فيلم إسكندرية ليه

سنة الإنتاج: 1979
عدد الأجزاء: 1 (الجزء الأول من ثلاثية الإسكندرية)
المدة: 132 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: مصر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
نجمة فتحي، فريد شوقي، عزت العلايلي، يوسف شاهين، محمود المليجي، أحمد زكي، نيللي، صلاح السعدني، يسرا، محسن محي الدين، ماريان فاكس، مايكل بالمر، وستيفانو كامبانا، وعدد كبير من الوجوه الأخرى.
الإخراج: يوسف شاهين
الإنتاج: مصر العالمية للسينما، جابرييل كاتزكا
التأليف: يوسف شاهين
فيلم إسكندرية ليه؟: حكاية مدينة وحلم فنان
ملحمة يوسف شاهين الشخصية في زمن الحرب
يُعد فيلم “إسكندرية ليه؟” الصادر عام 1979، تحفة سينمائية للمخرج المصري العالمي يوسف شاهين، ومزيجاً فريداً من الدراما والموسيقى والتاريخ. يأخذنا الفيلم في رحلة إلى الإسكندرية خلال الحرب العالمية الثانية، مُسلّطاً الضوء على فترة حاسمة في حياة المدينة وشخصية شاهين نفسه. يروي العمل قصة يحيى، الشاب الطموح الذي يحلم بالسفر لدراسة الإخراج المسرحي في أمريكا، وسط أجواء الحرب العالمية الثانية التي تلقي بظلالها على الحياة اليومية للعرب والأجانب في الإسكندرية. يعكس الفيلم ببراعة التناقضات الثقافية والاجتماعية في تلك الحقبة، ويقدم رؤية عميقة لتكوين شخصية الفنان.
قصة العمل الفني: صراع الهوية والوطن في زمن الحرب
تدور أحداث فيلم “إسكندرية ليه؟” خلال فترة الحرب العالمية الثانية في مدينة الإسكندرية الساحرة، والتي كانت آنذاك ملتقى للعديد من الجنسيات والثقافات. يتابع الفيلم قصة يحيى (الذي يجسد شخصية يوسف شاهين نفسه في شبابه)، وهو شاب مصري موهوب يحلم بالسفر إلى الولايات المتحدة لدراسة فن الإخراج المسرحي. تتشابك أحلام يحيى الشخصية مع الأحداث السياسية والاجتماعية المضطربة التي تمر بها مصر والعالم، حيث تتزايد التوترات بسبب وجود القوات البريطانية والأمريكية، وتصاعد المشاعر الوطنية والمناهضة للاستعمار.
الفيلم لا يركز فقط على قصة يحيى، بل يتناول أيضاً قصصاً متعددة لشخصيات مختلفة تعيش في الإسكندرية، مثل عائلة ثرية تؤيد الوجود البريطاني، وعائلة أخرى تناضل من أجل الاستقلال، بالإضافة إلى الجنود الأجانب الذين يتفاعلون مع المجتمع المصري. هذا التنوع في الشخصيات يمنح الفيلم عمقاً اجتماعياً كبيراً، ويُظهر كيف أن الحرب لا تؤثر فقط على الجبهات، بل على النسيج الاجتماعي والعلاقات الإنسانية. يتم تقديم هذه القصص من خلال مزيج فريد من الدراما الواقعية والعناصر الموسيقية الاستعراضية التي تميز أسلوب يوسف شاهين.
يُعد “إسكندرية ليه؟” جزءاً مهماً من ثلاثية الإسكندرية شبه السير ذاتية للمخرج يوسف شاهين، والتي تضم أيضاً فيلمي “حدوتة مصرية” و”إسكندرية كمان وكمان”. يستكشف الفيلم بعمق موضوعات الهوية، الوطنية، الصداقة، والحب في زمن الأزمات. كما يتطرق إلى قضايا التعليم الفني وأهمية الفن في مواجهة القهر والاضطهاد. يعرض شاهين ببراعة كيف أن الأحلام الشخصية يمكن أن تتشكل وتتأثر بالظروف التاريخية المحيطة، وكيف أن الفن يصبح ملاذاً للتعبير عن الذات ومواجهة التحديات. إنه عمل فني يعكس فترة تاريخية مهمة من خلال عيون فنان شاب طموح.
تتخلل أحداث الفيلم العديد من المشاهد الموسيقية والرقصات التي تضفي عليه طابعاً فريداً ومبهجاً، على الرغم من قسوة الظروف التي يعرضها. يعكس هذا الأسلوب الفني رؤية شاهين في أن الحياة تستمر والفن يزهر حتى في أحلك الظروف. يبرز الفيلم أيضاً التنوع الديني والثقافي الذي كان يميز الإسكندرية آنذاك، وكيف كان التعايش بين مختلف الطوائف والجنسيات أمراً طبيعياً. يُعتبر “إسكندرية ليه؟” ليس فقط وثيقة سينمائية عن فترة تاريخية، بل أيضاً شهادة على الإرادة الإنسانية في تحقيق الأحلام ومواجهة التحديات مهما بلغت صعوبتها.
أبطال العمل الفني: كوكبة من عمالقة السينما المصرية
اجتمع في فيلم “إسكندرية ليه؟” كوكبة من ألمع نجوم السينما المصرية في أوج عطائهم، بالإضافة إلى ظهور المخرج يوسف شاهين بنفسه في دور “يحيى” الذي يمثل شخصيته الشابة. قدم كل فنان أداءً متقناً أثرى الفيلم وأضاف إلى عمقه الدرامي، مما جعل العمل أيقونة في تاريخ السينما العربية. إليك أبرز المساهمين في هذا العمل الخالد:
طاقم التمثيل الرئيسي
تألق في الفيلم نخبة من كبار النجوم: نجمة فتحي، فريد شوقي، عزت العلايلي، محمود المليجي، أحمد زكي، نيللي، صلاح السعدني، ويسرا. كل منهم أضاف لمسة خاصة لشخصيته، وأثرى المشهد السينمائي بأدائه المميز. لعبت نجمة فتحي دور الفتاة التي تقع في حب يحيى، فيما جسد فريد شوقي شخصية مؤثرة تعكس الصراعات الاجتماعية. أما أحمد زكي، فقدم أداءً لافتاً في دور ثانوي لكنه ترك بصمة واضحة، مما أثبت موهبته المبكرة. كما قدم المخرج يوسف شاهين أداءً مقنعاً لشخصية يحيى، مضيفاً بعداً شخصياً للفيلم. شارك أيضاً في الفيلم عدد من الوجوه الشابة آنذاك منهم محسن محي الدين الذي قدم دوراً مهماً، بالإضافة إلى ممثلين أجانب مثل ماريان فاكس ومايكل بالمر وستيفانو كامبانا، مما عكس التنوع الثقافي للمدينة.
فريق الإخراج والإنتاج والتأليف
المخرج: يوسف شاهين. المؤلف: يوسف شاهين. المنتج: مصر العالمية للسينما (شركة يوسف شاهين)، بالاشتراك مع جابرييل كاتزكا. يوسف شاهين، الذي كتب الفيلم وأخرجه وشارك في تمثيله، كان هو العقل المدبر وراء هذا العمل العبقري. رؤيته الفنية الفريدة وقدرته على مزج السيرة الذاتية بالتاريخ والدراما والموسيقى هي ما صنعت هذا الفيلم. دعمته شركة “مصر العالمية للسينما” التي أسسها، مما منحه الحرية الإبداعية الكاملة لتقديم رؤيته دون قيود. هذا التآزر بين التأليف والإخراج والإنتاج ضمن رؤية واحدة نتج عنه عمل سينمائي فريد ومؤثر يضاف إلى قائمة كلاسيكيات السينما العالمية.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
يُعتبر فيلم “إسكندرية ليه؟” من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية والعربية، وقد حظي بتقدير كبير على الصعيدين المحلي والعالمي. على منصات التقييم العالمية مثل IMDb، حصل الفيلم على تقييمات مرتفعة تتراوح عادة بين 7.8 و 8.0 من أصل 10، مما يعكس مكانته كعمل فني ذي قيمة عالية. هذا التقييم المرتفع يضعه في مصاف الأعمال السينمائية العالمية التي نالت استحسان النقاد والجمهور على حد سواء، ويؤكد على جودته الفنية وثرائه القصصي وقدرته على تجاوز الحواجز الثقافية واللغوية بفضل عمقه الإنساني.
على الصعيد المحلي والعربي، يحظى الفيلم بتقدير كبير في المهرجانات السينمائية والمنتديات الفنية المتخصصة. يُدرس الفيلم في الأكاديميات والمعاهد السينمائية كنموذج للسينما السير ذاتية والفنية، وكواحد من أبرز أعمال يوسف شاهين. المنصات العربية المتخصصة في الأفلام الكلاسيكية والفنية غالباً ما تضع “إسكندرية ليه؟” في قوائم أفضل الأفلام العربية على الإطلاق، مشيدةً بعمقه الفلسفي، وجرأته في الطرح، وأدائه الفني المتقن. هذا القبول الواسع يعكس أهمية الفيلم الثقافية والفنية في المشهد السينمائي العربي ومدى تأثيره الدائم على الأجيال السينمائية المتتالية.
آراء النقاد: إشادة بتاريخية وفنية متفردة
تلقى فيلم “إسكندرية ليه؟” إشادة واسعة من قبل النقاد السينمائيين حول العالم، واعتبروه نقطة تحول في مسيرة يوسف شاهين الفنية. أشاد النقاد بقدرة شاهين على مزج السيرة الذاتية مع الأحداث التاريخية الكبرى، وتقديم قصة شخصية عميقة في سياق سياسي واجتماعي معقد. نال الفيلم “الدب الفضي” في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 1979، وهو ما يعد دليلاً على تقدير دولي لمستواه الفني الرفيع. كما أشار العديد من النقاد إلى الأداء المتقن للمثلين، وخاصة يوسف شاهين نفسه في دور يحيى، وقدرته على تجسيد مشاعر الحنين، الطموح، والإحباط بصدق وعمق.
ركزت المراجعات النقدية أيضاً على الأسلوب الإخراجي الفريد لشاهين، والذي يجمع بين الواقعية والسريالية، واستخدامه للموسيقى والرقص كعناصر درامية أساسية. رأى النقاد أن الفيلم لا يقدم مجرد سيرة ذاتية، بل هو مرآة تعكس التحولات الثقافية والاجتماعية في مصر خلال الأربعينيات، ويسلط الضوء على قضايا الهوية والوطنية بأسلوب جريء ومبتكر. على الرغم من بعض الملاحظات البسيطة حول طول الفيلم أو طبيعة بعض المشاهد الموسيقية، إلا أن الإجماع النقدي كان لصالح الفيلم كعمل فني استثنائي يضاف إلى قائمة كلاسيكيات السينما العالمية ويُعتبر علامة فارقة في تاريخ السينما العربية والعالمية.
آراء الجمهور: قصة تتجاوز الأجيال والحدود
حظي فيلم “إسكندرية ليه؟” بقبول واسع وعميق من الجمهور، سواء عند عرضه الأول أو عبر الأجيال اللاحقة. لم يكن الفيلم مجرد عمل سينمائي عادي، بل ترك بصمة كبيرة في وجدان المشاهدين المصريين والعرب، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من الذاكرة السينمائية الجماعية. تفاعل الجمهور بشكل خاص مع الجانب الإنساني من القصة، وشخصية يحيى الشاب الذي يواجه تحديات شخصية ووطنية، مما جعله محط تعاطف وإلهام للكثيرين. كما أُعجب الجمهور بالمزيج الفريد من الدراما والموسيقى والكوميديا، الذي جعل من مشاهدة الفيلم تجربة ممتعة ومثرية في آن واحد.
تجاوز تأثير الفيلم حدود الجغرافيا، حيث حظي بتقدير من الجماهير في مختلف أنحاء العالم التي تهتم بالسينما الفنية والثقافة العربية. تعليقات المشاهدين على المنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي غالباً ما تشيد بصدق الفيلم، وعمقه العاطفي، وقدرته على نقل صورة حية عن فترة تاريخية مهمة وعن شخصية المخرج نفسه. يُنظر إلى “إسكندرية ليه؟” على أنه فيلم خالد يستحق المشاهدة المتكررة، ويظل محط نقاش وإعجاب بفضل قصته المؤثرة وشخصياته الحية وأسلوب يوسف شاهين الفريد الذي جعل منه تحفة فنية تستحق الخلود وتُلهم الأجيال الجديدة من صناع الأفلام ومحبي السينما.
آخر أخبار أبطال العمل الفني: إرث فني خالد
يُعد فيلم “إسكندرية ليه؟” شاهداً على عبقرية المخرج يوسف شاهين وموهبة كوكبة من ألمع نجوم السينما المصرية الذين شاركوا فيه. على الرغم من مرور عقود على إنتاج الفيلم، إلا أن تأثير أبطاله لا يزال حاضراً بقوة في المشهد الفني، سواء من خلال أعمالهم الخالدة التي لا تزال تُعرض وتُناقش، أو من خلال إرثهم الذي ألهم أجيالاً من الفنانين. العديد من أبطال الفيلم هم من عمالقة الفن الذين رحلوا عن عالمنا، لكن أعمالهم ستبقى محفورة في ذاكرة السينما، في حين يستمر الأحياء منهم في العطاء الفني.
يوسف شاهين (المخرج والممثل)
ظل يوسف شاهين (الذي توفي عام 2008) أيقونة للسينما المصرية والعالمية، واستمر في إخراج أفلام رائدة حتى أيامه الأخيرة. إرثه السينمائي غني بالأعمال التي تحدت التقاليد وتناولت قضايا جريئة، وساهم في اكتشاف وتقديم العديد من المواهب الجديدة. لا تزال أفلامه تُعرض في المهرجانات وتُدرس في الأكاديميات، ويُعتبر “إسكندرية ليه؟” من أهم أعماله السير ذاتية التي تعكس جزءاً من روحه الفنية وتؤكد على مكانته كواحد من أبرز المخرجين في تاريخ السينما العالمية.
نجوم الكلاسيكية (نجلا فتحي، فريد شوقي، عزت العلايلي، محمود المليجي، أحمد زكي، نيللي، صلاح السعدني)
العديد من النجوم الذين شاركوا في الفيلم هم قامات فنية رحلوا عن عالمنا، مثل فريد شوقي (توفي 1998)، عزت العلايلي (توفي 2021)، محمود المليجي (توفي 1983)، وأحمد زكي (توفي 2005). هؤلاء الفنانون تركوا خلفهم إرثاً سينمائياً وتلفزيونياً ضخماً، وما زالت أعمالهم تُلهم الأجيال الجديدة وتُعرض بانتظام على القنوات التلفزيونية والمنصات الرقمية. نجمة فتحي، نيللي، وصلاح السعدني (توفي 2024) واصلوا مسيرتهم الفنية بتقديم أدوار متنوعة ومؤثرة، وظلوا جزءاً لا يتجزأ من المشهد الفني المصري، حيث يحتفون بمسيرتهم الحافلة بالإنجازات والجوائز التي تؤكد على مكانتهم الأبدية في قلوب جمهورهم.
يسرا ومحسن محي الدين
تعتبر يسرا من أهم النجمات اللاتي حافظن على مكانتهن في صدارة المشهد الفني المصري والعربي. بعد “إسكندرية ليه؟” استمرت في تقديم أدوار أيقونية في السينما والدراما، وتلقى أداؤها إشادات متواصلة من النقاد والجمهور. ما زالت يسرا نشطة فنياً وتشارك في أهم الأعمال الرمضانية والسينمائية، وتُعد أيقونة للموضة والجمال في العالم العربي. أما محسن محي الدين، فقد اتخذ مساراً فنياً خاصاً به، حيث ابتعد عن التمثيل لفترة قبل أن يعود ويقدم أعمالاً مميزة في السينما والتلفزيون، مع الحفاظ على بصمته الفنية التي بدأها منذ بداياته مع يوسف شاهين. يظل “إسكندرية ليه؟” علامة فارقة في مسيرة هؤلاء النجوم، ونقطة انطلاق لأجيال فنية لاحقة، ويُبرز كيف أن العمل الفني يجمع بين أجيال مختلفة من الموهبة.
لماذا يظل فيلم إسكندرية ليه؟ أيقونة خالدة؟
في الختام، يظل فيلم “إسكندرية ليه؟” ليس مجرد فيلم، بل هو شهادة على عبقرية يوسف شاهين، ووثيقة تاريخية وفنية عن فترة زمنية ومكان فريد. قدرة الفيلم على مزج الحلم الشخصي للفنان مع تعقيدات الحرب والهوية الوطنية جعلته عملاً فنياً يتجاوز حدود الزمان والمكان. إنه يحتفي بمدينة الإسكندرية كبوتقة ثقافية، وبمصر كدولة وشعب يواجه التحديات بشغف وإصرار. من خلال قصته الإنسانية العميقة، وأداء نجومه المتألق، وأسلوب يوسف شاهين الإخراجي الذي لا يُضاهى، يبقى “إسكندرية ليه؟” مصدراً للإلهام والنقاش، ودليلاً على أن السينما الحقيقية هي التي تلامس الروح وتحفر في الذاكرة الجمعية كتحفة فنية أبدية. إنه بحق، أيقونة في سجل السينما العربية، وسيظل محط تقدير واهتمام الأجيال القادمة من محبي الفن السابع، ويُعتبر إحدى اللبنات الأساسية في صرح السينما المصرية العريقة.
شاهد;https://www.youtube.com/embed/TvccOTwOmmA|
[/id]