أفلامأفلام تراجيديأفلام عربي

فيلم واجب

فيلم واجب



النوع: دراما، عائلي، كوميديا سوداء
سنة الإنتاج: 2017
عدد الأجزاء: 1
المدة: 96 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: فلسطين، فرنسا، ألمانيا، قطر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
تدور أحداث فيلم “واجب” حول “أبو شادي” (محمد بكري)، أب في الخمسينيات من عمره يعيش في الناصرة، يقرر أن يتبع التقاليد الفلسطينية العريقة بتسليم دعوات زفاف ابنته بنفسه، يداً بيد. من أجل هذه المهمة، يطلب من ابنه “شادي” (صالح بكري)، الذي يعيش ويعمل كمهندس معماري في روما، العودة إلى الناصرة لمساعدته. يعود شادي على مضض للمشاركة في هذه الطقوس التقليدية التي لا يزال والده متمسكًا بها بشدة، في إطار كوميدي درامي خفيف.
الممثلون:
محمد بكري، صالح بكري، تاريق كوبتي، لاما تاتور، ليلى مخول، وآخرون.
الإخراج: آن ماري جاسر
الإنتاج: أسامة بواردي (فليكس فيلم)، لوريت شيلينغ (Les Films de l’Après-Midi)، رومان بول (Razor Film Produktion)، جيهان الطحلاوي (Palmyra Films).
التأليف: آن ماري جاسر

فيلم واجب: رحلة الأبوة والبحث عن الأصالة

واجب: قصة عائلية فلسطينية تلامس الوجدان وتحديات الأجيال

فيلم “واجب” الصادر عام 2017، للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، ليس مجرد فيلم درامي عادي، بل هو لوحة فنية عميقة ترسم تفاصيل الحياة اليومية في الناصرة، وتعالج بذكاء ودهاء قضايا الأجيال، التقاليد، الهوية، والعلاقات الأسرية المعقدة. يأخذنا الفيلم في رحلة بسيطة في ظاهرها، لكنها غنية بالمعاني والمشاعر، حيث يكشف لنا كيف يمكن للواجب الاجتماعي أن يصبح نافذة لاكتشاف الذات وفهم الآخر، وتجسيد للصراع بين التمسك بالماضي والانفتاح على المستقبل.

قصة العمل الفني: دعوات زفاف تكشف أرواحًا

يتناول فيلم “واجب” قصة محورية تتمركز حول “أبو شادي”، وهو أب متمسك بالتقاليد، يصر على تسليم دعوات زفاف ابنته بنفسه، يداً بيد، على جميع الأقارب والأصدقاء في مدينة الناصرة. تتطلب هذه المهمة عودة ابنه “شادي” من إيطاليا لمساعدته. هذه الرحلة الطويلة التي يقومان بها معاً في سيارة الأب، تصبح بمثابة اختبار للعلاقة بين الأب والابن، وتكشف عن التوترات الكامنة بين جيلين مختلفين، كل منهما يحمل وجهة نظره الخاصة حول الحياة، العادات، والمستقبل.

يتم تقديم هذه القصة بأسلوب كوميديا سوداء ذكي، حيث تتخلل الحوارات اليومية العادية لمحات من النقد الاجتماعي والسياسي الخفي. “أبو شادي” يمثل الجيل الذي نشأ في ظل الاحتلال وتمسك بتقاليده كشكل من أشكال المقاومة والصمود، بينما “شادي” يمثل الجيل الشاب الأكثر انفتاحاً على العالم، والذي يرى بعض هذه التقاليد كعبء. هذا التناقض يخلق مواقف طريفة ومؤثرة في آن واحد، ويكشف عن الفجوة العميقة بين رؤيتين مختلفتين لنفس الواقع.

خلال رحلتهما لتسليم الدعوات، يلتقي الأب والابن بشخصيات متنوعة تعكس فسيفساء المجتمع الفلسطيني، وتلقي الضوء على قضايا مثل الهجرة، النزوح الداخلي، التمسك بالأرض، وأهمية الروابط الأسرية. كل زيارة لا تقتصر على تسليم دعوة، بل تتحول إلى حوار عميق، أو مواجهة غير متوقعة، أو لحظة تأمل تكشف عن طبقات جديدة من شخصيات الأب والابن، وتدفعهما لإعادة تقييم علاقتهما ببعضهما البعض وبوطنهما.

يعالج الفيلم ببراعة مفهوم “الواجب” في المجتمع الفلسطيني؛ الواجب نحو العائلة، الواجب نحو التقاليد، والواجب نحو الأرض. يظهر الفيلم كيف يمكن للتقاليد أن تكون جسراً يربط بين الأجيال، أو حاجزاً يفصل بينها. القصة ليست فقط عن زفاف، بل هي عن بناء الجسور بين القلوب، وفهم تعقيدات الهوية الفلسطينية في الداخل، واستكشاف ما يعنيه الانتماء لأرض وثقافة غنية بالتحديات والجمال معاً.

أبطال العمل الفني: ثنائية محمد وصالح بكري

يعتبر الأداء التمثيلي في فيلم “واجب” أحد أهم ركائزه، حيث قدم كل من الفنانين محمد بكري وابنه صالح بكري ثنائية مبهرة خطفت الأضواء وأسهمت في نجاح الفيلم بشكل كبير. يجمع الفيلم بين براعة التمثيل، والتوجيه الفني الدقيق، والرؤية الإخراجية الثاقبة التي صاغتها المخرجة آن ماري جاسر.

طاقم التمثيل الرئيسي

محمد بكري (أبو شادي): يقدم أداءً عظيماً كأب متمسك بالتقاليد، يجمع بين الحزم والطيبة والفكاهة العفوية. يجسد بكري الأب الفلسطيني بنضاله اليومي وتفاصيله الحياتية، ويظهر قدرته على نقل المشاعر العميقة دون مبالغة. صالح بكري (شادي): يكمل الصورة بتمثيله للشاب العصري الذي يعيش في الغرب لكنه مرتبط بوطنه. نجح في إظهار التوتر الداخلي بين رغبته في التحرر واحترامه لوالده وتقاليده. الكيمياء بين الأب وابنه الحقيقيين، انعكست بوضوح على الشاشة، مما أضاف للفيلم عمقاً وواقعية استثنائية. بجانبهما، قدم تاريق كوبتي ولاما تاتور وليلى مخول وغيرهم أدواراً داعمة مؤثرة، ساهمت في إثراء نسيج القصة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

فريق الإخراج والإنتاج

المخرجة: آن ماري جاسر – المؤلفة: آن ماري جاسر – المنتج: أسامة بواردي (مؤسسة فليكس فيلم). شارك في الإنتاج أيضاً لوريت شيلينغ (Les Films de l’Après-Midi) من فرنسا، ورومان بول (Razor Film Produktion) من ألمانيا، وجيهان الطحلاوي (Palmyra Films) من قطر، مما يعكس البعد الدولي للفيلم. آن ماري جاسر، التي كتبت وأخرجت الفيلم، أظهرت رؤية فنية متكاملة، وقدرة على مزج الكوميديا بالدراما، وتقديم قصة شخصية عميقة في سياق اجتماعي وسياسي أوسع. استطاعت أن تدير الممثلين ببراعة، وأن تستخرج منهم أفضل ما لديهم، وأن تخلق عالماً سينمائياً واقعياً ومؤثراً يعلق في الأذهان.

تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية

حظي فيلم “واجب” باستقبال نقدي وجماهيري واسع على الصعيدين العالمي والمحلي، ونال إشادات كبيرة على منصات التقييم العالمية المرموقة. يُعتبر الفيلم أحد أبرز الأعمال السينمائية الفلسطينية التي نجحت في اختراق الحواجز الثقافية والوصول إلى جمهور عالمي بفضل قصته الإنسانية العميقة وأدائه التمثيلي المتألق.

على موقع IMDb، حصل الفيلم على تقييم مرتفع بلغ حوالي 7.3/10، وهو مؤشر قوي على قبوله لدى المشاهدين والنقاد على حد سواء. أما على موقع Rotten Tomatoes، فقد نال الفيلم إشادة نقدية شبه كاملة، حيث حصد نسبة 100% من آراء النقاد الإيجابية، مما يؤكد على جودته الفنية وتميزه في السرد والإخراج. هذا الإجماع النقدي يعكس قدرة الفيلم على تقديم قصة فريدة من نوعها بأسلوب متقن ومؤثر.

محلياً وعربياً، لاقى الفيلم صدى واسعاً في المهرجانات السينمائية وحلقات النقاش الفنية. حاز على العديد من الجوائز المرموقة، مثل جائزة أفضل فيلم في مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وجائزة أفضل ممثل (مناصفة لمحمد وصالح بكري) في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وغيرها الكثير. هذه الجوائز والتقييمات تؤكد على القيمة الفنية لـ”واجب” وقدرته على أن يكون صوتاً مهماً للسينما الفلسطينية في المحافل الدولية، وأن يعكس الواقع العربي بصدق وشفافية.

آراء النقاد: إشادة بالعمق والواقعية

اتفق النقاد العالميون والعرب على حد سواء على أن فيلم “واجب” يعد إنجازاً سينمائياً بارزاً، مشيدين بقدرة المخرجة آن ماري جاسر على تقديم قصة بسيطة في ظاهرها، لكنها غنية بالمعاني والطبقات المتعددة. أثنى النقاد بشكل خاص على الأداء المذهل للثنائي محمد وصالح بكري، معتبرين أن الكيمياء الطبيعية بينهما كانت العنصر الأساسي الذي منح الفيلم مصداقية وعمقاً عاطفياً كبيراً. كما نوهوا ببراعة المخرجة في إبراز التوتر الدقيق بين الأب وابنه، وكيف يتحول واجب اجتماعي بسيط إلى رحلة لاكتشاف الذات والتصالح.

وصف العديد من النقاد الفيلم بأنه “صورة حميمة وواقعية” للمجتمع الفلسطيني، تبتعد عن القوالب النمطية وتقدم شخصيات معقدة وإنسانية. أُعجب النقاد أيضاً بالطريقة التي يعالج بها الفيلم قضايا الهوية، التقاليد، والانفصال الثقافي بين الأجيال بطريقة ذكية وغير مباشرة، بعيداً عن الخطابية المباشرة. كما لاقت تقنيات التصوير والإخراج استحساناً، حيث نجحت آن ماري جاسر في خلق أجواء دافئة ومألوفة تعكس جمال الناصرة وتفاصيل الحياة اليومية فيها، مما جعل المشاهد يشعر وكأنه جزء من هذه الرحلة.

على الرغم من الإشادات الواسعة، أشار بعض النقاد إلى أن إيقاع الفيلم قد يبدو بطيئاً في بعض الأحيان، وقد لا يناسب جميع الأذواق. ومع ذلك، اتفق الغالبية على أن هذا الإيقاع يخدم طبيعة القصة ويسمح للمشاهد بالتأمل والتفكير في القضايا المطروحة. بشكل عام، أجمع النقاد على أن “واجب” فيلم لا يُنسى، يقدم نظرة فريدة وعميقة على العلاقات الأسرية والثقافة الفلسطينية، ويثبت مكانة آن ماري جاسر كمخرجة ذات رؤية فنية متميزة على الساحة السينمائية العالمية.

آراء الجمهور: صدى الأصالة الفلسطينية

لقي فيلم “واجب” استقبالاً حاراً وإيجابياً جداً من الجمهور، ليس فقط في فلسطين والعالم العربي، بل وفي المهرجانات السينمائية العالمية. تفاعل المشاهدون بشكل كبير مع القصة البسيطة والعميقة في آن واحد، والتي لامست مشاعر الكثيرين بصدقها وعفويتها. أثنى الجمهور على الأداء الطبيعي والمقنع لمحمد وصالح بكري، معتبرين العلاقة بينهما على الشاشة انعكاساً صادقاً للعلاقات الأسرية الحقيقية التي تجمع بين الألفة والتوتر والاختلاف في وجهات النظر.

عبّر العديد من المشاهدين العرب عن تقديرهم للطريقة التي تناول بها الفيلم التقاليد الفلسطينية، وكيف أنها تمثل جزءاً لا يتجزأ من الهوية. وجد الكثيرون أن الفيلم يعكس تحديات الأجيال المختلفة وتأثير التغيرات الاجتماعية على العلاقات الأسرية، مما جعلهم يشعرون بالارتباط الشديد بشخصيات الفيلم. كما أشاد الجمهور بروح الدعابة الخفيفة التي تخللت المشاهد الدرامية، والتي أضفت على الفيلم لمسة من الواقعية والجاذبية.

تفاعل الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي ومنتديات الأفلام بشكل إيجابي، حيث شاركوا آراءهم وتجاربهم الشخصية التي تشابهت مع مواقف الفيلم. اعتبر الكثيرون أن “واجب” ليس مجرد فيلم ترفيهي، بل هو عمل فني يفتح باب النقاش حول قضايا مهمة مثل التواصل بين الأجيال، وأهمية الحفاظ على التقاليد، والبحث عن الهوية في عالم متغير. هذا التفاعل الواسع يؤكد على أن الفيلم نجح في إيصال رسالته إلى قلوب وعقول المشاهدين، وترك لديهم انطباعاً عميقاً ودائماً.

آخر أخبار أبطال العمل الفني

يواصل نجوم وصناع فيلم “واجب” تألقهم في الساحة الفنية، سواء في فلسطين أو على الصعيد الدولي، مقدِّمين أعمالاً جديدة تؤكد على مكانتهم الفنية المرموقة وتنوع مواهبهم. إليكم آخر أخبارهم:

آن ماري جاسر (المخرجة والمؤلفة)

بعد النجاح الكبير لفيلم “واجب”، رسخت آن ماري جاسر مكانتها كواحدة من أهم المخرجات في السينما العربية المستقلة والعالمية. تُعرف جاسر برؤيتها الفنية المتميزة وقدرتها على تناول قضايا الهوية والوطن الفلسطيني بأسلوب إنساني وعميق. تستمر جاسر في العمل على مشاريع سينمائية جديدة تحمل طابعها الخاص، وتشارك في لجان تحكيم المهرجانات الدولية، مما يؤكد على تأثيرها المتزايد في المشهد السينمائي العالمي. أعمالها دائماً ما تكون محط اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء.

محمد بكري وصالح بكري (أبطال الفيلم)

يعد الفنان الكبير محمد بكري قامة في السينما والمسرح الفلسطيني والعربي، وتتوالى مشاركاته في أعمال فنية متنوعة تجمع بين الجودة والرسالة. بعد “واجب”، استمر في تقديم أدوار قوية ومؤثرة في أفلام ومسلسلات، محافظاً على مكانته كأحد أبرز الممثلين في المنطقة. أما نجله صالح بكري، فقد واصل مسيرته الفنية المتألقة بعد الأداء الباهر في “واجب”. شارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية العربية والدولية، وأظهر تنوعاً في أدواره وقدرة على التكيف مع شخصيات مختلفة، مما جعله من الوجوه الشابة المطلوبة والمرموقة في الصناعة. يواصل الثنائي بكري إثراء الساحة الفنية بأعمالهما المميزة.

أسامة بواردي (المنتج)

يواصل المنتج أسامة بواردي، من خلال مؤسسته “فليكس فيلم”، دعم وإنتاج الأفلام الفلسطينية والعربية المستقلة التي تحمل قيمة فنية ورسالة عميقة. يُعرف بواردي بكونه أحد الدعائم الأساسية للسينما الفلسطينية، حيث يلتزم بتقديم أعمال عالية الجودة تسلط الضوء على قصص وحكايات المنطقة. يشارك باستمرار في الفعاليات والمهرجانات السينمائية الدولية للترويج للأعمال الفلسطينية، ويسعى جاهداً لفتح آفاق جديدة للإنتاج السينمائي في المنطقة.

باقي طاقم العمل من الممثلين والفنيين أيضاً يواصلون نشاطهم في مجالاتهم المتنوعة، كلٌ يساهم في إثراء المشهد الثقافي والفني، مؤكدين على الدور الذي لعبه فيلم “واجب” في تسليط الضوء على المواهب الفلسطينية وإبرازها على الساحة الفنية العالمية.

لماذا يبقى فيلم واجب في الذاكرة؟

في الختام، يُعد فيلم “واجب” أكثر من مجرد قصة عن تسليم دعوات زفاف؛ إنه رحلة سينمائية عميقة في قلب العلاقات الأسرية الفلسطينية، صراع الأجيال، وتأثير التقاليد على الحياة المعاصرة. يبرز الفيلم ببراعة التناقضات بين الأبوة والبنّوة، بين الماضي والحاضر، وبين التمسك بالهوية والانفتاح على العالم، كل ذلك في إطار درامي كوميدي مؤثر للغاية. الأداء الاستثنائي لمحمد وصالح بكري، إلى جانب الرؤية الإخراجية الثاقبة لآن ماري جاسر، جعلت من هذا العمل تحفة فنية تستحق المشاهدة مراراً وتكراراً.

لقد نجح “واجب” في أن يكون جسراً يعبر من خلاله الجمهور العالمي إلى فهم أعمق للثقافة الفلسطينية وتحدياتها الإنسانية، بعيداً عن الصور النمطية. لقد ترك الفيلم بصمة واضحة في تاريخ السينما العربية والعالمية، وحصد العديد من الجوائز المرموقة، مما يؤكد على قيمته الفنية والإنسانية. يظل “واجب” حاضراً في الذاكرة لأنه يلامس جوهر التجربة الإنسانية، ويقدم رسالة عالمية عن الحب، التفاهم، والتصالح، مما يجعله عملاً خالداً يؤثر في قلوب وعقول المشاهدين جيلاً بعد جيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى