complete/الفيلم كاملepisode/حصريًاquality/HD
أيام السادات

فيلم أيام السادات

النوع: سيرة ذاتية, دراما تاريخية سنة الإنتاج: 2001 عدد الأجزاء: 1 المدة: 160 دقيقة الجودة: عالية البلد: مصر الحالة: كامل اللغة: العربية

التفاصيل

فيلم أيام السادات: ملحمة الزعيم وقصة وطن

نظرة شاملة على أيقونة السينما المصرية التي جسدت تاريخًا عظيمًا

يعد فيلم "أيام السادات" واحدًا من أبرز الأعمال السينمائية في تاريخ السينما المصرية والعربية، فهو ليس مجرد فيلم سيرة ذاتية، بل هو توثيق سينمائي دقيق لحقبة زمنية حاسمة في تاريخ مصر الحديث. الفيلم، الذي أنتج عام 2001، استطاع أن يقدم صورة شاملة ومعمقة لحياة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، منذ بداياته البسيطة مرورًا بأهم المحطات السياسية والشخصية في حياته، وصولًا إلى اغتياله. هذا العمل يُعد بمثابة مرآة تعكس تحولات مصر في النصف الثاني من القرن العشرين.
الفيلم لم يكتفِ بسرد الأحداث التاريخية، بل غاص في عمق الشخصية المعقدة لأنور السادات، مستعرضًا تناقضاته وطموحاته، وتحدياته وقراراته المصيرية. بفضل الأداء الأسطوري للفنان أحمد زكي، الذي جسد السادات ببراعة قل نظيرها، تمكن الفيلم من إحداث تأثير كبير على المشاهدين، مثيرًا نقاشات حول تاريخ مصر وقادتها. إنه تحفة سينمائية خالدة ترسخ مكانتها كعمل فني وتاريخي لا يمكن تجاهله عند الحديث عن أفلام السيرة الذاتية.

قصة فيلم أيام السادات: سيرة زعيم في قالب سينمائي

يتناول فيلم "أيام السادات" بشكل مفصل وملحمي رحلة حياة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بدءًا من نشأته المتواضعة في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية، وتدرجه في المناصب السياسية والعسكرية. يغوص الفيلم في أدق تفاصيل شخصيته، متتبعًا مساره من شاب طموح شارك في تنظيم الضباط الأحرار وساهم في ثورة يوليو عام 1952، وصولًا إلى توليه مقاليد الحكم بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1970. يستعرض الفيلم أبرز القرارات والإنجازات التي حققها السادات خلال فترة حكمه التي امتدت لإحدى عشرة عامًا.

يركز الفيلم على المحطات المفصلية التي شكلت شخصية السادات وقراراته المصيرية، مثل حرب أكتوبر عام 1973، والتي تعد نقطة تحول كبرى في تاريخ مصر والمنطقة. يصور الفيلم بدقة الاستعدادات السرية للحرب، وكيفية اتخاذ القرار المصيري، ثم الانتصار الذي أعاد الكرامة والعزة لمصر والأمة العربية. كما يسلط الضوء على مبادرة السلام الشجاعة التي قام بها السادات بزيارة القدس في عام 1977، وتوقيع معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل في عام 1979، وهي الخطوات التي أثارت جدلاً واسعًا وانقسامًا كبيرًا في الشارع العربي آنذاك.

لا يغفل الفيلم الجانب الإنساني والشخصي في حياة الرئيس، مقدمًا لمحات عن علاقته بأسرته وزوجته جيهان السادات، ودوره كرب أسرة، بالإضافة إلى الجوانب الفلسفية والفكرية في شخصيته. يعرض الفيلم كيف كان السادات يوازن بين أعباء القيادة وهموم الوطن وحياته الخاصة، وكيف أثرت هذه الأعباء على شخصيته. كما يظهر الفيلم مدى تأثر السادات بمرجعيته الدينية والفكرية، التي كانت توجه قراراته وتصرفاته في أصعب الظروف.

بجانب الأحداث السياسية الكبرى، يقدم الفيلم أيضًا لمحات عن التحديات الداخلية والخارجية التي واجهها السادات، من الأزمات الاقتصادية إلى الصراعات الإقليمية والضغوط الدولية، وكيف تعامل معها بحكمة وشجاعة تارة، وبحسم وصرامة تارة أخرى. إنه عمل فني يجمع بين الدقة التاريخية والعمق الدرامي، مما يجعله وثيقة بصرية مهمة لفهم فترة حكم السادات وتأثيرها على مسار الأمة المصرية والعربية. الفيلم يصور السادات كشخصية معقدة ومتعددة الأبعاد، تتصارع داخلها القناعات السياسية والمسؤوليات الوطنية مع الجانب الإنساني والعاطفي.

ينتهي الفيلم بمشهد اغتيال السادات المأساوي في أكتوبر 1981، في لقطة مؤثرة تختتم مسيرة رجل ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ بلاده. الفيلم بذلك يقدم سردًا متكاملاً لحياة الزعيم، من المولد إلى الوفاة، مع التركيز على اللحظات الحاسمة التي شكلت حياته ودفعت به إلى واجهة الأحداث التاريخية، ليصبح بذلك أحد أهم الوثائق السينمائية التي تتناول حقبة تاريخية فارقة في الشرق الأوسط.

الشخصيات الرئيسية وأبطال العمل الفني: عمالقة التمثيل يجسدون التاريخ

يعتبر الأداء التمثيلي في فيلم "أيام السادات" حجر الزاوية الذي أكسبه هذا النجاح والتقدير الكبير. فقد استطاع المخرج محمد خان أن يجمع كوكبة من ألمع نجوم التمثيل المصريين ليجسدوا شخصيات تاريخية بحساسية ودقة متناهية. يأتي في مقدمة هؤلاء النجم الأسمر الراحل أحمد زكي، الذي قدم أداءً أسطوريًا في دور الرئيس أنور السادات، ليصبح هذا الدور علامة فارقة في مسيرته الفنية الحافلة، ويُعد من أفضل تجسيداته لشخصيات حقيقية.

أحمد زكي: السادات كما لم تره من قبل

يُجمع النقاد والجمهور على أن تجسيد أحمد زكي لشخصية السادات كان خارقًا للعادة، فقد تخطى مجرد التقليد الصوتي أو الشكلي، ليغوص في أعماق روح السادات ويفهم دوافعه وتناقضاته، بل ويتماهى معها. استطاع زكي أن يلتقط التفاصيل الدقيقة في حركة السادات وطريقة كلامه وحتى نظرته، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه أمام الرئيس الحقيقي، وليس مجرد ممثل يقلده. هذا الأداء المذهل جعله أيقونة في فن التشخيص، وحصل بسببه على إشادات واسعة وجوائز عديدة، مؤكدًا عبقريته الفنية وقدرته الفائقة على التحول.

استعد أحمد زكي لهذا الدور بشكل مكثف، حيث قضى شهورًا في دراسة شخصية السادات من خلال الوثائق والأفلام التسجيلية والمقابلات، بالإضافة إلى لقاءات مع شخصيات مقربة من الرئيس. هذا الإعداد الدقيق مكّنه من تقديم تجسيد متكامل للشخصية، ليس فقط على المستوى الظاهري، بل على المستوى النفسي والروحي أيضًا. يظل أداؤه في "أيام السادات" نموذجًا يُحتذى به في فن الأداء التمثيلي للسير الذاتية، ويُدرس في المعاهد الفنية.

منى زكي: الوجه الآخر للزعيم

قدمت الفنانة منى زكي أداءً مميزًا ومؤثرًا في دور السيدة جيهان السادات، زوجة الرئيس. استطاعت منى زكي أن تبرز قوة شخصية جيهان السادات ودعمها المتواصل لزوجها في أصعب الظروف، وكذلك دورها الفعال والمؤثر في الحياة العامة والمجتمع المصري. كان أداؤها متوازنًا بين القوة والأنوثة، مما أضاف بعدًا إنسانيًا وعاطفيًا للفيلم، وأظهر العلاقة الخاصة والعميقة التي جمعت بين الزعيم وزوجته، وكيف كانت سندًا له في أصعب الظروف وأهم القرارات التاريخية.

أبطال آخرون ساهموا في إثراء العمل

بالإضافة إلى أحمد زكي ومنى زكي، ضم الفيلم نخبة من الممثلين القديرين الذين أثروا العمل بأدوارهم، منهم ميرفت أمين في ظهور خاص ومحمد توفيق في دور اللواء لبيب، وصلاح عبد الله في دور حسن التهامي، ومحمود البزاوي في دور حسني مبارك، وعبد العزيز مخيون في دور جمال عبد الناصر، وغيرهم. كل ممثل أضاف لمسته الخاصة للشخصية التي يجسدها، مما ساهم في بناء عالم الفيلم المتكامل ذي المصداقية العالية. هذا التناغم بين أفراد فريق العمل هو ما جعل "أيام السادات" تحفة سينمائية خالدة، وساهم في تعزيز مصداقيته التاريخية.

تفاصيل الإنتاج الفني والإخراج: لمسة إبداعية في سرد الأحداث

لم يكن نجاح فيلم "أيام السادات" ليتحقق لولا الرؤية الإخراجية المتفردة للمخرج القدير محمد خان، الذي قاد العمل بحرفية عالية ودقة متناهية. استطاع خان أن يحول سيناريو الفيلم، الذي كتبه أحمد بهجت مستندًا إلى مذكرات السادات، إلى تحفة بصرية تسرد قصة حياة كاملة بطريقة جذابة ومؤثرة. تميز إخراجه بالواقعية الشديدة والتركيز على التفاصيل التي أضافت عمقًا ومصداقية للفيلم، وساعدت على نقل المشاهد إلى تلك الحقبة الزمنية بكل دقة وأمانة تاريخية.

محمد خان ورؤيته الفريدة

عرف محمد خان بأسلوبه الواقعي في الإخراج، وقد ظهر هذا جليًا في "أيام السادات". لم يكتفِ خان بسرد الأحداث التاريخية الكبرى، بل ركز على الجوانب الإنسانية والنفسية للشخصيات، خاصة شخصية السادات. استطاع أن يخلق توازنًا بين السرد التاريخي الدقيق والدراما الشخصية المؤثرة، مما جعل الفيلم لا يقتصر على كونه وثيقة تاريخية، بل عمل فني يمس الوجدان. اهتمامه بالتفاصيل البصرية، من الديكورات التي تحاكي الفترة الزمنية إلى الأزياء المصممة بدقة، ساهم في بناء جو الفيلم التاريخي بشكل متقن ومقنع.

تحدى خان نفسه بتقديم فيلم سيرة ذاتية لشخصية مثيرة للجدل ومعاصرة، وهو ما يتطلب جرأة كبيرة ودقة في التناول لتجنب الوقوع في فخ التمجيد المبالغ فيه أو التشويه. نجح في ذلك عبر التركيز على رحلة السادات كإنسان يخطئ ويصيب، ويتخذ قرارات صعبة تحت وطأة ظروف استثنائية. هذه النظرة المتوازنة هي التي أكسبت الفيلم احترام النقاد والجمهور على حد سواء، وجعلته عملًا يستحق الدراسة.

فريق الإنتاج: وراء الكواليس

الإنتاج الفني لفيلم بحجم "أيام السادات" يتطلب جهدًا كبيرًا وتنسيقًا عاليًا بين جميع الأقسام والكوادر. قامت شركة "الإنتاج الفني للسينما" بإنتاج الفيلم، مع توفير الموارد اللازمة لتقديم عمل بهذا المستوى من الجودة والإتقان. شمل ذلك تصميم الديكورات التي تعكس الفترات الزمنية المختلفة بدقة تاريخية، واختيار المواقع المناسبة للتصوير سواء كانت داخلية أو خارجية، وتوفير الأزياء التاريخية التي تتناسب مع كل مرحلة من حياة السادات وتطورها. هذه الجهود المتكاملة أدت إلى عمل فني محكم من الناحية الإنتاجية.

كما لعب مدير التصوير طارق التلمساني دورًا حيويًا في خلق الصورة البصرية المميزة للفيلم، باستخدام الإضاءة والزوايا التي تخدم السرد الدرامي وتبرز الجوانب المختلفة للشخصيات والأحداث. الموسيقى التصويرية للملحن يحيى الموجي كان لها أيضًا تأثيرها الكبير في تعزيز المشاعر ونقل المشاهد إلى أجواء الفيلم التاريخية والدرامية، بلمسات تعكس الفترات الزمنية المختلفة. كل هذه العناصر الفنية والتقنية تضافرت لتنتج عملًا سينمائيًا متكاملًا يحظى بالتقدير ويُعد علامة فارقة.

تقييمات منصات الأعمال الفنية وآراء النقاد: صدى عالمي ومحلي

حصل فيلم "أيام السادات" على إشادات واسعة من قبل النقاد الفنيين والجمهور على حد سواء، سواء على المستوى المحلي أو العالمي. يعتبر الفيلم علامة فارقة في السينما المصرية، ليس فقط لأنه يتناول شخصية تاريخية بحجم أنور السادات، بل لجودة الإنتاج والإخراج والأداء التمثيلي الاستثنائي لأحمد زكي. وقد انعكست هذه الإشادات في تقييمات عالية على منصات تقييم الأفلام العالمية والمحلية، مما يؤكد جودته الفنية والتاريخية.

على سبيل المثال، يحظى الفيلم بتقييمات مرتفعة على مواقع مثل IMDb، حيث يشيد المستخدمون بالفيلم لدقته التاريخية وعمق الشخصيات والأداء المبهر لأحمد زكي. غالبًا ما يُذكر الفيلم في قوائم أفضل الأفلام المصرية التي تتناول السير الذاتية أو الدراما التاريخية، ويُعتبر مرجعًا هامًا في هذا النوع من الأفلام. يعتبره العديد من النقاد عملًا جريئًا ومهمًا في مسيرة السينما المصرية، لأنه تناول فترة حساسة وشخصية مثيرة للجدل بمنتهى الاحترافية والموضوعية، دون الميل إلى التمجيد أو الانتقاص.

آراء النقاد: تحليل عميق وإشادة واسعة

أشاد النقاد العرب والأجانب بالفيلم بشكل كبير، وخصوا بالذكر الأداء المبهر لأحمد زكي، معتبرين إياه تجسيدًا فريدًا للسادات لا يمكن أن يتكرر. رأى النقاد أن الفيلم استطاع أن يقدم صورة متوازنة للسادات، بعيدًا عن التنميط أو التشويه، مع التركيز على رحلته كإنسان وقائد اتخذ قرارات مصيرية غيرت وجه التاريخ. كما أُشيد بالإخراج المتقن لمحمد خان، الذي تمكن من إدارة عمل ضخم ومعقد ببراعة، وبتصويره للأحداث التاريخية بسلاسة دون أن تفقد بريقها الدرامي أو مصداقيتها التاريخية.

العديد من المقالات النقدية أشارت إلى أن الفيلم لم يكتفِ بسرد الأحداث، بل استطاع أن يلقي الضوء على الجوانب النفسية والتحولات الفكرية التي مر بها السادات، وكيف أثرت البيئة المحيطة به على تشكيل رؤاه السياسية والإنسانية، مما أضاف طبقات من العمق للشخصية. هذا التحليل الدقيق للشخصية الرئيسية والظروف المحيطة بها هو ما جعل الفيلم يحظى بتقدير كبير من الأوساط النقدية، ويُصنف كواحد من الأعمال الكلاسيكية في الدراما التاريخية المصرية التي تدرس في الأوساط الأكاديمية.

لقد نجح الفيلم في استعادة جزء مهم من التاريخ المصري المعاصر على الشاشة الكبيرة، وقدم رؤية فنية معتبرة لشخصية تاريخية ما زالت تثير الجدل وتلهم النقاشات. هذا التوازن بين الفن والتاريخ، وبين الدراما والتوثيق، هو ما جعل "أيام السادات" يحصد هذا الكم من الثناء ويُعتبر إضافة نوعية للمكتبة السينمائية العربية، ليس فقط كعمل ترفيهي بل كوثيقة فنية تخدم الذاكرة الوطنية.

آراء الجمهور وتأثير الفيلم: بصمة لا تمحى في الوعي الجمعي

ترك فيلم "أيام السادات" أثرًا عميقًا في الوعي الجمعي للجمهور المصري والعربي منذ عرضه الأول. فقد أثار الفيلم نقاشات واسعة ومستفيضة حول شخصية السادات وفترة حكمه، وأسهم في إعادة تقييم هذه الحقبة التاريخية من زوايا متعددة، مقدمًا منظورًا إنسانيًا للرئيس. غالبية آراء الجمهور كانت إيجابية للغاية، مشيدين بالفيلم كعمل فني وتاريخي متكامل، وبالتفاصيل الدقيقة التي تناولها، والتي لم تكن معروفة للعديد من الأجيال.

تفاعل الجمهور مع الفيلم كان كبيرًا وغير مسبوق، خاصة مع أداء أحمد زكي الذي اعتبره الكثيرون تجسيدًا مذهلاً للرئيس، حتى أن البعض شعر وكأن السادات نفسه يعود للحياة على الشاشة. عبّر العديد من المشاهدين عن دهشتهم من قدرة زكي على محاكاة السادات بكل تفاصيله، من طريقة المشي إلى نبرة الصوت وتعبيرات الوجه المميزة. وقد ساعد الفيلم في تقريب صورة السادات إلى الأجيال الجديدة التي لم تعاصر فترة حكمه، مقدمًا لهم لمحة عن التاريخ الحديث لبلادهم من خلال عمل درامي شيق وموثوق، بعيدًا عن جفاف الكتب التاريخية.

لم يكن الفيلم مجرد تسلية، بل أصبح أداة تعليمية وتوثيقية للعديد من الأسر والمدارس، حيث استخدم كمرجع لمناقشة فترة حكم السادات وأحداثها الهامة. لقد عزز الفيلم الفهم الشعبي للأحداث المعقدة مثل حرب أكتوبر ومفاوضات السلام، وجعل الشخصية التاريخية أكثر قربًا وواقعية للجمهور. هذه القوة التثقيفية للفيلم هي ما ضمن له البقاء في الذاكرة الجمعية كعمل خالد.

يظل الفيلم مرجعًا هامًا لمن يريد التعرف على حياة السادات بطريقة فنية وممتعة وشاملة. كما أنه يعكس قدرة السينما على لعب دور تثقيفي وتوثيقي مهم، مما يجعله ليس مجرد وسيلة ترفيه، بل أداة لفهم التاريخ وتشكيل الوعي الوطني. الفيلم نجح في أن يلامس مشاعر الجمهور بصدقه وعمقه، وأن يبقى حاضرًا في الذاكرة الثقافية المصرية والعربية كعمل فني لا يُنسى، يُحتفى به ويُعاد عرضه باستمرار على شاشات التلفزيون وفي المناسبات الوطنية.

آخر أخبار أبطال العمل الفني: أين هم اليوم؟

مرت سنوات عديدة على إنتاج وعرض فيلم "أيام السادات"، وقد شهدت الساحة الفنية تغيرات كبيرة، وبعض أبطال العمل غادرونا وتركوا خلفهم إرثًا فنيًا خالدًا لا يمحوه الزمن، بينما يواصل آخرون مسيرتهم الفنية بنجاح وتألق، محققين المزيد من الإنجازات التي تضاف إلى سجلاتهم الحافلة بالعطاء.

إرث أحمد زكي الخالد

رحل النجم الأسمر أحمد زكي عن عالمنا في عام 2005، بعد صراع شجاع مع المرض، مخلفًا وراءه مسيرة فنية استثنائية وعشرات الأعمال الخالدة التي لا تزال محفورة في ذاكرة السينما العربية. يعتبر "أيام السادات" واحدًا من أهم أعماله على الإطلاق، حيث بلغ فيه ذروة نضجه الفني والتشخيصي، مقدماً أداءً سيبقى محفوراً في تاريخ التمثيل. على الرغم من غيابه الجسدي، إلا أن أعماله وأدواره الفريدة تظل حية وملهمة للأجيال الجديدة من الفنانين والجمهور، ويُعتبر أيقونة فنية لن تتكرر.

منى زكي: مسيرة متألقة مستمرة

تواصل النجمة منى زكي مسيرتها الفنية بنجاح وتألق كبيرين، وهي اليوم من أبرز النجمات في الوطن العربي. بعد "أيام السادات"، شاركت منى في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية التي حققت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا، مثل "سهر الليالي"، "أبو علي"، "احكي يا شهرزاد"، "الصندوق الأسود"، ومؤخرًا مسلسل "لعبة نيوتن" الذي لاقى استحسانًا واسعًا وحصدت عنه العديد من الجوائز. تُعد منى زكي اليوم واحدة من أهم الممثلات في مصر والوطن العربي، وتستمر في تقديم أدوار متنوعة وجريئة تثبت موهبتها الفذة وقدرتها على التجديد والتطور المستمر في اختياراتها الفنية.

محمد خان: رحيل أيقونة الإخراج

فقدت السينما المصرية المخرج الكبير محمد خان في عام 2016، تاركًا خلفه إرثًا سينمائيًا غنيًا وفريدًا. ترك خان بصمته الخاصة في تاريخ السينما بأعماله الواقعية والعميقة التي كانت تعكس نبض الشارع المصري، وكان "أيام السادات" واحدًا من ألمعها وأكثرها جماهيرية وتأثيراً. لا يزال إرثه الإخراجي حيًا ويُلهم العديد من المخرجين الشباب، وتعتبر أفلامه مادة للدراسة في الأكاديميات الفنية، وشاهدًا على جيل كامل من السينمائيين المصريين. يُذكر خان دائمًا كأحد رواد الواقعية في السينما المصرية وأحد المجددين فيها.

أما باقي فريق العمل من فنانين وتقنيين، فمنهم من وافته المنية تاركًا وراءه بصمته، ومنهم من ابتعد عن الأضواء مفضلاً حياة خاصة بعد سنوات من العطاء، وآخرون لا يزالون يثرون الساحة الفنية بأعمالهم المتنوعة التي تضاف إلى أرشيفهم. ولكن يظل فيلم "أيام السادات" نقطة مضيئة في مسيرة كل من شارك فيه، وشاهدًا على جهد جماعي أثمر تحفة فنية تاريخية ستظل تُعرض وتُناقش لسنوات قادمة.

فريق عمل فيلم أيام السادات: نجوم وراء الكاميرا وأمامها

يُعزى النجاح الكبير لفيلم "أيام السادات" إلى التناغم والاحترافية العالية التي جمعت بين فريق العمل بأكمله، من ممثلين ومخرجين ومنتجين وفنيين. هنا نستعرض أبرز الأسماء التي ساهمت في خروج هذا العمل التاريخي إلى النور، كلٌ في مجال تخصصه، مما ضمن التكامل والتميز الفني:

  • تمثيل:
    • أحمد زكي (في دور أنور السادات)
    • منى زكي (في دور جيهان السادات)
    • ميرفت أمين (في دور نهى، ظهور خاص)
    • محمد توفيق (في دور اللواء لبيب)
    • صلاح عبد الله (في دور حسن التهامي)
    • محمود البزاوي (في دور اللواء حسني مبارك)
    • أحمد السقا (في دور اللواء كمال حسن علي)
    • أحمد فؤاد سليم (في دور إبراهيم بغدادي)
    • إسعاد يونس (في دور أم السادات)
    • مخلص البحيري (في دور الشيخ محمد متولي الشعراوي)
    • فاروق فلوكس (في دور إسماعيل باشا صدقي)
    • حسن حسني (في دور المشير أحمد إسماعيل علي)
    • عبد العزيز مخيون (في دور جمال عبد الناصر)
    • سيد عبد الكريم (في دور زكريا محيي الدين)
    • يوسف فوزي (في دور الفريق أول محمد صادق)
    • خليل مرسي (في دور محمد عبد الغني الجمسي)
    • أحمد عقل (في دور محمد فوزي)
    • أحمد دياب (في دور عصمت السادات)
    • نور قدري (في دور إحدى بنات السادات)
    • ليلى جمال (في دور والدة جيهان السادات)
    • أشرف طلبة (في دور كاتب صحفي)
    • محمد خيري (في دور شفيق متولي)
    • محمد جبريل (في دور مصطفى أمين)
    • محمد البياع (في دور أمين هويدي)
    • محمد يوسف (في دور عثمان أحمد عثمان)
    • نادية رفيق (في دور جدة السادات)
    • نبيل الهجرسي (في دور محمود رياض)
    • أحمد سامي عبد الله (في دور الشيخ حسني)
    • حمدي السخاوي (في دور عبد الناصر في السجن)
    • صلاح الحسيني (في دور وزير الخارجية)
    • عثمان محمد علي (في دور أمين عثمان)
    • علي حسنين (في دور ضابط بريطاني)
    • عاطف عبد اللطيف (في دور محمد فائق)
  • الإخراج:
    • محمد خان (مخرج)
    • محمد ياسين (مساعد مخرج أول)
    • خالد مرعي (مساعد مخرج)
  • الإنتاج:
    • وائل عبد الله (منتج)
    • صفوت غطاس (منتج منفذ)
    • المجموعة العربية للاستثمار (شركة إنتاج)
  • التأليف:
    • أحمد بهجت (سيناريو وحوار عن كتاب "البحث عن الذات" للرئيس أنور السادات)
    • أنيس منصور (مستشار تاريخي)
  • التصوير والمونتاج:
    • طارق التلمساني (مدير تصوير)
    • خالد مرعي (مونتاج)
  • الموسيقى:
    • يحيى الموجي (موسيقى تصويرية)
  • الديكور والأزياء:
    • فوزي العوامري (مهندس ديكور)
    • رفعت عبد الحكيم (مصمم أزياء)

هذه القائمة الشاملة تضم أبرز المساهمين في هذا العمل السينمائي الضخم، الذي لا يزال يحتل مكانة خاصة في قلوب محبي السينما التاريخية والسير الذاتية، ويُعتبر شاهدًا على تضافر الجهود الإبداعية.

[id] شاهد;https://www.youtube.com/embed/04RTweN8IC0| [/id]