فيلم على من نطلق الرصاص

سنة الإنتاج: 1975
عدد الأجزاء: 1
المدة: 120 دقيقة
الجودة: متوفر بجودة عالية HD
البلد: مصر
الحالة: مكتمل
اللغة: العربية
سعاد حسني (فايزة)، محمود ياسين (فؤاد)، مجدي وهبة (نادر)، عزت العلايلي (عادل)، عبد المنعم إبراهيم (رأفت)، هدى سلطان (ضيفة شرف)، سهير محمد، إلهام سعيد، أحمد الجزيري، إبراهيم الشامي، علي الشريف، كوثر شفيق.
الإخراج: كمال الشيخ
الإنتاج: ماجدة للإنتاج الفني، شركة القاهرة للإنتاج السينمائي
التأليف: كمال الشيخ (سيناريو وحوار)، رءوف حلمي (قصة)
فيلم على من نطلق الرصاص: صرخة السينما في وجه الفساد
تحفة كمال الشيخ وسعاد حسني التي كشفت خبايا المجتمع
يُعد فيلم “على من نطلق الرصاص” الصادر عام 1975، واحداً من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط لجرأته في تناول قضايا الفساد الاجتماعي والسياسي، بل لعمقه الفني والفلسفي الذي لا يزال صداه حاضراً حتى اليوم. الفيلم من إخراج كمال الشيخ، وبطولة النجمين سعاد حسني ومحمود ياسين، ويقدم رؤية نقدية حادة للمجتمع المصري في مرحلة ما بعد نكسة 1967، مسلطاً الضوء على الفجوة الطبقية، تدهور القيم، واليأس الذي أصاب النفوس المثقفة في مواجهة منظومة فاسدة. العمل يطرح تساؤلات جوهرية حول المسؤولية الفردية والجماعية في زمن الاضطراب، ويظل شاهداً على مرحلة مفصلية في تاريخ مصر، وتجربة سينمائية فريدة من نوعها.
قصة العمل الفني: صراعات الطبقات وانهيار القيم
تدور أحداث فيلم “على من نطلق الرصاص” في إطار درامي تشويقي عميق، حول شخصية “فؤاد” (محمود ياسين)، الشاب المثقف المنتمي لأسرة غنية وعريقة، والذي يمتلك مبادئ سامية ورؤية حادة للفساد المستشري في المجتمع. يعود فؤاد من دراسته في الخارج ليصطدم بواقع مختلف تماماً عن آماله، حيث يرى الفساد يتجسد في كل زاوية، بدءاً من أصدقائه القدامى الذين انخرطوا في منظومة المصلحة، وصولاً إلى المؤسسات الحكومية. الفيلم يمثل صرخة احتجاجية على حالة التدهور الأخلاقي والاجتماعي التي أعقبت هزيمة 1967.
تتقاطع حياة فؤاد مع حياة “فايزة” (سعاد حسني)، الفتاة الطموحة المكافحة التي تعمل في أحد المصانع، والتي تمثل الطبقة الكادحة التي تعاني من قهر وظلم الرأسمالية والفساد. فايزة هي رمز للطبقة المسحوقة التي تحاول الصمود والكفاح من أجل حياة كريمة، وهي تجسد معاناة الكثيرين في تلك الفترة. من خلال علاقتهما، يسلط الفيلم الضوء على التناقضات الصارخة بين عالمي فؤاد وفايزة، ويبرز الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء، بين من يملك القوة والنفوذ ومن لا يملك إلا كرامته.
الشخصيات الثانوية في الفيلم تعكس أيضاً جوانب مختلفة من المجتمع. “نادر” (مجدي وهبة) و”عادل” (عزت العلايلي) يمثلان نماذج لشباب ضلوا طريقهم، فمنهم من انخرط في الفساد بحثاً عن الثراء السريع، ومنهم من فقد الأمل واستسلم لليأس. الفيلم يطرح سؤالاً جوهرياً حول من هو المسؤول عن هذا التدهور: هل هو الفرد الذي يستسلم للإغراءات، أم النظام الذي يفسد الجميع؟ يتصاعد الصراع النفسي داخل فؤاد، الذي يرى أن الحل يكمن في التغيير الجذري، حتى لو كان ذلك يعني استخدام العنف.
يقود اليأس فؤاد إلى قرار صادم بتنفيذ خطته الخاصة لتطهير المجتمع، معتبراً أن الوسائل التقليدية لم تعد تجدي نفعاً. يجد نفسه مجبراً على مواجهة أقرب الناس إليه، بمن فيهم من كانوا يوماً أصدقاءه، في رحلة تصويرية للانهيار الأخلاقي الذي يسبق الانهيار الشامل. “على من نطلق الرصاص” ليس مجرد فيلم جريمة، بل هو دراسة نفسية واجتماعية عميقة، تحلل دوافع الأفراد في ظل ظروف قاسية، وتطرح تساؤلات فلسفية حول العدالة، الأخلاق، ومستقبل الوطن. يظل الفيلم تحذيراً سينمائياً من عواقب الفساد والتجاهل.
أبطال العمل الفني: أيقونات السينما المصرية
لعب طاقم عمل فيلم “على من نطلق الرصاص” دوراً حاسماً في جعل هذا العمل علامة فارقة في السينما المصرية، حيث اجتمع نخبة من ألمع النجوم والمبدعين لتقديم رؤية فنية متكاملة ومؤثرة. كان أداء الممثلين على درجة عالية من الاحترافية، مما أضفى مصداقية وعمقاً على الشخصيات والرسالة التي يحملها الفيلم.
طاقم التمثيل الرئيسي
الراحلان سعاد حسني ومحمود ياسين قدما أداءً استثنائياً يعد من أبرز أدوارهما. سعاد حسني في دور “فايزة” جسدت ببراعة معاناة الطبقة الكادحة، ومزجت بين القوة والرقة في شخصية تتحدى الظروف الصعبة، وأظهرت قدرتها الفائقة على التعبير عن المشاعر الإنسانية العميقة. أما محمود ياسين في دور “فؤاد”، فقد قدم شخصية الشاب المثقف الذي يمر بتحولات نفسية حادة، من الإيمان بالمبادئ إلى اليأس الشديد، وأداءه كان مقنعاً جداً في تصوير هذا الصراع الداخلي. دوره في الفيلم يعتبر من أهم علامات مسيرته الفنية.
إلى جانبهم، تألق نخبة من كبار الممثلين. مجدي وهبة في دور “نادر” أضاف بعداً آخر للقصة، وقدم شخصية معقدة ببراعة. عزت العلايلي في دور “عادل” أظهر قدرته على تجسيد أدوار الشر المركبة التي تعكس جوانب من الواقع. وعبد المنعم إبراهيم في دور “رأفت” قدم أداءً مميزاً كعادته، مكملاً للوحة الفنية. كما شاركت الفنانة الكبيرة هدى سلطان كضيفة شرف، مما أضاف للفيلم ثقلاً فنياً كبيراً. هذه الكوكبة من النجوم عملت بتناغم لتقديم عمل فني خالد.
فريق الإخراج والتأليف والإنتاج
يعتبر كمال الشيخ من أهم المخرجين في تاريخ السينما المصرية، ويُعرف عنه اهتمامه بالأفلام ذات الطابع التشويقي والاجتماعي والنفسي. في “على من نطلق الرصاص”، قدم كمال الشيخ تحفة فنية، حيث أبدع في الإخراج والسيناريو والحوار (بالاشتراك مع رءوف حلمي في القصة). تميز إخراجه بالدقة والعمق، وقدرته على استغلال الإضاءة والموسيقى لتعزيز الأجواء الدرامية والنفسية للفيلم. رؤيته الإخراجية للفيلم كانت جريئة ومتقدمة لعصره، مما جعله فيلماً سابقاً لزمانه في تناول القضايا.
أما الإنتاج، فقد كان بالتعاون بين شركة “ماجدة للإنتاج الفني” و”شركة القاهرة للإنتاج السينمائي”، مما وفر للفيلم الإمكانيات اللازمة لظهوره بهذا الشكل المميز. ساهمت ماجدة كمنتجة في دعم الأعمال الفنية الهادفة والجرئية، وكان هذا الفيلم واحداً من هذه الأعمال التي حملت رسالة قوية للمجتمع. الجمع بين قوة القصة، براعة الإخراج، وتميز الأداء، ودعم الإنتاج، جعل من “على من نطلق الرصاص” أحد كلاسيكيات السينما المصرية التي لا تزال محل دراسة وتقدير.
تقييمات ومنصات التقييم العالمية والمحلية
حظي فيلم “على من نطلق الرصاص” بتقدير كبير على المستويين المحلي والعربي، ويعتبره العديد من النقاد والجمهور واحداً من أيقونات السينما المصرية التي تتناول قضايا عميقة بجرأة. على الرغم من أنه لم يحظ بانتشار عالمي واسع النطاق مثل بعض الأفلام الأجنبية، إلا أن قيمته الفنية والموضوعية جعلته يحصل على تقييمات عالية في المنتديات والمواقع المتخصصة في السينما العربية.
على منصات مثل IMDb، غالباً ما يتراوح تقييم الفيلم بين 7.5 إلى 8.0 من أصل 10، وهو معدل مرتفع جداً يعكس جودته الفنية وتأثيره. هذا التقييم يشير إلى أن الفيلم لا يزال يحظى بإعجاب المشاهدين والنقاد على حد سواء، ويعتبر من الأعمال التي تترك بصمة قوية. كما يتم عرضه بشكل متكرر على القنوات التلفزيونية العربية وبعض المنصات الرقمية المتخصصة في الأفلام الكلاسيكية، مما يؤكد على استمرارية الإقبال عليه وقيمته الفنية التي لا تتأثر بمرور الزمن.
على الصعيد المحلي، كان للفيلم صدى واسع النطاق منذ عرضه الأول. النقاد المصريون والعرب أشادوا بجرأة الفيلم وقدرته على تحليل المشكلات الاجتماعية والسياسية بعمق. يعتبر الفيلم مادة دراسية في أكاديميات السينما، ويُشار إليه كنموذج للسينما الواقعية التي لا تخشى طرح القضايا الشائكة. الاهتمام المتواصل بالفيلم في المهرجانات السينمائية التي تحتفي بالتراث السينمائي العربي، وتناوله في الدراسات النقدية، يعكس مكانته الراسخة كعمل فني عظيم ومؤثر.
آراء النقاد: تحليل عميق وتقدير لجرأة الموضوع
تلقى فيلم “على من نطلق الرصاص” إشادات واسعة من النقاد منذ عرضه الأول، واعتبره الكثيرون تحفة فنية تتجاوز مجرد كونه فيلماً. أشاد النقاد بجرأة كمال الشيخ في تناول موضوع الفساد السياسي والاجتماعي بشكل مباشر وصادم، وهو أمر كان نادراً في السينما المصرية بتلك الحقبة. رأوا أن الفيلم قدم تحليلاً عميقاً لحالة اليأس والإحباط التي انتابت المجتمع المصري بعد نكسة 1967، وكيف يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى ردود فعل متطرفة.
كما نوه النقاد بالأداء التمثيلي المذهل لسعاد حسني ومحمود ياسين، واصفين أداءهما بالصادق والمؤثر، وأن كل منهما استطاع أن يجسد شخصيته بكل تعقيداتها النفسية. أشاروا إلى أن الفيلم لم يكن مجرد قصة، بل كان تجسيداً لحالة مجتمعية كاملة، من خلال الشخصيات المتنوعة التي تعكس جوانب مختلفة من الفساد والمقاومة. الإخراج البصري للشيخ، واستخدامه للرمزية والإضاءة والموسيقى التصويرية، لاقى استحساناً كبيراً، حيث عزز من الأجواء الكئيبة والمأساوية التي تعكس جوهر الفيلم.
على الرغم من الإشادة الكبيرة، أشار بعض النقاد إلى أن النهاية الصادمة قد تكون قاسية على بعض المشاهدين، وأن الفيلم قد يفتقر أحياناً إلى بصيص الأمل في ظل الأجواء السوداوية التي يطرحها. ومع ذلك، اتفق الغالبية على أن هذه القسوة كانت ضرورية لتقديم رسالة الفيلم القوية، وأنها تعكس واقعاً مريراً لا يمكن تجاهله. يعتبر “على من نطلق الرصاص” في نظر النقاد، وثيقة تاريخية وفنية مهمة، تستحق الدراسة والتحليل المتعمق لقيمتها الفنية والتاريخية التي لا تزال باقية.
آراء الجمهور: صدى الواقع في وجدان المشاهدين
لاقى فيلم “على من نطلق الرصاص” قبولاً واسعاً من قبل الجمهور المصري والعربي، منذ عرضه الأول وحتى يومنا هذا، حيث أثار نقاشات واسعة حول قضايا الفساد واليأس والتغيير. تفاعل الجمهور بشكل كبير مع واقعية القصة، حيث شعر الكثيرون بأن الفيلم يعبر عن همومهم وتطلعاتهم في فترة عصيبة من تاريخ مصر. الأداء القوي للممثلين، خاصة سعاد حسني ومحمود ياسين، كان محل إشادة كبيرة من الجمهور الذي شعر بالتعاطف مع الشخصيات وصراعاتها.
الفيلم أثر في وجدان الكثيرين بفضل جرأته في كشف المستور وتسليط الضوء على مناطق مظلمة في المجتمع، وهو ما جعل الجمهور يشعر بأن هذا العمل يتحدث بلسانهم. تعليقات المشاهدين على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المنتديات الفنية، غالباً ما تشيد بقدرة الفيلم على إثارة التفكير وطرح تساؤلات جوهرية حول المسؤولية الأخلاقية والاجتماعية. على الرغم من أن الفيلم يحمل طابعاً مأساوياً، إلا أنه ترك بصمة عميقة في ذاكرة الجمهور، وأصبح رمزاً للأفلام التي تجسد الواقع بصدق وشجاعة.
المشاهدون، على اختلاف أجيالهم، لا يزالون يشاهدون الفيلم ويناقشون رسالته، مما يؤكد على خلود هذا العمل الفني وقدرته على تجاوز الحواجز الزمنية. لقد أصبح “على من نطلق الرصاص” جزءاً من الوعي الجمعي المصري، ومرجعاً مهماً عند الحديث عن الفساد الاجتماعي أو عن الأفلام التي تنبأت بمستقبل مظلم. هذا الصدى الإيجابي يبرهن على أن العمل الفني إذا كان صادقاً في طرحه وقوياً في تقديمه، فإنه سيجد طريقه إلى قلوب وعقول المشاهدين، ويظل مؤثراً عبر الأجيال.
آخر أخبار أبطال العمل الفني
ترك نجوم فيلم “على من نطلق الرصاص” بصمات خالدة في تاريخ السينما المصرية، وما زالت أعمالهم محط تقدير واحتفاء حتى بعد رحيل غالبيتهم. استمروا في مسيرتهم الفنية الحافلة بالإنجازات، وساهموا في إثراء المشهد الثقافي العربي.
سعاد حسني
تُعد سعاد حسني أيقونة السينما المصرية والعربية، وبعد “على من نطلق الرصاص”، واصلت تقديم أدوار لا تُنسى في عشرات الأفلام التي تعد علامات في تاريخ السينما، مثل “شفيقة ومتولي”، “أهل القمة”، و”حب في الزنزانة”. تميزت بقدرتها الفائقة على التنوع بين الكوميديا والتراجيديا، وجمعها بين الموهبة الخارقة والكاريزما الطاغية. على الرغم من رحيلها في عام 2001، إلا أن أعمالها لا تزال تعرض باستمرار وتحظى بحب وتقدير الجماهير، وتظل ذكراها خالدة في قلوب الملايين.
محمود ياسين
محمود ياسين، فارس السينما المصرية، استمر في مسيرته الفنية الحافلة بعد “على من نطلق الرصاص”، وقدم مئات الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية التي أثرت المكتبة الفنية. عُرف بأدواره الوطنية والرومانسية، وقدرته على تجسيد الشخصيات المركبة بعمق واقتدار. من أبرز أعماله بعد هذا الفيلم: “الرصاصة لا تزال في جيبي”، “الظلال في الجانب الآخر”، ومسلسلات “سوق العصر” و”وعد الحر”. رحل عن عالمنا في عام 2020، تاركاً إرثاً فنياً ضخماً من الأدوار الخالدة التي رسخت مكانته كواحد من عمالقة التمثيل في الوطن العربي.
مجدي وهبة وعزت العلايلي وعبد المنعم إبراهيم
مجدي وهبة، الفنان القدير، استمر في تقديم أدواره المميزة التي غالباً ما تتسم بالعمق النفسي، وتنوعت أعماله بين السينما والدراما التلفزيونية، وظل محتفظاً بحضوره القوي حتى وفاته في عام 1990. أما عزت العلايلي، فهو واحد من أبرز الممثلين العرب، وبعد “على من نطلق الرصاص” شارك في العديد من الأعمال الكلاسيكية التي أثبتت موهبته الفذة، مثل “الأرض”، و”المواطن مصري”، “الطريق إلى إيلات”. رحل في عام 2021، تاركاً رصيداً فنياً هائلاً. الفنان الكبير عبد المنعم إبراهيم، المعروف بقدرته الفائقة على الأداء الكوميدي والتراجيدي، استمر في تقديم أدوار لا تُنسى في السينما والمسرح والتلفزيون حتى وفاته عام 1987، وظلت أعماله محبوبة من الجمهور.
كمال الشيخ (المخرج)
كمال الشيخ، أحد رواد الإخراج السينمائي في مصر، استمر في إخراج العديد من الأفلام الهامة بعد “على من نطلق الرصاص”، وواصل تقديم أعمال تحمل بصمته المميزة في التشويق والدراما النفسية. من أبرز أفلامه اللاحقة: “الصعود إلى الهاوية” و”الطاووس”. ترك الشيخ إرثاً سينمائياً غنياً يدرس في المعاهد الفنية، ويظل اسمه مرتبطاً بالسينما الجادة والمؤثرة التي تعالج قضايا عميقة بأسلوب فني رفيع. أعماله لا تزال تعرض وتدرس، مما يؤكد على مكانته كواحد من أهم المخرجين في تاريخ السينما العربية.
لماذا يظل فيلم على من نطلق الرصاص حاضراً في الذاكرة؟
في الختام، يظل فيلم “على من نطلق الرصاص” علامة مضيئة في تاريخ السينما المصرية، ليس فقط لجرأته الفنية في طرح قضايا الفساد واليأس التي عصفت بالمجتمع في فترة حساسة، بل لقدرته على تقديم رؤية نقدية عميقة وواقعية. استطاع الفيلم، ببراعة المخرج كمال الشيخ والأداء الأسطوري لسعاد حسني ومحمود ياسين، أن يلامس أوتاراً حساسة في نفوس الجمهور والنقاد على حد سواء، وأن يصبح مرآة تعكس صراعات الإنسان في مواجهة واقع قاسٍ.
الفيلم لم يكن مجرد قصة عابرة، بل كان صرخة فنية ومدوية، وثيقة تاريخية تحليلية لمرحلة مهمة، وحواراً مفتوحاً حول مسؤولية الأفراد في مواجهة الفساد. قيمته لم تنحسر بمرور الزمن، بل زادت عمقاً ووضوحاً مع كل جيل يكتشفه. “على من نطلق الرصاص” يذكرنا بأن الفن الحقيقي هو الذي يتجاوز الترفيه ليشكل وعياً، ويطرح أسئلة جوهرية تبقى حية في الذاكرة الجمعية، ويحث على التأمل في الماضي لنتعلم منه للمستقبل.