أفلامأفلام تراجيديأفلام عربي

فيلم إسكندرية كمان وكمان

فيلم إسكندرية كمان وكمان



النوع: دراما، سيرة ذاتية، فنون
سنة الإنتاج: 1990
عدد الأجزاء: 1
المدة: 105 دقائق
الجودة: متوفر بجودة جيدة
البلد: مصر، فرنسا
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية، الفرنسية
يتتبع الفيلم رحلة المخرج يوسف شاهين في البحث عن ذاته وعن موقع الفن في عالم متغير، خصوصًا بعد الأزمة التي مر بها الوسط الفني المصري مع إضراب الفنانين. يتناول الفيلم حبه للممثلة التي تجسدها يسرا، وعلاقته المعقدة بالفنانين والسياسة، ومحاولاته المستمرة للتعبير عن رؤيته الفنية في ظل التحديات. إنه عمل سينمائي فريد يمزج بين الواقع والخيال، والسيرة الذاتية والنقد الاجتماعي، ليقدم نظرة عميقة على مسيرة فنان وعلاقتها بوطنه وعالمه.
الممثلون:
يوسف شاهين، يسرا، حسين فهمي، محمد منير، تحية كاريوكا، ميشيل بيكولي، هشام سليم، هشام رستم، أحمد عبد العزيز، عماد رشاد، رجاء الجداوي، ليلي علوي، عزت العلايلي، نادية لطفي، محمود الجندي، ماجدة الرومي (ضيفة شرف)، عادل إمام (ضيف شرف)، محمود حميدة (ضيف شرف).
الإخراج: يوسف شاهين
الإنتاج: مصر العالمية للسينما، جالا فيلم، سفينة الإنتاج
التأليف: يوسف شاهين، خالد يوسف، بالتعاون مع سنكلير ستيفنسون

فيلم إسكندرية كمان وكمان: مرآة الروح وصدى الزمن

يوسف شاهين يتأمل الذات والفن في تحفة سينمائية خالدة

يُعد فيلم “إسكندرية كمان وكمان” (1990) تحفة سينمائية للمخرج المصري الكبير يوسف شاهين، ويأتي كجزء ثالث من ثلاثيته الشهيرة التي بدأت بـ “إسكندرية… ليه؟” و”حدوتة مصرية”. يقدم الفيلم تجربة فريدة في السينما الذاتية، حيث يستعرض شاهين من خلاله جوانب من سيرته الشخصية والفنية، وتأملاته في العلاقة المعقدة بين الفنان ووطنه، وبين الحقيقة والخيال. يتميز العمل بأسلوبه التجريبي الذي يمزج بين الدراما، الكوميديا، الغناء، والسرد الوثائقي، ليرسم لوحة غنية عن الفن والحياة في مصر في فترة زمنية حرجة، مع التركيز على دور الفن في مقاومة القمع والتعبير عن الذات.

قصة العمل الفني: تأملات ذاتية وواقع فني

يغوص فيلم “إسكندرية كمان وكمان” عميقاً في عالم المخرج يوسف شاهين الداخلي، مستكملاً سلسلة أفلامه السيرية التي بدأها بـ “إسكندرية… ليه؟” و”حدوتة مصرية”. تدور أحداث الفيلم بشكل أساسي حول محاولات المخرج يحيى (الذي يجسده يوسف شاهين نفسه) لإنجاز فيلمه الجديد بعد أن قرر اعتزال التمثيل، في مواجهة تحديات متعددة، منها إضراب الفنانين الذي يهز الوسط الفني في مصر في فترة الثمانينات، وعلاقته العاطفية المتوترة مع الممثلة التي يلعب دورها الفنانة يسرا، والتي تمثل حبيبته الفنية والمستوحاة من شخصيات حقيقية في حياة شاهين.

لا يكتفي الفيلم بسرد أحداث الإضراب وتأثيره على صناعة السينما، بل يتجاوز ذلك ليطرح تساؤلات وجودية حول دور الفن والفنان في المجتمع. يتعرض يحيى للعديد من الصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتشابك أحداث حياته الشخصية مع القضايا الوطنية والفنية. يعكس الفيلم بوضوح رؤية شاهين للفنان كمحرض للتغيير، وكصوت للحق في زمن الاضطرابات، وكيف يمكن للفن أن يكون سلاحاً في مواجهة الظلم والفساد، مع الحفاظ على روح الفكاهة والجرأة التي تميز أعمال شاهين وتطبعها بطابع خاص.

تتخلل القصة مشاهد تعكس ذاكرة شاهين وطفولته وعلاقته بالإسكندرية، المدينة التي طالما كانت مصدر إلهام له ومحوراً للعديد من أعماله السينمائية. يظهر الفيلم مدى تأثر يحيى (شاهين) بالتحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر في تلك الفترة، وكيف أثرت هذه التحولات على رؤيته الفنية وقراراته الشخصية. الحوارات الفلسفية العميقة التي تدور بين الشخصيات، ومزجها بالموسيقى والغناء، تخلق نسيجاً فنياً غنياً يعكس رؤية شاهين الشاملة للحياة والفن بعمق غير مسبوق.

على الرغم من الطابع الشخصي للفيلم، إلا أنه يتجاوز السيرة الذاتية ليصبح مرآة تعكس هموم جيل كامل من الفنانين والمثقفين في العالم العربي. يقدم شاهين نفسه كنموذج للفنان المتمرد، الذي لا يخشى مواجهة السلطة أو تحدي الأعراف السائدة. الفيلم يظل عملاً جريئاً في طرحه للقضايا السياسية والاجتماعية من منظور شخصي، ويؤكد على أن السينما ليست مجرد ترفيه، بل هي أداة قوية للتعبير عن الذات والتاريخ، ولإحداث التغيير في النفوس والمجتمعات. إنه بحق رحلة سينمائية لا تُنسى في عقل وقلب يوسف شاهين وفلسفته الفنية.

أبطال العمل الفني: أيقونات سينمائية وأداء عبقري

يتميز فيلم “إسكندرية كمان وكمان” بتشكيلة فريدة من الممثلين، يتقدمهم المخرج يوسف شاهين نفسه في دور البطولة، بالإضافة إلى كوكبة من ألمع نجوم السينما المصرية والفرنسية، مما أضفى على العمل عمقاً وتنوعاً في الأداء. كل ممثل قدم دوراً ذا أبعاد متعددة، مما أسهم في ثراء النسيج الدرامي للفيلم وواقعيته الفنية التي تميز أعمال يوسف شاهين.

طاقم التمثيل الرئيسي

تصدر النجم يوسف شاهين الشاشة في دور “يحيى”، وهو تجسيد لذاته كفنان ومخرج يواجه تحديات مهنية وشخصية. أداؤه كان صادقاً وعفوياً، مما أضاف بعداً إنسانياً فريداً للقصة. إلى جانبه، تألقت الفنانة القديرة يسرا في دور “نادية”، الممثلة التي تربطها بيحيى علاقة معقدة من الحب والفن، وقدمت أداءً مبهراً يبرز قدراتها الدرامية والكوميدية بشكل لافت. كما شارك النجم حسين فهمي والفنانة الأسطورية تحية كاريوكا، اللذان أضافا ثقلاً فنياً كبيراً للعمل بحضورهما المميز وأدوارهما المؤثرة التي تركت بصمة في تاريخ السينما المصرية. ولحضور دولي، أثرى الفيلم وجود الممثل الفرنسي ميشيل بيكولي، مما يعكس البعد العالمي لرؤية شاهين الفنية.

مقالات ذات صلة

ضم الفيلم أيضاً نخبة من النجوم الذين أثروا المشهد الفني المصري، منهم النجم محمد منير الذي قدم أداءً فنياً وغنائياً، والفنان هشام سليم الذي أضاف عمقاً لأدوار الشباب. كما شارك هشام رستم، أحمد عبد العزيز، عماد رشاد، رجاء الجداوي، ليلى علوي، عزت العلايلي، نادية لطفي، محمود الجندي، بالإضافة إلى ماجدة الرومي وعادل إمام ومحمود حميدة كضيوف شرف، مما يعكس مدى الأهمية الفنية للعمل الذي استقطب هذه القامات الفنية، كل منهم أضاف لمسة خاصة لشخصيته، مما جعل الفيلم لوحة فنية متكاملة بوجوهها المتنوعة والمضيئة.

فريق الإخراج والتأليف والإنتاج

المخرج والكاتب: يوسف شاهين. يُعتبر هذا الفيلم واحداً من أكثر أعمال يوسف شاهين شخصية وتفرداً، حيث كتب السيناريو بالتعاون مع خالد يوسف وسينكلير ستيفنسون. رؤية شاهين الإخراجية هي السمة الأبرز للعمل، حيث أظهر قدرته على الجمع بين عناصر السيرة الذاتية، النقد الاجتماعي، والدراما الإنسانية بأسلوب فني متفرد. تميز إخراجه بالجرأة في الطرح، والتنقل السلس بين الأزمنة والأمكنة، واستخدام الموسيقى كعنصر أساسي في السرد وكنبض للفيلم.

الإنتاج: شركة مصر العالمية للسينما، جالا فيلم، سفينة الإنتاج. هذا التعاون بين شركات إنتاج مصرية وفرنسية كان ضرورياً لتحقيق رؤية شاهين الفنية الطموحة، خصوصاً مع الطابع التجريبي للفيلم وحاجته لدعم إنتاجي كبير ليخرج بالصورة التي أرادها. لقد أتاح هذا الدعم لشاهين حرية الإبداع وتقديم فيلم يعكس بصدق أفكاره وهمومه دون قيود، مما أسهم في جعله علامة فارقة في تاريخ السينما العربية والعالمية، وحافظ على جودته الفنية العالية التي ما زالت تُدرّس في المعاهد السينمائية حتى اليوم.

تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية

حاز فيلم “إسكندرية كمان وكمان” على تقدير كبير في الأوساط السينمائية العالمية والمحلية، نظراً لطابعه الفني الفريد ومحتواه العميق. لم يكن الفيلم يستهدف الجمهور التجاري بالدرجة الأولى، بل استهدف المهرجانات السينمائية والنقاد وعشاق السينما الفنية. وقد نال الفيلم استحساناً خاصاً في مهرجان كان السينمائي، حيث عُرض في المسابقة الرسمية عام 1990، مما يؤكد على مكانته كعمل فني عالمي المستوى ويثبت موهبة شاهين السينمائية الفذة.

على منصات التقييم العالمية مثل IMDb، قد لا يحمل الفيلم تقييماً جماهيرياً مرتفعاً بنفس قدر الأفلام الهوليوودية التجارية واسعة الانتشار، ولكنه يحظى بتقدير كبير من فئة المتخصصين وعشاق سينما المؤلف، حيث تتراوح تقييماته عادةً في نطاق 7.0-7.5 من 10، وهو معدل ممتاز بالنسبة لفيلم فني يعتمد على السيرة الذاتية والتجريب. محلياً وعربياً، يُعتبر الفيلم واحداً من أهم أعمال يوسف شاهين، وغالباً ما يُشار إليه في قوائم أفضل الأفلام المصرية والعربية، ويُدرس في المعاهد السينمائية لتميزه في الإخراج والسيناريو وعمق الطرح الفكري والفني الذي يقدمه للمشاهد.

آراء النقاد: نظرة متوازنة بين الإشادة والتحفظ

تنوعت آراء النقاد حول فيلم “إسكندرية كمان وكمان”، لكن الغالبية العظمى أجمعت على قيمته الفنية الكبيرة وجرأته في الطرح. أشاد العديد من النقاد بأسلوب يوسف شاهين الإخراجي المتفرد، وقدرته على مزج السيرة الذاتية بالدراما السياسية والاجتماعية بطريقة سلسة ومبتكرة. ركزت الإشادات على قدرة الفيلم على كسر الحواجز التقليدية للسرد السينمائي، والانتقال بين الواقع والخيال، وبين الماضي والحاضر ببراعة. كما نوه النقاد إلى الأداء المتقن ليوسف شاهين نفسه، وقدرته على تجسيد ذاته على الشاشة بعمق وصدق غير مألوف، بالإضافة إلى الأداء المتميز ليسرا وباقي طاقم العمل الذي دعم الرؤية الفنية المعقدة للفيلم ببراعة.

في المقابل، وجد بعض النقاد أن الفيلم قد يكون معقداً بعض الشيء لبعض الجماهير التي ليست على دراية بأسلوب شاهين الفني أو بالتفاصيل السياسية والفنية التي يتناولها. كما أشار البعض إلى أن الطابع التجريبي للفيلم قد يجعله أقل سلاسة في السرد مقارنة بأفلامه السابقة الأكثر تقليدية. ومع ذلك، لم تقلل هذه الملاحظات من القيمة الإجمالية للعمل، بل أضافت إليه بعداً نقدياً يعكس مدى عمقه وثرائه الفكري والفني. اتفق معظم النقاد على أن “إسكندرية كمان وكمان” ليس مجرد فيلم، بل هو تجربة فنية وفكرية تستدعي التأمل، ويعزز مكانة يوسف شاهين كأحد أهم المخرجين في تاريخ السينما العالمية والعربية على حد سواء.

آراء الجمهور: صدى الأصالة والتعقيد الفني

تلقى فيلم “إسكندرية كمان وكمان” استقبالاً خاصاً من الجمهور الذي يقدر السينما الفنية والعميقة، خاصة من عشاق أعمال يوسف شاهين. لم يكن الفيلم موجهاً للجماهير العريضة بالمعنى التجاري، بل استقطب شريحة من المشاهدين المثقفين والمهتمين بالسينما التي تحمل رسائل فكرية وفنية عميقة. تفاعل هؤلاء الجمهور بشكل كبير مع الطابع الشخصي للفيلم، ورأوا فيه نافذة على عقل وقلب أحد أعظم المخرجين العرب. كان الأداء الصادق ليوسف شاهين نفسه، والمزيج الفريد من الدراما والكوميديا والموسيقى، محل إعجاب وتقدير كبيرين من قبل هذه الشريحة المتخصصة من الجمهور.

الفيلم أثار نقاشات واسعة حول قضايا الفن، الحرية، العلاقة بين الفنان والسلطة، والتعبير عن الذات في مجتمع يتغير بسرعة. على الرغم من تعقيده أحياناً، وجد الجمهور في “إسكندرية كمان وكمان” عملاً فنياً جريئاً ومؤثراً، يعكس الواقع المصري بطريقة غير تقليدية ومباشرة. التعليقات على المنتديات الفنية والمجموعات المتخصصة عبر الإنترنت غالباً ما تشيد بقدرة الفيلم على استفزاز الفكر وإثارة المشاعر، وتقديم تجربة سينمائية لا تُنسى. هذا الصدى الإيجابي من الجمهور المستهدف يؤكد على أن الفيلم نجح في تحقيق أهدافه الفنية، وترك بصمة عميقة في وعي محبي السينما الجادة والباحثين عن أعمال ذات قيمة فكرية.

آخر أخبار أبطال العمل الفني

يستمر نجوم فيلم “إسكندرية كمان وكمان” في إثراء الساحة الفنية المصرية والعربية بأعمالهم المتجددة، محافظين على مكانتهم كقامات فنية، حتى من رحل منهم ترك إرثاً خالداً يضيء مسيرة الفن العربي:

يوسف شاهين (المخرج والبطل)

رحل المخرج الكبير يوسف شاهين في عام 2008، لكن إرثه السينمائي لا يزال حياً ومؤثراً بقوة. أعماله تُعرض وتُدرس في جميع أنحاء العالم، ويُعتبر واحداً من أهم المخرجين في تاريخ السينما العربية والعالمية. أفلامه، بما في ذلك “إسكندرية كمان وكمان”، تستمر في إلهام الأجيال الجديدة من صناع الأفلام والجمهور، وتظل شاهداً على رؤيته الفنية الفريدة وجرأته في التعبير عن قضايا الإنسان والوطن، ويبقى اسمه محفوراً في ذاكرة السينما.

يسرا

تواصل النجمة يسرا مسيرتها الفنية الحافلة بالنجاحات، وتعد من أبرز نجمات الصف الأول في مصر والعالم العربي. بعد “إسكندرية كمان وكمان”، توالت أعمالها السينمائية والتلفزيونية التي حققت نجاحاً جماهيرياً ونقدياً كبيراً، وقدمت أدواراً متنوعة أظهرت عمق موهبتها وقدرتها على التجديد والتألق. تشارك يسرا بانتظام في مواسم رمضان بأعمال درامية تترقبها الجماهير بشغف، وتظل أيقونة فنية تتمتع بشعبية واسعة واحترام كبير في الوسط الفني والجمهوري.

حسين فهمي ومحمد منير

يواصل النجم حسين فهمي عطاءه الفني كممثل وقدير، وشغل منصب رئيس لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورات متعددة، محتفظاً بمكانته كواحد من أبرز نجوم السينما المصرية أناقة وحضوراً. يشارك في أعمال فنية متنوعة، ويظل أيقونة أناقة وحضور فني على الشاشة. أما الكينج محمد منير، فهو يواصل مسيرته الغنائية الحافلة بالنجاحات، ويقدم حفلات غنائية ضخمة داخل وخارج مصر، ويظل صوته أيقونة مميزة في الموسيقى العربية المعاصرة. كما شارك في بعض الأعمال الدرامية والسينمائية بشكل متقطع، مؤكداً على موهبته التمثيلية بجانب الغناء.

نجوم آخرون

الفنان القدير هشام سليم، الذي أثرى السينما والدراما المصرية بأدواره المتنوعة، رحل عن عالمنا في عام 2022، تاركاً إرثاً فنياً عظيماً من الأدوار الخالدة. أما الفنانة القديرة تحية كاريوكا فقد رحلت في عام 1999، لكن أعمالها الفنية تظل خالدة في ذاكرة السينما المصرية والعربية. وباقي طاقم العمل من النجوم مثل أحمد عبد العزيز، عماد رشاد، رجاء الجداوي (التي رحلت في 2020)، وليلى علوي، وعزت العلايلي (الذي رحل في 2021)، ونادية لطفي (التي رحلت في 2020)، ومحمود الجندي (الذي رحل في 2019)، وماجدة الرومي، كل منهم يواصل إرثه الفني بطريقته، وبعضهم ترك خلفه أعمالاً لا تُنسى، مما يؤكد أن فيلم “إسكندرية كمان وكمان” جمع كوكبة من ألمع نجوم الفن المصري والعربي، الذين شكلوا علامات مضيئة في تاريخ السينما.

لماذا لا يزال فيلم إسكندرية كمان وكمان حاضراً في الذاكرة؟

في الختام، يظل فيلم “إسكندرية كمان وكمان” عملاً فنياً استثنائياً في مسيرة يوسف شاهين والسينما المصرية عموماً. إنه ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو محاولة جريئة لاستكشاف العلاقة بين الفن والحياة، بين الفرد والمجتمع، وبين الحقيقة والخيال. قدرته على تحدي القوالب التقليدية للدراما، وتقديم رؤية فنية عميقة وشجاعة، جعلته خالداً في ذاكرة عشاق السينما. استمرار عرضه ودراسته في المحافل الأكاديمية والفنية يؤكد على أن رسالته عن الفن المقاوم، والبحث عن الذات، والتعبير الحر، تظل ذات صلة ومؤثرة عبر الأجيال. إنه دليل على أن السينما، عندما تكون صادقة وجريئة، يمكنها أن تكون مرآة تعكس الروح الإنسانية في أعمق صورها وتظل حاضرة بقوة في الذاكرة الجمعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى