فيلم على سطح دمشق

سنة الإنتاج: 2017
عدد الأجزاء: 1
المدة: 100 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: سوريا
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
كندة حنا، وائل زيدان، لمى الحكيم، روعة السعدي، شادي مخلوف، وفاء موصللي، لينا حوارنة، ميريانا المعلولي، أمانة والي، غسان عزب.
الإخراج: المهند كلثوم
الإنتاج: المؤسسة العامة للسينما
التأليف: سمر زكريا، المهند كلثوم
فيلم على سطح دمشق: أصوات من قلب الأزمة السورية
قصص الصمود والأمل في ظلال حرب لا تنتهي
يُعد فيلم “على سطح دمشق” الصادر عام 2017، نافذة سينمائية جريئة على الواقع السوري المعقد في سنوات الحرب، مقدماً رؤية عميقة لحياة الشباب في العاصمة دمشق. يمزج الفيلم ببراعة بين الدراما الاجتماعية والتراجيديا الإنسانية، مسلطاً الضوء على التحديات اليومية، الصراعات الداخلية، والأحلام المجهضة التي يعيشها جيل كامل تحت وطأة الظروف الاستثنائية. إنه ليس مجرد عمل فني يروي قصصاً، بل هو شهادة بصرية على مرونة الروح البشرية وقدرتها على التشبث بالأمل حتى في أحلك الظروف، معبراً عن صوت جيل يحاول بناء مستقبله على الرغم من أنقاض الحاضر.
قصة العمل الفني: دمشق، مدينة الأحلام الممزقة
يتناول فيلم “على سطح دمشق” قضايا متعددة من خلال مجموعة من الشخصيات التي تجسد شرائح مختلفة من المجتمع السوري، وتحديداً الشباب، في قلب مدينة دمشق التي تتغير ملامحها بفعل الحرب. يركز العمل على محاولة هؤلاء الشباب التشبث بالحياة الطبيعية وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم رغم القصف اليومي، فقدان الأحبة، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. الفيلم يصور كيف تتفاعل هذه الشخصيات مع محيطها، وكيف تتأثر علاقاتهم بالصداقة والحب والأمل واليأس في ظل ظروف قاسية لم يعتادوا عليها.
لا يقدم الفيلم صورة سطحية للواقع، بل يتعمق في تفاصيل الحياة اليومية، من طوابير الخبز والمحروقات، إلى الخوف من القذائف العشوائية، مروراً بالبحث عن فرص عمل أو طريق للهجرة. تتشابك قصص الحب والخيانة، الصداقة والتضحية، والبحث عن الذات والهوية في خضم الفوضى. يعكس العمل بصدق معاناة الأسر السورية وتفككها، وتأثير النزوح والتهجير على النسيج الاجتماعي، مع إبراز الجانب الإنساني في كل موقف، وكيف يحاول الأفراد الحفاظ على كرامتهم وانسانيتهم.
من أبرز المواضيع التي يتناولها الفيلم هي قصة شاب وفتاة يحاولان بناء مستقبلهما المشترك والزواج، لكن الظروف القاهرة تقف حائلاً دون تحقيق أحلامهما البسيطة. كما يعرج على قصص أخرى لشباب يجدون في الفن أو المقاومة أو حتى السخرية السوداء، ملاذاً للهروب من قسوة الواقع. يبرز الفيلم بشكل خاص قدرة الدمشقيين على التكيف والصمود، وإصرارهم على الاستمرار في الحياة رغم كل شيء، مؤكداً على أن الحياة تستمر حتى على سطح دمشق، بين الأنقاض والدخان.
يُظهر الفيلم كيف تتأثر العلاقات الإنسانية بالضغط النفسي والاقتصادي، حيث تكشف الأزمات عن معادن الناس الحقيقية. بعض الشخصيات تظهر صموداً وبطولة يومية غير مرئية، بينما ينهار البعض الآخر تحت وطأة الظروف. “على سطح دمشق” ليس فيلماً عن الحرب فقط، بل هو عن الإنسان في الحرب؛ كيف ينجو، كيف يحب، كيف يحلم، وكيف يجد معنى للحياة في أكثر الأوقات عبثية. إنه عمل يسبر أغوار النفس البشرية في مواجهة محنة تاريخية.
أبطال العمل الفني: مواهب تجسد الواقع السوري
طاقم التمثيل الرئيسي
تألقت الفنانة كندة حنا في دور محوري، مقدمة أداءً مليئاً بالمشاعر يلامس قلوب المشاهدين، حيث جسدت شخصية فتاة سورية تواجه تحديات الحياة والأمل. إلى جانبها، قدم الفنان وائل زيدان دوراً قوياً يعكس الصراعات الداخلية والخارجية التي يعيشها الشباب في دمشق. وشاركت أيضاً لمى الحكيم، روعة السعدي، وشادي مخلوف، وكل منهم أضاف بعداً مميزاً لقصص الفيلم المتشابكة. هذه الوجوه الشابة، إلى جانب خبرة فنانين مخضرمين مثل وفاء موصللي ولينا حوارنة، أضفت على العمل مزيجاً فريداً من الحيوية والعمق.
ساهم في العمل كذلك الفنانون ميريانا المعلولي، أمانة والي، وغسان عزب، وغيرهم من الممثلين الذين أدوا أدواراً مساندة لكنها حيوية، مما يعكس التنوع في التركيبة الاجتماعية والشخصيات التي تسعى للنجاة والصمود. تميز الأداء الجماعي بالتناغم، حيث استطاع الممثلون تجسيد المعاناة اليومية والأمل الكامن في نفوس السوريين، مما جعل الفيلم أقرب إلى الوثيقة الإنسانية منه إلى مجرد عمل درامي.
فريق الإخراج والإنتاج
قام بإخراج الفيلم المخرج السوري الموهوب المهند كلثوم، الذي عرف عنه اهتمامه بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. استطاع كلثوم أن يقدم رؤية فنية متكاملة للفيلم، محولاً السيناريو المعقد إلى عمل بصري مؤثر يجذب المشاهد. تميز إخراجه بالواقعية والتركيز على التفاصيل التي تعكس الأجواء السورية بدقة، مع الحفاظ على إيقاع درامي مشوق. أما التأليف، فكان بالتعاون بين المخرج المهند كلثوم والكاتبة سمر زكريا، اللذين نجحا في صياغة نص يعج بالحياة والمشاعر، ويعكس نبض الشارع الدمشقي.
الإنتاج جاء من المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وهي جهة داعمة للسينما السورية الهادفة التي تسعى لتوثيق الواقع ونقل الصوت السوري للعالم. لقد وفر الإنتاج الدعم اللازم لتقديم عمل فني بجودة عالية نسبياً في ظل الظروف الصعبة، مما أتاح للفريق الإبداعي فرصة كبيرة لتحقيق رؤيته الفنية وتقديم فيلم يعبر عن هموم الناس وآمالهم بصدق وشفافية.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
لم يحظ فيلم “على سطح دمشق” بانتشار عالمي واسع النطاق مقارنة بالأفلام الهوليوودية أو الأوروبية الكبرى، إلا أنه نال تقديراً ملحوظاً ضمن الأوساط السينمائية العربية والمهرجانات المتخصصة. على منصات مثل IMDb، غالباً ما تتراوح تقييماته بين 6.5 إلى 7.0 من أصل 10، وهو معدل جيد جداً لفيلم درامي عربي يتناول قضايا حساسة ومحلية. يعكس هذا التقييم إعجاب المشاهدين والنقاد بقدرة الفيلم على سرد قصص مؤثرة وواقعية، والتقاط جوهر التجربة السورية.
على الصعيد المحلي والعربي، حظي الفيلم باهتمام كبير، وشارك في عدد من المهرجانات السينمائية مثل مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط. الإشادات ركزت على جرأة الطرح وعمق المعالجة الفنية لواقع الحرب وتأثيراتها الإنسانية. كما تم تداوله بشكل واسع عبر المنصات المحلية والقنوات التلفزيونية العربية المهتمة بالأفلام ذات الرسائل الاجتماعية، مما يؤكد على وصوله إلى جمهوره المستهدف وتأثيره في الوعي الجمعي العربي.
آراء النقاد: نظرة متوازنة بين الإشادة والتحفظ
تباينت آراء النقاد حول فيلم “على سطح دمشق” بين إشادة واسعة وقليلاً من التحفظات، لكن الإجماع العام كان يميل نحو تقدير أهميته كعمل فني يوثق مرحلة تاريخية فارقة. أشاد العديد من النقاد بالجرأة والشجاعة التي تميز بها الفيلم في طرح قضايا الحرب وتأثيراتها الإنسانية بشكل مباشر وصادق، دون تجميل أو مبالغة. نوهوا إلى الأداء التلقائي والمقنع لطاقم الممثلين، خاصة الوجوه الشابة، التي استطاعت أن تنقل عمق المشاعر الإنسانية، من ألم الفقد إلى بصيص الأمل، بصدق مؤثر.
أثنى النقاد على رؤية المخرج المهند كلثوم في إدارة فريق العمل وتقديم صورة بصرية مؤثرة تعكس واقع دمشق المدمرة والمقاومة. اعتبروا الفيلم وثيقة بصرية مهمة للأجيال القادمة، تلقي الضوء على معاناة الشعب السوري وصموده. بعض النقاد أشاروا إلى أن الفيلم قد يكون قاسياً في بعض مشاهده، أو أن الحبكة الدرامية قد تكون متقطعة بعض الشيء بسبب تعدد القصص، لكنهم اتفقوا على أن هذه التفاصيل لا تقلل من القيمة الفنية والرسالة الإنسانية العميقة التي يحملها العمل، مؤكدين على أنه يمثل إضافة نوعية للسينما السورية المعاصرة.
آراء الجمهور: قصة من كل بيت سوري
لاقى فيلم “على سطح دمشق” صدى واسعاً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور، خاصة داخل سوريا وبين الجاليات السورية في المهجر. شعر الكثيرون أن الفيلم يعبر عن قصصهم وتجاربهم الشخصية أو تجارب من يعرفونهم، مما جعله عملاً فنياً يلامس الوجدان. أشاد الجمهور بواقعية الأحداث والشخصيات، وأكدوا أن الفيلم نجح في نقل الأجواء العامة في دمشق خلال سنوات الحرب بكل تفاصيلها القاسية والإنسانية.
تفاعل المشاهدون بشكل خاص مع الأداء العفوي والمؤثر للممثلين، وشعروا بالتعاطف العميق مع صراعات الشخصيات ومحاولاتها اليومية للبقاء والتشبث بالأمل. أثار الفيلم نقاشات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الفنية حول قضايا الصمود، الأمل، فقدان الشباب، وتأثير الحرب على النسيج الاجتماعي. هذا التفاعل الجماهيري يؤكد على أن “على سطح دمشق” لم يكن مجرد فيلم يشاهد، بل تجربة سينمائية عاشها الكثيرون، ورأوا فيها مرآة صادقة لواقعهم المرير، ولكنه واقع مليء أيضاً بالإصرار على الحياة.
آخر أخبار أبطال العمل الفني
كندة حنا
تعد كندة حنا من أبرز نجمات الدراما السورية، وقد رسخت مكانتها بعد “على سطح دمشق” في العديد من الأعمال التلفزيونية التي حققت نسب مشاهدة عالية. تتميز كندة بقدرتها على تقديم أدوار متنوعة ومعقدة، سواء في الدراما الاجتماعية أو التاريخية أو الكوميدية، مما يؤكد على مرونة موهبتها. تواصل اختيار مشاريع فنية ذات قيمة تضيف إلى رصيدها الفني وتزيد من شعبيتها الواسعة في الوطن العربي.
وائل زيدان
يعد وائل زيدان من الوجوه الشابة الواعدة في الدراما السورية، وقد استمر في تقديم أدوار مميزة بعد مشاركته في “على سطح دمشق”. يظهر وائل باستمرار في الأعمال التلفزيونية السورية، ويقدم أداءً يتسم بالصدق والعمق، مما يجعله خياراً مفضلاً للمخرجين في تجسيد شخصيات تحمل أبعاداً نفسية واجتماعية. مسيرته الفنية في صعود مستمر، وهو يثبت يوماً بعد يوم أنه موهبة تستحق المتابعة.
لمى الحكيم، روعة السعدي، شادي مخلوف
استمرت الفنانة لمى الحكيم في تقديم أدوار لافتة في الدراما السورية، مؤكدة على موهبتها وحضورها القوي. أما روعة السعدي، فواصلت مسيرتها الفنية بنجاح، وتشارك في أعمال متنوعة تبرز قدراتها التمثيلية المتجددة. ويعد شادي مخلوف من الفنانين الذين يثبتون أنفسهم تدريجياً في الساحة الفنية، حيث يقدم أدواراً تضيف لخبرته وتجعله جزءاً لا يتجزأ من المشهد الفني السوري المعاصر. هؤلاء النجوم الشباب يمثلون مستقبل الدراما السورية، ويواصلون العمل بجد لإثراء الساحة الفنية.
الفنانون المخضرمون وباقي الوجوه
الفنانون المخضرمون أمثال وفاء موصللي ولينا حوارنة، الذين أضافوا ثقلاً للعمل بـ “على سطح دمشق”، يواصلون إثراء الدراما السورية بحضورهم المميز وخبرتهم الطويلة، فهم ركائز أساسية في أي عمل فني سوري. كما يواصل باقي طاقم العمل من الفنانين الشباب مثل ميريانا المعلولي، أمانة والي، وغسان عزب، وغيرهم، المشاركة في أعمال فنية متنوعة، سواء في التلفزيون أو السينما، كلٌ في مجاله. هذا التنوع والنشاط المستمر يؤكد على حيوية المشهد الفني السوري، وعلى استمرارية العطاء الفني من قبل كوكبة من النجوم الذين ساهموا في جعل “على سطح دمشق” عملاً فنياً لا يُنسى.
خاتمة: “على سطح دمشق” – رسالة صمود وأمل
في الختام، يظل فيلم “على سطح دمشق” علامة فارقة في السينما السورية، ليس فقط لجرأته في تناول واقع الحرب بتفاصيله القاسية، بل لقدرته على إبراز الروح الإنسانية الصامدة في وجه المحن. لقد نجح الفيلم في نقل قصص الأفراد، وتطلعات الشباب، ومعاناتهم اليومية، ليسرد بذلك حكاية وطن بأكمله. إنه عمل فني مؤثر، يمزج بين الواقعية المؤلمة وبين بصيص الأمل الذي لا ينطفئ.
لقد أثر الفيلم في وجدان الجمهور والنقاد على حد سواء، وفتح باباً للحوار حول تحديات الشباب السوري وقدرتهم على التكيف والإبداع حتى في أصعب الظروف. “على سطح دمشق” ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو دعوة للتفكير في معنى الصمود، وأهمية التشبث بالحياة والأحلام، مهما كانت الظروف قاسية. يظل هذا الفيلم دليلاً على أن الفن قادر على أن يكون مرآة تعكس الواقع، وصوتاً يوصل رسالة الأمل من قلب المعاناة.