فيلم على كف عفريت
سنة الإنتاج: 2017
عدد الأجزاء: 1
المدة: 105 دقائق
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: مصر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
خالد الصاوي، لبلبة، محمد الشرنوبي، نور النبوي، أحمد حاتم، كوكو، نجلاء بدر، علياء عساف.
الإخراج: خالد الحجر
الإنتاج: شركة راديو وان للإنتاج الفني، أحمد سمير
التأليف: دينا الكسار
فيلم على كف عفريت: شبكة الجريمة وخيوط القدر
رحلة محامي في عالم الغموض لكشف الحقيقة
يُعد فيلم “على كف عفريت”، الذي صدر عام 2017، تجربة سينمائية مصرية فريدة تجمع بين الدراما والإثارة والغموض بأسلوب محكم ومشوق. يقدم الفيلم قصة المحامي “أمين”، الذي يجد نفسه فجأة في قلب جريمة غامضة، ليشرع في رحلة محمومة لكشف الحقائق وإثبات براءته. يتناول العمل ببراعة قضايا الفساد، الصراع على السلطة، وتأثير الماضي على الحاضر، مع التركيز على الجوانب النفسية للشخصيات وعمق التحديات الأخلاقية التي تواجههم. يبرز الفيلم كعمل سينمائي يعكس جوانب مظلمة من الواقع بجرأة ويطرح أسئلة حول طبيعة العدالة والحقيقة.
قصة العمل الفني: من الصحوة الغامضة إلى كشف الأسرار
تبدأ أحداث فيلم “على كف عفريت” بصدمة كبيرة يتعرض لها المحامي أمين (خالد الصاوي)، حيث يستيقظ ليجد نفسه متورطًا في جريمة قتل مروعة لا يتذكر تفاصيلها. تبدأ رحلة أمين في مطاردة الحقائق، ليستعيد ذاكرته المفقودة ويكشف الخيوط المتشابكة التي قادته إلى هذا الموقف الصعب. سرعان ما يكتشف أن القضية أكبر بكثير مما تبدو عليه، وأنها تمس شبكة واسعة من الفساد والنفوذ في المجتمع، مما يهدد حياته ومستقبله.
يواجه أمين تحديات جمة أثناء محاولته فك ألغاز القضية، حيث يلتقي بشخصيات غامضة ومتناقضة، كل منها يمتلك جزءًا من الحقيقة. يتضح أن القضية مرتبطة بالعديد من الشخصيات البارزة، بما في ذلك سيدة مجتمع نافذة (لبلبة) ورجال أعمال مؤثرين. تتصاعد وتيرة الأحداث مع كل اكتشاف جديد، ويكتشف أمين أن الأمانة والعدالة قد تكونان على كف عفريت في هذا العالم المليء بالمكائد والخداع. الفيلم يحبس الأنفاس بتسلسله الدرامي وتصاعده المثير.
يتعمق الفيلم في الجانب النفسي لأمين، حيث يتأرجح بين الشك في ذاته والثقة بقدرته على كشف الحقيقة. يعالج العمل فكرة أن الماضي قد يطارد الإنسان حتى لو حاول الهروب منه، وأن الأخطاء التي ارتكبها قد تعود لتلاحقه في أكثر اللحظات حساسية. يلقي “على كف عفريت” الضوء على هشاشة الحياة الإنسانية أمام قوى الشر والفساد المتجذرة، وكيف يمكن لحادث واحد أن يقلب حياة شخص رأسًا على عقب.
يتميز السرد بتقنيات الفلاش باك التي تساعد في بناء القصة تدريجيًا، وكشف الطبقات المتعددة للشخصيات. يضع الفيلم المشاهد في حالة من التساؤل المستمر حول هوية الجاني الحقيقي والدوافع الكامنة وراء الجريمة. إنه ليس مجرد فيلم إثارة تقليدي، بل هو دراما عميقة تسبر أغوار النفس البشرية والمجتمع، وتقدم رؤية نقدية للعلاقات المعقدة بين السلطة والمال والجريمة. في النهاية، يسعى أمين ليس فقط لتبرئة نفسه، بل لإعادة العدالة إلى نصابها، مهما كلفه ذلك من ثمن.
أبطال العمل الفني: مزيج من الخبرة والمواهب الشابة
تميز فيلم “على كف عفريت” بتقديم طاقم عمل متكامل يجمع بين خبرة النجوم المخضرمين والموهبة الواعدة للوجوه الشابة، مما أضفى على العمل عمقًا وتنوعًا. ساهم كل فنان في إثراء القصة وتقديم شخصياتها ببراعة وإتقان.
طاقم التمثيل الرئيسي
تصدر الفنان القدير خالد الصاوي البطولة، مقدماً أداءً استثنائيًا في دور المحامي أمين. تميز الصاوي بقدرته على تجسيد التعقيدات النفسية للشخصية، وتنقلاتها بين اليأس والأمل، وبين الضعف والقوة، ليقدم أحد أدواره اللافتة في مسيرته. إلى جانبه، تألقت النجمة لبلبة في دور “دولت”، المرأة ذات النفوذ التي تخفي وراء بريقها العديد من الأسرار، وقدمت أداءً قوياً ومقنعاً يضيف بعداً آخر للحبكة الدرامية.
كما شهد الفيلم مشاركة بارزة من الفنان الشاب محمد الشرنوبي، الذي واصل إثبات موهبته التمثيلية في دور داعم ومؤثر. إلى جانبهم، ضم طاقم التمثيل كلاً من نور النبوي، أحمد حاتم، كوكو، نجلاء بدر، وعلياء عساف، الذين أدوا أدوارهم ببراعة، مما ساهم في بناء عالم الفيلم المتشابك وشخصياته المتنوعة، وأضافوا للقصة الكثير من الديناميكية والتشويق، كلٌ في دوره المحدد.
فريق الإخراج والإنتاج
الفيلم من إخراج المبدع خالد الحجر، الذي أظهر براعة في إدارة دفة العمل المعقدة، ونجح في تقديم رؤية بصرية متماسكة ومثيرة، حافظت على أجواء الغموض والتشويق طوال الأحداث. استطاع الحجر أن يخرج أفضل ما في طاقم التمثيل، وأن يترجم سيناريو دينا الكسار إلى عمل سينمائي متكامل. الكاتبة دينا الكسار قدمت نصًا محكمًا ومليئًا بالتحولات، يحمل في طياته قضايا عميقة تتجاوز مجرد الإثارة الجنائية لتلامس جوانب اجتماعية ونفسية. أما الإنتاج، فكان لشركة راديو وان للإنتاج الفني بالتعاون مع المنتج أحمد سمير، اللذان وفرا الدعم اللازم لتقديم عمل ذي جودة فنية وإنتاجية عالية، مما ساهم في ظهور الفيلم بالشكل الذي نال إعجاب الجمهور والنقاد.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
على الرغم من طبيعة الأفلام العربية التي لا تحظى دائمًا بنفس الانتشار العالمي لأفلام هوليوود، إلا أن فيلم “على كف عفريت” استطاع أن يحصد تقييمات جيدة على المنصات العالمية والمحلية. على موقع IMDb، تراوح تقييم الفيلم في المتوسط حول 5.9 إلى 6.0 من أصل 10، وهو ما يعكس قبولًا جيدًا من جانب الجمهور العام. هذا التقييم يشير إلى أن الفيلم قدم تجربة مرضية للعديد من المشاهدين الذين قدروا قصته المعقدة وأداء ممثليه.
على الصعيد المحلي والعربي، نال الفيلم اهتمامًا ملحوظًا في الأوساط الفنية ومواقع التقييم المتخصصة. غالبًا ما يُشار إلى الفيلم في قوائم الأفلام المصرية التي تقدم دراما الإثارة بأسلوب مختلف. كما حظي بمناقشات على المنتديات الفنية والمدونات التي تركز على السينما المصرية والعربية، مما يؤكد على تأثيره وقدرته على إثارة الفضول والجدل بين الجمهور المستهدف. هذه التقييمات، وإن لم تكن مرتفعة بشكل استثنائي، إلا أنها تؤكد على أن الفيلم ترك بصمة إيجابية في وجدان المشاهدين والنقاد المحليين، واعتبر محاولة جادة في تقديم نوعية مختلفة من الأفلام.
آراء النقاد: بين الإشادة بالجرأة والتحفظ على بعض التفاصيل
تنوعت آراء النقاد حول فيلم “على كف عفريت”، حيث أشاد الكثيرون بالجرأة في طرح قضايا الفساد المستتر والشبكات الإجرامية المتغلغلة في المجتمع، وتقديمها بأسلوب تشويقي ومختلف عن السائد في السينما المصرية. لاقى أداء خالد الصاوي إشادات واسعة، حيث وصفه البعض بأنه كان المحرك الرئيسي للفيلم، وقادرًا على حمل ثقل القصة على عاتقه ببراعة. كما أثنى النقاد على الأداء القوي والمقنع لبلبة، وتكامل طاقم العمل بشكل عام.
وأشار بعض النقاد إلى أن الفيلم نجح في بناء أجواء الغموض والتشويق تدريجيًا، مما يجعل المشاهد يتابع الأحداث بشغف. كما نوه البعض إلى الإخراج المميز لخالد الحجر وقدرته على التحكم في إيقاع السرد البصري. ومع ذلك، أبدى بعض النقاد تحفظات على بعض التفاصيل في الحبكة، مثل وجود بعض الثغرات المنطقية البسيطة أو المبالغة في بعض المشاهد الدرامية. كما رأى البعض أن النهاية قد تكون غير مرضية تمامًا للجميع، أو أنها تركت بعض التساؤلات دون إجابة واضحة. على الرغم من هذه الملاحظات، اتفق معظم النقاد على أن الفيلم يعد إضافة جيدة للسينما المصرية، ويستحق المشاهدة لجرأته وعمق الموضوع الذي يناقشه.
آراء الجمهور: تفاعل مع قصة الواقعية والتشويق
استقبل الجمهور المصري والعربي فيلم “على كف عفريت” بتفاعل كبير، خاصة من محبي أفلام الإثارة والدراما الاجتماعية. وجد الكثيرون في قصة الفيلم انعكاسًا لواقع ملموس يعاني من الفساد والغموض، مما جعلهم يتعاطفون مع شخصية أمين ورحلته في كشف الحقائق. أشاد الجمهور بشكل خاص بأداء خالد الصاوي، واعتبروه مقنعًا ومؤثرًا، وأنه استطاع أن يجسد معاناة شخصية تتعرض لظلم كبير.
كانت تعليقات المشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية إيجابية في معظمها، حيث أثنى الكثيرون على الجرأة في طرح مثل هذه القضايا الحساسة، وعلى القدرة على بناء قصة مشوقة ومترابطة. تفاعل الجمهور مع اللحظات الدرامية العميقة، والتحولات المفاجئة في الأحداث التي أبقتهم في حالة ترقب. “على كف عفريت” لم يكن مجرد فيلم للمشاهدة العابرة، بل أثار نقاشات حول العدالة، الأخلاق، وتأثير الفساد على الأفراد والمجتمع، مما يؤكد على أن الفيلم ترك بصمة في أذهان المشاهدين ونجح في تحقيق هدفه بتقديم عمل فني ذي قيمة ومعنى.
آخر أخبار أبطال العمل الفني
يواصل نجوم فيلم “على كف عفريت” تألقهم في الساحة الفنية المصرية والعربية، ويقدمون أعمالًا متنوعة ومتميزة تعزز مكانتهم الفنية:
خالد الصاوي
بعد “على كف عفريت”، رسخ خالد الصاوي مكانته كواحد من أبرز نجوم التمثيل في مصر، حيث استمر في تقديم أدوار مركبة ومعقدة في الدراما التلفزيونية والسينما. تميز بقدرته على التنوع بين الكوميديا والتراجيديا والأكشن، وحظيت أعماله بتقدير النقاد والجمهور على حد سواء. يواصل الصاوي اختيار مشاريع فنية ذات قيمة، ويظل حضورًا قويًا ومؤثرًا في كل عمل يشارك فيه، محافظًا على جماهيريته الكبيرة وشغفه الفني.
لبلبة
الفنانة القديرة لبلبة، التي تُعد أيقونة للسينما المصرية، استمرت في عطائها الفني المتميز بعد “على كف عفريت”. شاركت في العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية التي أضافت إلى رصيدها الفني الحافل. تتميز لبلبة بقدرتها على تجسيد أدوار مختلفة بعمق وإحساس، من الكوميديا إلى الدراما المعقدة. تظل لبلبة رمزًا للفنانة الشاملة التي تجمع بين الموهبة والحضور، ولا تزال تحظى بمحبة وتقدير الجمهور والنقاد على حد سواء، وتتلقى عروضًا باستمرار لأدوار رئيسية ومؤثرة.
محمد الشرنوبي وباقي النجوم
يواصل الفنان الشاب محمد الشرنوبي مسيرته الفنية الناجحة بخطوات ثابتة، حيث يجمع بين التمثيل والغناء. بعد دوره في “على كف عفريت”، شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية التي حققت نجاحًا كبيرًا، وأثبت قدرته على التنوع وتجسيد شخصيات مختلفة. أصبح الشرنوبي من الوجوه الشابة الأكثر طلبًا في الساحة الفنية. أما باقي طاقم العمل، فكل من نور النبوي، أحمد حاتم، نجلاء بدر، وغيرهم، يستمرون في إثراء المشهد الفني بمشاركاتهم المتنوعة في أعمال درامية وسينمائية، مما يؤكد على وجود جيل جديد من المواهب الواعدة التي تساهم في تطور السينما المصرية والعربية.
لماذا يبقى فيلم على كف عفريت علامة في السينما المصرية؟
في الختام، يظل فيلم “على كف عفريت” عملاً سينمائياً هاماً ومميزاً في تاريخ السينما المصرية الحديثة. لم يكتفِ الفيلم بتقديم قصة إثارة وتشويق محكمة، بل تعمق في تناول قضايا اجتماعية وسياسية حساسة مثل الفساد وتأثير النفوذ، مما جعله أكثر من مجرد فيلم ترفيهي. لقد استطاع العمل ببراعة أن يمزج بين الأداء التمثيلي القوي لنجومه، والرؤية الإخراجية المتقنة، والسيناريو الذي حبس الأنفاس. يظل الفيلم حاضرًا في الذاكرة بفضل قدرته على إثارة التفكير وفتح نقاشات حول طبيعة الحقيقة والعدالة في مجتمع يواجه تحديات معقدة. إنه دليل على أن السينما المصرية قادرة على تقديم أعمال جادة ومؤثرة تلامس الواقع بصدق وجرأة، وتبقى خالدة في أذهان المشاهدين.
