحديات الفقر. بالإضافة إلى نماذج أخرى من النساء، كل منهن تعاني من ضغوط مختلفة، سواء كانت عائلية، اقتصادية، أو اجتماعية، مما يرسم لوحة واقعية عن التنوع داخل المجتمع.
يُقدم الفيلم الحمام كرمز لمساحة حرة حيث يمكن للنساء أن يتجردن من قيودهن، ويتبادلن الأحاديث، ويشاركن همومهن وعواطفهن. داخل هذا الحيز المائي، تتكشف قصص حب، خيانة، صداقة، كفاح، ويأس، لتعكس صورة شاملة لمجتمع يعج بالتناقضات. الفيلم لا يكتفي بعرض المشاكل، بل يقدم أيضاً لمحات من التضامن النسائي والدعم المتبادل بين بطلاته، مما يضفي بعداً إنسانياً عميقاً على العمل.
تتخلل الأحداث مواقف كوميدية ومأساوية، تعكس طبيعة الحياة. يسلط الضوء على العلاقة بين الرجال والنساء في هذا المجتمع، وكيف أن وجود الحمام كـ “يوم للستات” يخلق مساحة خاصة تبرز تفاصيل لم تكن لتظهر في أماكن أخرى. يتطور السرد ليُظهر كيف تتحول هذه المساحة من مجرد حمام سباحة إلى مسرح للحياة، حيث تتقاطع المصائر وتتشابك القصص، وتظهر قضايا الطبقات الاجتماعية والصراع من أجل البقاء، والتوق إلى التغيير والحرية.
أبطال العمل الفني: كوكبة من النجوم وأداء استثنائي
قدم طاقم عمل فيلم “يوم للستات” أداءً مبهراً، حيث اجتمعت كوكبة من كبار النجوم مع مواهب شابة، مما أثرى العمل الفني ومنحه عمقاً وواقعية. كل ممثل أضفى على شخصيته لمسة فريدة، مما جعل المشاهد يتعايش مع كل قصة على حدة، ويشعر بصدق المشاعر التي تعبر عنها الشخصيات. هذا التناغم بين الأجيال المختلفة من الفنانين كان أحد أسرار نجاح الفيلم.
طاقم التمثيل الرئيسي
تألقت الفنانة إلهام شاهين في دور “فوزية”، مقدمة أداءً قوياً يعكس شخصية المرأة الكادحة المسؤولة، كما أدت نيللي كريم دور “ليلى” الراقصة ببراعة، مجسدة التناقضات الداخلية للشخصية. وشارك من النجوم الكبار محمود حميدة وفاروق الفيشاوي، اللذان أضافا ثقلاً فنياً للعمل بأدوارهما المؤثرة. كما تميز أداء إياد نصار، أحمد الفيشاوي، وهالة صدقي، وناهد السباعي التي قدمت دوراً مؤثراً، وأحمد داود وسلوى خطاب، الذين أثبتوا قدرتهم على تجسيد شخصيات مركبة وواقعية. أسماء الممثلين: إلهام شاهين، نيللي كريم، محمود حميدة، أحمد الفيشاوي، فاروق الفيشاوي، إياد نصار، هالة صدقي، ناهد السباعي، أحمد داود، سلوى خطاب.
فريق الإخراج والإنتاج
أخرجت الفيلم المخرجة المتميزة كاملة أبو ذكري، والتي اشتهرت بأعمالها التي تتناول قضايا المرأة والمجتمع بعمق وجرأة، ونجحت في قيادة فريق العمل لتقديم رؤية فنية متكاملة. قامت بكتابة السيناريو المبدعة هناء عطية، التي نسجت خيوط القصص المتشابكة ببراعة وحساسية. أما الإنتاج، فقد قامت به الفنانة الكبيرة إلهام شاهين بنفسها، في خطوة جريئة ومحسوبة أكدت على إيمانها بالعمل الفني ورسالته. هذا التعاون بين كوكبة من الأسماء المتميزة في الإخراج والكتابة والإنتاج كان له الأثر الأكبر في إخراج فيلم بهذه الجودة والعمق الفني.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
حظي فيلم “يوم للستات” باستقبال نقدي وجماهيري جيد، خاصة على الصعيد المحلي والعربي، كما شارك في العديد من المهرجانات الدولية محققاً حضوراً لافتاً. على منصات التقييم العالمية مثل IMDb، حصل الفيلم على تقييمات تراوحت بين 6.8 و 7.2 من أصل 10، وهو معدل جيد جداً لفيلم درامي اجتماعي عربي، ويعكس قبوله من قبل شريحة واسعة من المشاهدين حول العالم ممن اطلعوا عليه. هذا التقييم يعكس جودة العمل الفني وقدرته على تجاوز الحواجز الثقافية في طرح قضاياه الإنسانية.
على الصعيد المحلي والعربي، نال الفيلم إشادات واسعة من النقاد والجمهور على حد سواء. تم تداوله بشكل كبير في المنتديات الفنية والمدونات المتخصصة، التي ركزت على واقعية الفيلم وجرأته في تناول قضايا المرأة المصرية في بيئة شعبية. منصات البث العربية وخدمات الفيديو عند الطلب ساهمت في وصول الفيلم إلى قاعدة جماهيرية أوسع، مما زاد من شعبيته وأكد على أهميته كعمل فني يناقش قضايا مجتمعية بصدق. مشاركة الفيلم في مهرجانات دولية مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان دبي السينمائي الدولي، وحصوله على جوائز وتقديرات، عززت من مكانته الفنية العالمية، ووضعته ضمن قائمة الأعمال السينمائية العربية الهامة التي تستحق المشاهدة والتقدير.
آراء النقاد: عمق فني ورسالة اجتماعية
أجمع النقاد على أن فيلم “يوم للستات” يمثل إضافة نوعية للسينما المصرية، وأنه استطاع ببراعة تقديم معالجة سينمائية عميقة لقضايا المرأة والمجتمع في بيئة الحمام الشعبي. أشادوا بشكل خاص بقدرة المخرجة كاملة أبو ذكري على بناء عالم درامي متكامل، يجمع بين الجرأة في الطرح والرقة في التفاصيل، وإدارة ممثلين بهذه الكوكبة من النجوم الكبار والمواهب الشابة، مما أسفر عن أداء تمثيلي متناغم ومقنع للغاية. كما نوهوا إلى السيناريو المحكم لهناء عطية الذي نجح في نسج قصص متعددة ومتشابكة، دون أن يفقد الفيلم تركيزه أو رسالته الأساسية.
ركزت العديد من التحليلات النقدية على الرمزية العميقة للحمام كمكان للتطهر والاعتراف بالذات، ومساحة آمنة تتجرد فيها النساء من أقنعتهن الاجتماعية ليكشفن عن حقيقتهن. كما أثنى النقاد على الكيمياء بين فريق التمثيل، خاصة بين إلهام شاهين ونيللي كريم، وقدرتهما على إبراز أبعاد شخصياتهما المعقدة. على الرغم من بعض الملاحظات البسيطة حول إيقاع الفيلم أو بعض التفاصيل الثانوية، إلا أن الإجماع النقدي كان إيجابياً للغاية، مؤكداً أن الفيلم ليس مجرد عمل ترفيهي، بل هو وثيقة فنية واجتماعية تثير التفكير وتدعو إلى النقاش حول واقع المرأة في المجتمع.
آراء الجمهور: أصداء الواقع في قلوب المشاهدين
لقي فيلم “يوم للستات” ترحيباً واسعاً من الجمهور المصري والعربي، خاصةً مع فئات النساء اللاتي وجدن في الفيلم صدى لواقعهن وتجاربهن اليومية. تفاعل المشاهدون بشكل كبير مع القضايا التي طرحها الفيلم، مثل مشاكل الزواج، الأمومة، البحث عن العمل، والعلاقات الأسرية، معتبرين أن الفيلم يعكس بصدق وبدون تجميل حياة الكثيرين في الأحياء الشعبية. الأداء التلقائي والمؤثر للممثلين كان محل إشادة كبيرة من الجمهور، الذي شعر بالتعاطف الشديد مع الشخصيات المختلفة.
عبّر العديد من المشاهدين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات عن إعجابهم بالجرأة في تناول موضوع الحمام الشعبي كخلفية لقصص درامية عميقة، حيث رأوا فيه فرصة للغوص في عوالم خفية لم يتم تناولها بشكل كافٍ في السينما من قبل. كما أثنى الجمهور على الرسالة الإيجابية التي يحملها الفيلم حول التضامن النسائي وأهمية الدعم المتبادل بين النساء في مواجهة التحديات. “يوم للستات” لم يكن مجرد فيلم يشاهدونه، بل تجربة سينمائية لامست مشاعرهم، وفتحت آفاقاً للنقاش حول قضايا تهمهم، مما جعله فيلماً حاضراً في ذاكرة المشاهدين لوقت طويل بعد عرضه.
آخر أخبار أبطال العمل الفني
يواصل نجوم فيلم “يوم للستات” مسيرتهم الفنية الحافلة بالإنجازات، حيث يقدمون أعمالاً متنوعة تثري الساحة الفنية المصرية والعربية باستمرار:
إلهام شاهين
تظل الفنانة القديرة إلهام شاهين أيقونة في عالم التمثيل والإنتاج. بعد “يوم للستات”، واصلت تقديم أدوار جريئة ومؤثرة في الدراما التلفزيونية والسينما، مؤكدة على مكانتها كإحدى أهم نجمات جيلها. تشتهر باختياراتها الفنية الانتقائية التي تحمل رسائل اجتماعية عميقة، وتستمر في دعم المواهب والمشاريع السينمائية الهادفة، مما يجعلها شخصية مؤثرة في الصناعة.
نيللي كريم
رسخت نيللي كريم مكانتها كنجمة دراما رمضان بلا منازع. بعد “يوم للستات”، قدمت عدة مسلسلات حققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً، واشتهرت بأدوارها التي تتناول قضايا المرأة بشكل جريء وواقعي. تميزت بتنوع أدوارها بين الدراما النفسية والاجتماعية، وتعد من أبرز الوجوه النسائية في السينما والتلفزيون المصري حالياً، ولها مشاريع فنية قادمة ينتظرها الجمهور بشغف كبير.
محمود حميدة
يظل الفنان القدير محمود حميدة من أبرز الممثلين في الساحة الفنية، والمعروف باختياراته المتميزة للأدوار التي يجسدها بعمق واحترافية. بعد “يوم للستات”، استمر في تقديم أعمال سينمائية وتلفزيونية قوية، يضيف فيها لمسته الفنية الخاصة التي تميزه، ويحقق بها حضوراً لافتاً في كل عمل يشارك فيه. هو أيقونة فنية لا تزال تبهر الجمهور بأدائها المتقن وتأثيره الفني.
باقي النجوم
الفنان أحمد الفيشاوي يواصل مسيرته الفنية المتنوعة بين السينما والتلفزيون، مع حرصه على تقديم أدوار مختلفة وجريئة. الراحل فاروق الفيشاوي ترك إرثاً فنياً عظيماً ولا تزال أعماله حاضرة في الذاكرة. إياد نصار، الفنان الأردني الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من المشهد الفني المصري، يواصل تألقه في أدوار معقدة ومميزة. هالة صدقي، ناهد السباعي، أحمد داود، وسلوى خطاب، جميعهم يثرون الساحة الفنية المصرية بمشاركاتهم المتنوعة في أعمال درامية وسينمائية، كل في مجاله، ويؤكدون على استمرار عطائهم الفني، مما يجعلهم من الأعمدة الأساسية للسينما والدراما العربية.
لماذا لا يزال فيلم يوم للستات حاضراً في الذاكرة؟
في الختام، يُعد فيلم “يوم للستات” أكثر من مجرد قصة سينمائية؛ إنه مرآة عاكسة لواقع مجتمعي، يحتفي بالمرأة ويناقش قضاياها بصدق وعمق. بفضل الإخراج المتقن، والسيناريو المحكم، والأداء الاستثنائي لكوكبة من النجوم، استطاع الفيلم أن يترك بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية والعربية. لقد كشف عن جوانب من حياة النساء لم يتم استكشافها بالقدر الكافي من قبل، وقدم مساحة للتأمل في مفاهيم الصداقة، الدعم، الحرية، والتحديات اليومية. يظل الفيلم حاضراً في الذاكرة لأنه يلامس الوجدان، ويطرح أسئلة مهمة، ويقدم رؤية فنية راقية لموضوعات اجتماعية حساسة، مؤكداً على أن السينما الحقيقية هي تلك التي تعكس الواقع وتلهم الأجيال.
